أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
4592
التاريخ: 21-10-2014
2133
التاريخ: 21-10-2014
919
التاريخ: 21-10-2014
2676
|
والاختصاص في الاصلاح : تخصيص حكم علق بضمير لغير الغائب، بما تاخر عنه من اسم ظاهر معرفة معمول لاخص واجب الحذف.
فقولك : انا القاضي التزم الحياد, قد خصصت الحكم المتعلق بالضمير (انا)، وهو التزام الحياد، بالاسم المعرفة الظاهر، وهو (القاضي) الذي هو معمول لعامل واجب الحذف، تقديره أخص.
والباعث عليه فخر، او تواضع، او زيادة بيان.
فألاول نحو : على ايها الجواد يعتمد الفقير.
والثاني نحو : انا ايها العبد فقير الى عفو الله.
والثالث نحو : نحن ايها العرب اقرى للضيف.
والاختصاص عند جمهور النحاة اسلوب خبرى جاء غالبا على صوره اسلوب النداء لفظا، كما جاء الخبر على صورة الامر، والامر على صورة الخبر، والخبر على صورة الاستفهام، والاستفهام على صورة الخبر.
ووجه شبهه بأسلوب النداء عندهم يرونه واضحا في الاسلوب المستعمل في أي وايه، حيث يبقيان على الصورة التي كانا عليها في النداء، وهي البناء على الضم. وانما لم يجعلوه نداء لما ذكروا من ان (يا) لا يمكن ان ترد قبل ايها او ايتها في اسلوب الاختصاص.
وهم يقولون في قولهم : انا ايها الرجل افعل كذا : أي اخص الرجل
ص149
الذي هو انا، أي افعل ذلك مخصوصا بين الرجال. وفي : الهم اغفر لنا ايتها العصابة، أي مخصوصين من العصائب.
وانا ارى – كما رأى الاخفش من قبل من- ان ما زعموه في الاسلوب المستعمل فيه أي واية، انه ليس على النداء بل هو على الاختصاص – لا يعدو ان يكون تخيلا لا اساس له من الصحة، فطبيعة النداء فيه ظاهرة، واستعمال الطريقة الاعرابية فيه ناطقة بانه اسلوب نداء. ولعل الذي ساق جمهرة النحاة الى هذا الزعم ما وضعوه من قاعدة – ذكرتها من قبل- ان المتكلم لا ينادى نفسه، ومن ثم منعوا : يا انا، كما منعوا : يا هو. فما قولهم في قول عمر مناديا نفسه : (كل الناس افقه منك يا عمر).
وعلى ذلك اني استطيع ان اذهب الى ابعد مما ذهب اليه الاخفش فارى ان ما اتى في هذا الاسلوب مضافا، انه كذلك من باب النداء، فاذا نظرت في نحو قوله عليه الصلاة والسلام : (نحن معاشر الانبياء لا نورث) وجدت اسلوبية النداء ظاهرة فيه، وانه معرب اعرابه. وليس بمنكر ان يكون الرسول قد عبر بنداء معاشر الانبياء الذين هو منهم. ولذلك فظاهر ونظائر في لغتنا العامية، تقول العامة : ( نحن يا فقراء لا نبخل هذا البخل) ، )نحن يا كبار السن لا نجرؤ ان نفعل كذا) يستعملون اسلوب النداء كاملا في كل اسلوب اختصاص مضاف او غير مضاف.
كما انه ليس بمنكر ان يكون الراجز في قوله :
** نحن بني ضبة ارباب الجمل (1)**
ص150
ان يكون اراد : يا بني ضبة، ويكون الاختصاص من بعد ذلك امرا مستلزما للنداء، فانت حين تنادي فردا او جماعة من الناس انما تخصه او تخصهم بالنداء.
فلم يبق مما يذكرونه من اساليب الاختصاص مما يمكن حمله على النداء الا المختص المفرد كقولهم : (نحن العرب اسخى من بذل) أي اخص العرب، وبذلك نستطيع ان نضيق نطاق هذا الباب على هذا النحو الجديد.
واما ما ذكروه من ان (يا) لا يمكن ان ترد قبل ايها او ايتها في اسلوب الاختصاص، وان هذا دليل على انه ليس باسلوب نداء, فاني اراه حجة عليهم لا لهم، لان العرب انما فعلت ذلك تنبيها على انهم ارادوا بهذا الاسلوب مضاعفة معنى الاختصاص الذي تؤديه طبيعة النداء، كما سلف القول، فجعلوا التزام حذف (يا) اشارة الى ذلك المعنى المقصود، وهو مضاعفة معنى الاختصاص.
المراجع :
سيبويه 1 : 327 – 328 ابن يعيش 2 : 17-19 الرضى 1 : 147-148 الانصاف 406 – 411 الشذور 158 – 265 ابن عقيل 2 : 233 التصريح 2 : 181 – 184 الاشموني والصبان 3 : 185-187 الهمع 1 : 170 – 171.
ص151
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انشده في الكامل 65، 224 ليسبك بدون نسبة. ونسب في الحمامة 289 بشرح المرزوقي و 1 : 280 بشرح التبريزي الى الاعرج المعنى. وفي الطبري 4 : 517 – 518 الى الحارث الضبي. وقال التبريزي : الصحيح انها لعمرو بن يثربي.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|