أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2016
1540
التاريخ: 5-8-2016
1894
التاريخ: 31-8-2016
1639
التاريخ: 5-8-2016
1392
|
تنقسم كلمات اللغة كما قرأتم في النحو إلى اسم وفعل وحرف، وقولنا: تهتدي الانسانية في الإسلام يشتمل على الاقسام الثلاثة، ف الإنسانية و الإسلام من الاسماء، و في حرف من حورف الجر، و تهتدي فعل من أفعال المضارعة.
وإذا درسنا مفردات هذه الجملة بشيء من الدقة نجد أن كلمة الانسانية لو فصلت عن سائر الكلمات وبقيت بمفردها لظلت تحتفظ بمدلولها ومعناه الخاص، وكذلك كلمة الإسلام توحي بنفس المعنى الخاص بها سواء كانت جزءا من الجملة أو منفصلة عنها.
وأما كلمة "في" فهي تفقد معناها إذا جردت عن الجملة ولوحظت بمفردها، إذ لا توجد في ذهننا عندئذ أي تصور محدد بينما هي في داخل الجملة شرط ضروري فيها، إذ لولاها لما استطعنا أن نربط بين الانسانية والاسلام، فلو قلنا: تهتدي الانسانية الإسلام لأصبحت الجملة غير مفهومة، فكلمة في تقوم بدور الربط بين الانسانية والاسلام (1) وهذا يعني أن معنى الحرف هو الربط بين معاني الاسماء والتعبير عن أنواع العلاقات والروابط التي تقوم بين تلك المعاني، فكلمة " في" في قولنا: تهتدي الانسانية في الإسلام إلى أرقي الثقافات تعبر عن نوع من الربط بين الانسانية والاسلام، وكلمة إلى في قولنا: تهتدي الانسانية إلى الإسلام كلما ازداد وعيه تعبر عن نوع آخر من الربط بينهما، و " ب " في قولنا: تهتدي الانسانية بالإسلام إلى طريق الله المستقيم يعبر عن نوع ثالث من الرط بينهما، وهكذا سائر الحروف.
ونعتبر كل معنى يمكن تصوره وتحديده بدون حاجة إلى وقوعه في سياق جملة معنى إسميا، ونطلق على الروابط التي لا يمكن تصورها إلا في سياق جملة اسم المعاني الحرفية.
وأما كلمة تهتدي في جملتنا المتقدمة التي تمثل فئة الافعال من اللغة فهي تشتمل على معنى الاهتداء، فإن ما نتصوره حين نسمع كلمة الاهتداء نتصوره من كلمة تهتدي ، وكلمة الاهتداء اسم ومعناها معنى اسمي، فنعرف من ذلك أن الفعل يشتمل على معنى اسمي ما دامت كلمة تهتدي تدل على نفس المعنى الذي تدل عليه كلمة الاهتداء، ولكن الفعل مع هذا لا يدل على المعنى الاسمي فحسب، بدليل أنه لو كان مدلوله اسميا فقط لامكن استبداله بالاسم ويصح أن نقول: الانسانية اهتداء في الإسلام بدلا عن قولنا: الانسانية تهتدي في الإسلام مع أنا نرى أن الجملة تصبح مفككة وغير مرتبطة إذ قمنا بعملية استبدال من هذا القبيل، فهذا يدل على أن الفعل يشتمل إضافة إلى المعنى الاسمي على معنى حرفي يربط بين الاهتداء والانسانية في قولنا: الانسانية تهتدي في الإسلام .
ونستخلص من ذلك أن الفعل مركب من اسم وحرف، لانه يشتمل على معنى اسمي استقلالي ومعنى حرفي ارتباطي، وهو يدل على المعنى الاسمي بمادته ويدل على المعنى الحرفي بهيئته، ونريد بالمادة الاصل الذي اشتق الفعل منه كالاهتداء بالنسبة إلى تهتدي ، ونريد بالهيئة الصيغة الخاصة التي صيغت المادة بها أي صيغة يفعل في المضارع و فعل في الماضي فإن هذه الصيغة تدل على معنى حرفي يربط بين معنى المادة ومعنى آخر في الجملة.
وقد ربطت صيغة تهتدي في مثالنا بين الاهتداء والانسانية أي بين مادة الفعل والفاعل بوصفهما معنيين اسميين.
___________
(1) يجب الانتباه إلى أن الربط في الحقيقة يقوم في هذا المثال بين مادة الفعل أي اهتداء الانسانية والاسلام لا بين الانسانية نفسها والاسلام، وإنما نعبر بذلك في المتن تسهيلا على المبتدئ عند دراسته للكتاب، لأننا حتى الآن لم نذكر شيئا عن تحليل الفعل إلى مادة وهيئة.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|