يراد باللغات الجزرية : مجموعة من اللغات التي نطقت بها الشعوب التي كانت تسكن الجزيرة العربية وهي اللغة البالية والاشورية والعربية والعبرية والارامية والفينيقية والحبشية قسم منها حي لا يزال يتكلم به ملايين البشر ويحمل كنوزا غنية من الثقافة والادب وقسم اخر ميت عفت اثاره⁽¹⁾.

وقد سماها الغربيون: اللغات السامية واول من اطلق هذا الاسم على هذه اللغات هو شلوتسر الالماني في ابحاثه وتحقيقاته في تاريخ الامم سنة 1781م^(2).

وقد استخلص هذه التسمية من الجدول الخاص بأولاد نوح عليه السلام الثلاثة: سام وحام ويافث التي وردت في العهد القديم اذ راى ان هذه التسمية تنطبق على العرب والعبريين والاحباش لوجود صلات قرابة بين لغاتهم اولا ولان جدول الشعوب يرجع العرب والعبريين والاراميين الى سام بن نوح .

وتسمية (اللغات السامية) هي تسمية اصطلاحية فلا توجد امة تسمى بالسامية⁽³⁾.

وهذه التسمية بنيت على اساس غير علمي لانها ارتبطت بصورة واضحة بمصطلح لا يخدم الامة العربية في ما ضيها وحاضرها ومستقبلها⁽⁴⁾ وان الاوان

ص29

لنبذ مثل هذه التسميات التي وضعها الغربيون الذين يريدون طمس الحقائق والنيل من تاريخنا .

واذن لابد من اختيار المصطلح الصحيح المناسب الذي اقترحها استاذنا طه باقر رحمه الله وهو: (اللغات الجزرية) بدلا من (اللغات السامية).

وقد بنى الاستاذ طه باقر ذلك على ان الجزيرة العربية كانت مهد اولئك الاقوام الذين شملتهم تسمية الساميين وهي حقيقة اجمع عليها الباحثون⁽⁵⁾.

ومن المؤسف ان كثيرا من اساتذة الجامعات العربية ينفرون من هذه التمية ويلتزمون بتسمية (السامية) بحجة انها سرت وعاشت ولا موجب لتغييرها.

ص30

_________________

(1) تاريخ اللغات السامية 2، واللغات السامية 8.

(2) تاريخ اللغات السامية 2، وفقه اللغات السامية 11، والساميون ولغاتهم 6.

(3) اللهجات العربية الحديثة في اليمن 7.

(4) فقه اللغة العربية 69، والمدخل الى تاريخ اللغات الجزرية 3.

(5) من تراثنا اللغوي القديم 17.