أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016
2308
التاريخ: 25-7-2016
2205
التاريخ: 2024-07-02
667
التاريخ: 26-6-2016
24440
|
لا يوجد أي نشاط بشري الذي من الممكن أن يخلو من تعلم واتصال مع الآخرين، سواء كان ذلك التعلم سلبياً أم إيجابياً. أيضا يعتبر اختلاف السلوك الذي يصدر عن أفراد المجتمع في المواقع الاتصالية الإنسانية يعد نوعاً من أنواع التعلم الهام والضروري حدوثه، لأن حياة أفراد المجتمع قائمة على مثل هذا السلوك والتعلم.
وعليه فإن التعلم يعتبر عملية أساسية في الحياة يسير معها ويمتد بامتدادها، لان كل فرد يكتسب الأنماط السلوكية التي يعيش فيها عن طريق التعلم القائم على الاتصال المباشر وغير المباشر. الأمر الذي له الأثر الأكبر على عملية الاستفادة التي يحصل عليها كل جيل من الأجيال عن طريق التعلم من خبرات الأجيال السابقة والاتصال معها بالطرق المختلفة التي تؤدي إلى زيادة نمو الحصيلة المستمرة للمعرفة البشرية. ومن أمثلة قدرة الإنسان على التعلم من الآخرين والاتصال الدائم المستمر معهم، التقاليد والقوانين والأديان واللغات وجميع المؤسسات الاجتماعية.
وعلى هذا الأساس يتوجب علينا أن نلاحظ أن المفهوم السيكولوجي لمصطلح التعلم أوسع بكثير من المفهوم الدارج والمستعمل لكلمة التعلم والاتصال من حيث هو عملية مقصودة من قبل الأطراف المتداخلة فيها سواء كان المرسل أو المستقبل. فالتعلم كمصطلح سيكولوجي ونفسي لا يتوقف عند مجرد اكتساب الوسائل وإنما يتعداها إلى اكتساب القيم والأهداف بالإضافة إلى الحاجات، كما أن التعلم لا يرتبط أو يتقيد بالنتيجة التي تترتب على السلوك من حيث التوافق أو عدم التوافق.
ويجب أن نذكر في هذا المجال أن معجم وارين الذي يتناول المصطلحات السيكولوجية نرى أنه أعطى لمصطلح التعلم ثلاثة معان :
1- التعلم عبارة عن عملية اكتساب لقدرة معينة التي تتيح للكائن الحي أن يستجيب لموقف سبق له أو لم يسبق له أن عاشه.
2- التعلم عملية تجميع للاستجابات الحركية الأولية في كل حركة يقوم بها الفرد ولا يقصد بالتجميع هنا الكل الإضافي وإنما المقصود به الكل العضوي من حيث هو وحدة كلية لها انتظامها البنيوي.
3- التعلم هو عملية تثبيت للعناصر في الذاكرة بحيث يمكن استعادتها أو التعرف عليها.
في جميع التعريفات يلعب الاتصال الدور الأساسي والذي بدونه لا يمكن أن يتم أي نوع من أنواع الاكتساب للمعلومات أو تجميع للاستجابات التي تصدر عن الكائن الحي. كما وبدون الاتصال بأنواعه المختلفة لا يمكن أن تتم عملية تثبيت المعلومات لأنه يتوجب أن يكون هناك مرسل يقوم بإرسال المعلومات أو المواد التعليمية عبر وسيلة أو قناة اتصال معينة التي تساعد على وصول مضمون الرسالة إلى المستقبل أو المستقبلين ويكون لها أثر معين عليهم.
أيضا هناك ثلاثة مفاهيم لعملية التعلم التي كان لها الأثر الكبير في التدريس والتخطيط المدرسي والمناهج وهي:
1- التعلم كعملية تذكر يرتبط هذا المفهوم بنظرة هربارت إلى الإنسان الذي يولد عقله صفحة
بيضاء نكتب فيها ما نشاء وان الخبرة والتعلم اللذان يصل إليهما الفرد عن طريق قيامه بالاتصال بالآخرين والاستفادة منهم ومن هذه العلاقة الاتصالية معهم، لأنهم يمدانه بكل مواد المعرفة، وهذه النظرة والتوجه تعتبران العقل مخزناً للمعلومات، التي تخزن فيه بعد الوصول إليها وتعلمها عن طريق الحفظ، لكي يقوم باستعمالها في وقت الحاجة. وكان يعتقد انه إذا تم الحفظ تماما فإن المادة تكون قد تعلمت وتكون حاضرة عند الاحتياج إليها. وهذا المفهوم المتبع في بلادنا حتى يومنا هذا وعلى أساسه نقوم بعملية التقييم لتعلم الطالب ومعرفة قدراته.
ولكن معظم الأبحاث والتجارب أثبتت أن الطالب لا يحتفظ بعد فترة من الحفظ لمادة معينة إلا بكمية معينة منها وهذه الكمية تنقص مع مرور الوقت أيضا أكدت الأبحاث على أهمية الفهم في عملية التعلم بحيث يجب أن توضع موضع الاعتبار الأول ثم يليه التذكر فالمادة يجب أن يفهمها الطالب أولاً حتى يكون بإمكانه تذكرها بسهولة فيما بعد.
2-التعلم كعملية ترتيب للعقل: ويرتبط هذا التعريف بالنظرية السيكولوجية التي تدعى بنظرية التدريب الشكلي Formal discipline التي تعود إلى الفيلسوف الإنجليزي لوك. وتقوم على أساس أن العقل مقسم إلى عدد من الملكات مثل التفكير والتذكر والتخيل و التصور ..الخ وان التعلم ينتج من تدريب هذه الملكات العقلية. ومما يجب ذكره في هذا المجال أن الدراسات قد أثبتت خطأ هذه النظرية لأنه لا يوجد أثر لانتقال التدريب إلا وفق شروط خاصة ومعينة. ولكن بالرغم من ذلك فإن التذكر وانتقال أثر التدريب عمليتان تؤثران في التعلم ولكنهما ليستا عمليتا التعلم.
3- التعلم كتغير السلوك: التعلم عبارة عن عملية عقلية التي تتم داخل الفرد وينتج عنها تغيير موجب شبه دائم في سلوك الفرد. وتتم هذه العملية عن طريق قيام الفرد بالاتصال مع ذاته ومع الآخرين الاتصال الذي يؤدي إلى تفاعل الفرد مع الآخرين تفاعلا عقلياً في البداية، متبوعاً بالتفاعل السلوكي الذي يؤدي إلى تغير أو تعديل في السلوك أو في الاستجابات التي تدل على السلوك في موقفين القديم والحديث واللذان يتأثران من قيام الفرد بالتعامل والتفاعل والاتصال مع الآخرين. وبعد تعرضه إلى موقف اتصالي معين الذي يؤثر على الموقف السلوكي القديم ولكن الاستجابة الجديدة متغيرة بسبب حدوث التعلم وهذا يعني إتيان التعلم باستجابة جيدة لموقف ما عن طريق اتصال الفرد المقصود أو غير المقصود.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنظّم احتفالها المركزيّ بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) احتفالية الجمعة، 10 يناير 2025 في 8:58:02 م غرينتش+3 60
|
|
|