المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6399 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

المرأة قبل الإسلام
14-9-2018
Final nasals
2024-04-17
القرآن الكريم وأنظمة اللغة العربية
2023-06-12
تقنية المصفوفات المجهرية – الجزء العملي Microarray technology
15-12-2016
Non - biofilm Population
7-5-2019
Feller-Lévy Condition
23-4-2021


وجوب التوبة  
  
2036   12:45 مساءاً   التاريخ: 21-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 . ص54-59
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2020 2909
التاريخ: 17-5-2020 2573
التاريخ: 23-5-2020 2220
التاريخ: 21-7-2016 1885

وجوب التوبة

التوبة عن الذنوب بأسرها واجبة ، بالأجماع ، والنقل ، و العقل : أما الإجماع - فلا ريب في انعقاده. و أما النقل – فكقوله – تعالى - : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور : 31] , و قوله – تعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [التحريم : 8] .

ومعنى النصوح : الخالص للّه خاليا عن شوائب الأغراض ، من مال أو جاه او خوف من سلطان أو عدم أسباب ، و الامر للوجوب ، فتكون التوبة واجبة بمقتضى الآيتين.

وأما العقل - فهو أن من علم معنى الوجوب و معنى التوبة فلا يشك في ثبوته لها.

بيان ذلك : أن معنى الواجب و حقيقته هو ما يتوقف عليه الوصول إلى سعادة الابد و النجاة من هلاك السرمد ، و لو لا تعلق السعادة و الشقاوة بفعل الشي‏ء و تركه لم يكن معنى لوجوبه فالواجب ما هو وسيلة و ذريعة إلى سعادة الأبد.

ولا ريب في أنه لا سعادة في دار البقاء إلا في لقاء اللّه و الانس به ، فكل من كان محجوبا عن اللقاء و الوصال محروما عن مشاهدة الجلال و الجمال ، فهو شقي لا محالة ، محترق بنار الفراق و نار جهنم ، ثم لا مبعد عن لقاء اللّه إلا اتباع الشهوات النفسية و الغضب و الانس بهذا العالم الفاني ، و الاكباب على حب ما لا بد من مفارقته قطعا ، و يعبر عن ذلك بالذنوب.

ولا مقرب من لقاء اللّه الا قطع علاقة القلب من زخرف هذا العالم ، و الإقبال بالكلية على اللّه  طلبا للأنس به بدوام الذكر، و المحبة له بدوام الفكر في عظمته و جلاله و جماله على قدر طاقته ، و لا ريب في أن الانصراف عن طريق البعد الذي هو الشقاوة واجب للوصول إلى القرب الذي هو السعادة ، و لا يتم ذلك إلا بالتوبة التي عبارة عن العلم و الندم و العزم ، ولا يتم الواجب الا به ، فهو واجب ، فالتوبة واجبة قطعا.

 

تحقيق في وجوب التوبة

كيف لا تكون التوبة عن المعاصي واجبة ، مع أن العلم بضرورة المعاصي و كونها مهلكة من اجزاء الايمان و وجوب الايمان و مما لا ريب فيه ، و العالم بهذا العلم إذا لم يعمل به فكما لا يعلمه أو ينكره فلا يكون له هذا الجزء من الايمان ، لان كل علم يراد ليكون باعثا على العمل فلا يقع التفصي عن عهدته ما لم يصير باعثا، فالعلم بضرر الذنوب إنما أريد ليكون باعثا على تركها ، فمن لم يتركها فهو فاقد لهذا الجزء من الايمان ، و هو المراد بقول النبي (صلّى اللّه عليه و آله) : «لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن» ، و ما أراد به نفي الايمان باللّه و وحدانيته و صفاته و كتبه و رسله ، فان ذلك لا ينافي الزنا و المعاصي ، و إنما أراد به نفي الايمان باللّه لكون الزنا مبعدا عن اللّه و موجبا لسخطه ، و ليس الايمان بابا واحدا ، بل هو- كما ورد- نيف و سبعون بابا ، أعلاها الشهادتان و ادناها اماطة الأذى عن الطريق ، و مثاله قول القائل : ليس الإنسان موجودا واحدا ، بل هو نيف و سبعون موجودا ، أعلاها الروح و القلب و ادناها اماطة الاذى عن البشرة ، بأن يكون مقصوص الشارب مقلوم الأظفار نقي البشرة عن الخبث ، حتى يتميز عن البهائم المرسلة المتلوثة بارواثها ، المستكرهة الصور بطول مخالبها و اظفارها ، فالايمان كالانسان ، و فقد الشهادتين كفقد الروح الذي يوجب البطلان بالكلية ، و الذي ليس له إلا شهادة التوحيد و الرسالة و يترك سائر اجزائه من الاعمال ، فهو كانسان مقطوع الأطراف مقفوء العينين ، فاقد لجميع اعضائه الظاهرة و الباطنة ، إلا أصل الروح.

و كما أن من هذا حاله قريب من الموت و مزايلة الروح الضعيفة المنفردة التي تخلفت عنها الأعضاء التي تمدها و تقويها ، فكذلك من‏ ليس له إلا أصل الايمان و هو مقصر في الأعمال  قريب من أن تنقلع شجرة ايمانه إذا صدمتها الرياح العاصفة المحركة للايمان في مقدمة قدوم ملك الموت و وروده ، فكل ايمان لم يثبت في النفس أصله و لم تنتشر في الأعمال فروعه ، لم يثبت على عواصف الأهوال عند ظهور ناصية ملك الموت و خيف عليه سوء الخاتمة  فالمحجوب عن الايمان الذي هو شعب و فروع سيحجب في الخاتمة عن الايمان الذي هو أصل  كما أن الشخص الفاقد لجميع الأطراف التي هي فروع ليساق إلى الموت المعدم للروح التي هي أصل ، فلا بقاء للاصل دون الفرع ، و لا وجود للفرع دون الأصل ، و لا فرق بين الأصل و الفرع إلا في شي‏ء واحد ، و هو أن وجود الفرع و بقاءه جميعا يستدعى وجود الأصل ، و أما وجود الأصل فلا يستدعي وجود الفرع ، و لكن بقاءه يستدعي وجود الفرع ، فبقاء الأصل بالفرع و وجود الفرع بالأصل ، فمساواة العاصي و المطيع في اسم المؤمن كمساواة شجرة القرع و شجرة الصنوبر في اسم الشجرة ، و إنما يظهر الفرق إذا عصفت الرياح القوية ، فعند ذلك تنقطع أصول شجرة القرع و تتناثر أوراقها ، و تبقى شجرة الصنوبر ثابتة على أصلها و فرعها.

ومثل العاصي الذي لا يخاف الخلود في النار لأجل معصيته اتكالا على ايمانه بالتوحيد و الرسالة ، كمثل الصحيح الذي يأكل الأغذية المضرة و السمومات و لا يخاف الموت اتكالا على صحته ، فكما يؤدي صحة هذا الصحيح بتناوله السمومات و الأغذية إلى المرض و المرض إلى الموت ، فكذلك تؤدى ذنوب العاصي إلى سوء الخاتمة و سوء الخاتمة إلى الخلود في النار  فالمعاصي للايمان كالسمومات و المأكولات المضرة للابدان ، فكما أن مضرة السمومات لا تزال تجتمع في الباطن حتى تغير مزاج الاخلاط وهو لا يشعر بها إلى أن يفسد المزاج فيمرض دفعة ثم يموت دفعة ، فكذلك آثار المعاصي لا تزال‏ تتراكم في النفس حتى يفسد مزاجها فيسلب عنها أصل الايمان ، فالخائف من الموت في هذه النشأة القصيرة إذا وجب عليه ترك السموم و ما يضره من المأكولات ، فالخائف من هلاك الابد أولى بأن يجب عليه ترك الذنوب ، و من تناول السم و ندم إذا وجب عليه أن يتقيأ و يرجع عن تناوله باخراجه عن المعدة ، فمتناول سموم الايمان و هي الذنوب أولى بأن يجب عليه الرجوع عنها بالتدارك الممكن ما دام مهلة التدارك.

فالبدار البدار معاشر اخواني إلى التوبة! قبل أن تعمل سموم الذنوب بروح ايمانكم عملا لا ينفع بعده الاحتماء ، و يخرج الأمر فيه عن أيدي اطباء القلوب ، فلا ينفع حينئذ وعظ الواعظين و نصح الناصحين ، و تحق عليكم كلمة العذاب، و تدخلون تحت عموم قوله - تعالى- : {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس : 9] , و قوله تعالى : {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [البقرة : 7] و غير ذلك من الآيات.

ثم مقتضى الأدلة المذكورة : كون التوبة واجبة على الفور، فيجب على كل مسلم أن يتوب عن ذنوبه فورا ، و لا يجوز له التأخير , قال لقمان لابنه : «يا بني! لا تؤخر التوبة ، فان الموت يأتي بغتة».

ومن ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطرين عظيمين : - أحدهما- أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير دينا و طبعا فلا يقبل المحو.-

والثاني - أن يعاجله‏ المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو, و لذلك ورد : أن أكثر صياح أهل النار من التسويف ، فما هلك من هلك إلا بالتسويف.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.