المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4903 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التـحديـات التـي تـواجـه اقـتـصـاد المعـرفـة
2025-01-12
ما ورد في شأن شعيب (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن يوسف (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن يعقوب (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن إبراهيم (عليه السّلام)
2025-01-12
ما ورد في شأن نوح (عليه السّلام)
2025-01-12



ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ومدركا  
  
1010   03:13 مساءً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 92
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / التكلم و الصدق /

ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ.

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﺎ ﻷﺻﻮﺍﺕ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻝ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺃﻣﺮﺍ ﻟﻴﻌﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﻪ، ﻭﻇﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺣﺎﺩﺙ.

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ: ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ. ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻔﻆ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ، ﻭﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ.

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺪﻳﻢ. ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻝ.

ﻟﻨﺎ: ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺇﻃﻼﻕ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻭﻧﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻟﺘﻨﺰﻫﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻟﻪ، ﻓﻮﺟﺐ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺇﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﺎﺯﺍ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻻﺳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﺐ، ﻭ...ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻲ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺛﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﺛﺎﻟﺜﺎ ﺛﻢ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻭﻧﻬﻲ ﻭﺧﺒﺮ ﻭﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ: ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺈﺯﺍﺀ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻄﻖ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺑﺨﺒﺮ ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻴﺲ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ، ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺨﻼﻓﻪ، ﻭﻻ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻤﻜﻦ، ﻭﻻ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﻣﺮﺍﺩﻧﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:

                 ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻔﻲ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻭﺇﻧﻤﺎ * ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺩﻟﻴﻼ

ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻼﻡ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻠﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] .

ﻭﻗﻮﻟﻪ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ} [النحل: 90] ﻭﻧﺤﻮﻩ.

ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻢ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ. ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﺻﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻓﻸﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺸﺊ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺃﻭﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﻼ ﻣﺤﻞ. ﻫﺬﺍ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺻﻔﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻟﺤﻮﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻙ، ﻭﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻟﺤﻮﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻜﻼﻡ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻓﺎﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺑﺄﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﻭﻻ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻜﻼﻣﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻠﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] .

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻈﺎﻫﺮﺓ. ﺛﻢ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ، ﻭﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﻣﺮ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻸﺷﻌﺮﻳﺔ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺗﻠﺤﻘﻬﺎ ﻛﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﺇﻃﻼﻕ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻮﺿﻊ ﻋﺮﻓﻲ ﺃﺷﻌﺮﻱ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﻓﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﺻﺤﺔ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻄﻞ، ﻭﺇﻥ ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﺤﺔ، ﻭﻷﻧﻪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻷﺧﺮﺱ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ.

 ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻫﻲ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺇﻧﺎ ﺳﻨﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻔﺔ ﺗﻐﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﺨﺼﻢ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺫﻟﻚ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﺪﻋﻮﻯ ﺇﻳﺠﺎﺩﻫﺎ ﻣﻜﺎﺑﺮﺓ. ﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻠﺰﺍﻡ ﺍﻟﺨﺒﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﺗﺤﺎﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺃﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺮﻓﺎ ﻭﺻﻮﺗﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺮﻓﺎ ﻭﺻﻮﺗﺎ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﻖ ﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﺻﻔﺔ، ﻭﻻ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.

[و] ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻪ ﺃﻡ ﻻ،

ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ: ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺠﺒﺎﺋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ ﻭﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﺑﺎﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ. ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻸﻥ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻗﺪﺭ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎﻟﺠﻨﺲ ﻟﻬﻤﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ... ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺻﻔﺔ ﻟﻪ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﻮﻥ: ﺑﺄﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻙ ﻛﺎﻟﻤﻌﺪﻭﻣﺎﺕ، ﻭﻧﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻴﺚ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ.

ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ: ﺑﺄﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻭ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻣﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﻟﻨﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻫﻮ ﻟﺤﻮﻕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺲ ﻟﻠﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ، ﻭﻫﻮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻣﺎﺕ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻴﺚ. ﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻼ ﻣﻨﺎﻓﻴﻪ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﻧﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺤﺴﻲ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﻘﻮﻻ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.