أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2022
2243
التاريخ: 29-7-2016
1364
التاريخ: 29-7-2016
2885
التاريخ: 25-1-2022
2541
|
المراد من الرضا ترك الاعتراض على المقدّرات الإلهيّة في الباطن والظاهر، قولاً وفعلاً(1).
وصاحب هذه المرتبة دوماً في بهجة ولذّة وسرور وراحة.
لا فرق عنده بين الفقر والغنى ، وبين الراحة والعناء ، وبين العزّة والذلة ، وبين المرض والصحة والسلامة.
فهو يراها جميعاً من الله ، ويعشق كل أفعال الله لما ترسخ في قلبه حب الحق ـ تعالى ـ وراض بكل ما يصله من معشوقه.
فالصبر والرضا هم رأس كل طاعة (2).
قال ـ تعالى ـ في حديث قدسيٍّ : «مَنْ لم يرضَ بقضائي ، ولم يشكُر على نعمائي ، ولم يصبِر على بلائي ، فليطلب رباً سواي»(3).
وروي عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السّلام) : «عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله ـ عزّوجلّ ـ له قضاءً إلاّ كان خيراً له ، وإن قُرّض بالمقاريض كان خيراً له ، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له»(4).
واعلم أنّ مرتبة الرضا هي من ثمرات المحبّة ، وطريق تحصيلها السعي في تحصيل المحبّة الإلهيّة بدوام الذِكر والفِكر وسائر الأمور التي تقوي المحبة الإلهية(5).
والتدبُّر في أنّ عدم الرضا ليس له نتيجة ، وكذلك السخط على القضاء.
فالقضاء والقدر لن يتغيرا من أجله ، ولن تتغير أوضاع مصنع الوجود لتسلية قلبه ، ولن يترتّب على قلقه واضطرابه من القضاء سوى تضييع العمر وذهاب بركة الوقت.
على طالب مرتبة الرضا أن يتأمل الآيات والأخبار التي تتحدث عن رفعة وسمو مرتبة أهل البلاء(6) ، وأن يعلم أن كل عناء سيكون كنزاً ، وأن بعد كل محنة راحة.
إذن عليه أن يعيش مؤملاً ثواب الله ، وأن يطوي صحراء البلاء بقدم الصبر، حتى تهون عليه مصاعب هذا الطريق ، كالمريض الذي يتحمّل الحِجامة والفصد بالمبضع وتناول الدواء المرّ أملاً للشفاء.
واعلم أنّ الدعاء لا ينافي الرضا ، فإنّنا أُمرنا بالدعاء ، وقال ربُّ العالمين : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر : 60] (7).
فالدعاء مفتاح السعادة ، ومحقِّق الحاجات ، وما قال البعض من أن الدعاء ينافي الرضا مردود لا أساس له.
______________
1ـ قال نصير الدين الطوسي في أوصاف الأشراف : ص90 ـ الفصل الثاني ، الرضا : هو ثمرة المحبة ومقتضى عدم الإنكار ، سواء في الظاهر أو الباطن أو القلب وسواء في القول أو العمل.
2- روى الكليني في الكافي : ج2 ، ص 49، ح1، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : «رأسُ طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحبّ العبد أو كره ولا يرضى عبدٌ عن الله فيما أحبّ أو كره الاّ كان خيراً له فيما أحبّ أو كره».
3- جامع السعادات : ج3 ، باب الجزع.
4-الكافي : ج2 ، باب الرضا بالقضاء ح 8، ص51 ، وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : «إنّ أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجلّ».
وروى الطبرسي في مشكاة الأنوار : ص41 عن الصادق (عليه السلام) قال : «في الرضا واليقين والهم ، والحزن في الشك والسخط».
5- قال السيد عبدالله شبر في الأخلاق ص267 ـ الباب الثالث : (حكي إنّ امرأةً عثرتْ فانقطع ظفرها وسال الدم فضحكت ، فقيل لها : أما تألمتِ؟ , فقالت : لذة الأجر أنستني الألم).
6- راجع الكافي : ج2 ، ص196 باب شدة ابتلاء المؤمن.
7- وذيل الآية الكريمة : {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر : 60].
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|