أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016
2058
التاريخ: 18-8-2016
1610
التاريخ: 16-5-2022
2181
التاريخ: 2024-02-24
1151
|
الصبر على المكروه و مشاق العبادات و عن ترك الشهوات إن كان بيسر و سهولة فهو الصبر حقيقة ، و إن كان بتكلف و تعب فهو التصبر مجازا.
و إذا أدام التقوى و قوى التصديق بما في العاقبة من الحسني ، تيسر الصبر و لم يكن له تعب و مشقة ، كما قال اللّه – سبحانه -: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل : 5 - 7] .
ومتى تيسر الصبر و صار ملكة راسخة أورث مقام الرضا ، و إذا أدام مقام الرضا أورث مقام المحبة.
وكما ان مقام المحبة أعلى من مقام الرضا ، فكذلك مقام الرضا أعلى من مقام الصبر, و لذلك قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «اعبد اللّه على الرضا ، فان لم تستطع ففي الصبر على ما تكره خير كثير».
قال بعض العارفين : «أهل الصبر على ثلاث مقامات : الأول : ترك الشكوى ، وهذه درجة التائبين.
الثاني : الرضا بالمقدر، و هذه درجة الزاهدين , الثالث : المحبة لما يصنع به مولاه ، وهذه درجة الصديقين».
وكأن هذا الانقسام مخصوص بالصبر على المكروه من المصائب و المحن , ثم باعث الصبر إما إظهار الثبات و طمأنينة القلب عند الناس ، ليكون عندهم مرضيا ، كما نقل عن معاوية : أنه أظهر البشاشة ، و ترك الشكوى في مرض موته ، و قال :
و تجلدي للشامتين أريهم اني لريب الدهر لا أتزعزع
و هذا صبر العوام ، و هم الذين يعملون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون أو توقع الثواب و نيل الدرجات الرفيعة في دار الآخرة ، و هذا صبر الزهاد و المتقين ، وإليه الإشارة بقوله - تعالى- : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10] .
أو الالتذاذ و الابتهاج بورود المكروه من اللّه - سبحانه- , اذ كل ما يرد من المحبوب محبوب و المحب يشتاق إلى التفات محبوبه و يرتاح به ، و ان كان ما يؤذيه ابتلاء و امتحانا له ، و هذا صبر العارفين ، و إليه الإشارة بقوله - تعالى -: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة : 155 - 157].
وقد ورد : ان الامام محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) قال لجابر ابن عبد اللّه الأنصاري و قد اكتنفته علل و اسقام ، و غلبه ضعف الهرم : «كيف تجد حالك؟» , قال : أنا في حال الفقر أحب إليّ من الغنى ، و المرض أحب اليّ من الصحة ، و الموت أحب إلي من الحياة , فقال الامام (عليه السلام) : «أما نحن أهل البيت ، فما يرد علينا من اللّه من الفقر و الغنى و المرض و الصحة و الموت و الحياة ، فهو أحب إلينا».
فقام جابر، و قبل بين عينيه ، و قال : صدق رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حيث قال لي : «يا جابر! ستدرك واحدا من أولادي اسمه اسمي ، يبقر العلوم بقرا».
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|