أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016
478
التاريخ: 22-9-2016
331
التاريخ: 22-9-2016
360
التاريخ: 22-9-2016
392
|
إبن السبيل في الزكاة :
ابن السبيل في اللغة والعرف بمعنى المسافر، والإطلاق كنائي لملازمة الشخص للطريق ملازمة الابن أباه، وفي المجمع: ابن السبيل الضيف والمنقطع به وأشباه ذلك وفيه أيضا أن ابن السبيل هم أبناء الطريق الذين يكونون في الأسفار في طاعة اللّه فيقطع عليهم ويذهب ما لهم، فعلى الإمام أن يزوّدهم من مال الصدقات ، وفي النهاية: انه المسافر الكثير السفر سمي ابن السبيل لملازمته إياها ، انتهى.
هذا وقد أكثر الأصحاب استعمال ابن السبيل في الفقه في باب الزكاة وأرادوا به قسما من المعنى اللغوي له قيود خاصة ينصرف إطلاقه إليه عندهم، وهو أحد الأصناف الثمانية التي شرعت لهم الزكاة وفسروه بأنه هو المسافر الذي نفدت نفقته أو تلفت راحلته بحيث لا يقدر على السير وان كان غنيا في وطنه، بشرط عدم تمكنه من الاستدانة أو بيع شيء مما يملكه، وأن لا يكون سفره معصية، بل ولا ان يكون نفسه في معصية كعمال الظلمة، وذكروا انه ليس منه من أراد السفر ولم يكن متمكنا منه.
هذا ولكن ليعلم ان كلمة السبيل قد ذكرت في الكتاب الكريم في أكثر من مائة وسبعين موردا لم يرد بها السبيل الحسّي الخارجي إلّا في موارد معدودة لم تبلغ عشرة، والمورد الأكثر هو السبيل المعنوي، كالاعتقاد بأصول العقائد والاتصاف بفضائل الأخلاق والاعتياد بصالح الأعمال وبذل النفس والمال في مرضاته تعالى، وما أشبه ذلك مما يعد سبيلا معنويا إلى قربه تعالى.
بل الظاهر أن معناها اللغوي أعم من الحسي والمعنوي، وحينئذ فنقول: ان عنوان ابن السبيل قد وقع في الكتاب الكريم موضوعا للحكم في موارد لعلها تبلغ خمسة، وقد حث اللّه تعالى على التوجه إليه وبذل المال له، فجعل له سهما من الأخماس في باب الخمس، ومن الصدقات في باب الزكاة، وجعله أحد الموارد للإنفاق على من ينبغي الإنفاق عليه، وحث على إتيان حقه مقرونا بذي القربي والمساكين، ولو فرضنا إعطاء جميع حقه له بلغ سهمه من الخمس والصدقات والإنفاقات مقدارا لا يعلمه إلا اللّه، مع انه بالمعنى الذي ذكروه قليل المصداق جدا، بل يمكن دعوى عدم تحقق مصداق له في عصرنا هذا، وعليه فمن البعيد جدا تشريع المقدار المذكور سهما لهذا العنوان مع ان المشرّع هو الحكيم تعالى.
وعلى هذا فنقول: ان من القريب ان يحمل السبيل على المعنى الأعم من الحسّي والمعنوي وهو السالك سبيل الدين وعلومه من أصوله وفروعه وسائر فنونه، مما يحتاج إليه المسلمون ويفتقر تحصيله إلى النفقة وصرف المال، بل ويقرب احتمال شموله لطالب العلوم المختلفة الدنيوية مما يتوقف عليه قوام الأمة الإسلامية، ويأتي في جميع فروضه الشروط السابقة من عدم تمكّنه من النفقة وعدم كون السفر معصية خارجا وقصدا، ومع الشروط يكون للإمام أن ينفق عليه بما رآه صلاحا.
ابن السبيل في الخمس :
هو في اللغة بمعناه الذي ذكر تحت عنوانه في مستحق الزكاة، ويستعمل في باب الخمس في مصداق خاص من معناه اللغوي يغاير المراد منه في المستحقين للزكاة أو يباينه، وذلك لاشتراكه معه في بعض الشروط ، نظير كونه ممن نفدت نفقته أو تلفت راحلته ولا يقدر معه على السير، وعدم كون سفره في معصية ولا كون نفسه في معصية كأعوان الظلمة وأصحاب الشغل والمهن في دولة الكفر والجور، وافتراقه عنه في بعضها الآخر كاشتراط كونه ممن انتسب من طرف الأب إلى هاشم بن عبد مناف جدّ النبي الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله ) من غير فرق بين كونه علويا أو عقيليا أو عباسيا أو جعفريا أو نوفليا أو لهبيا، وكونه مؤمنا معتقدا بالولاية.
ثم ان الحال الملحوظ لهذا العنوان في الفقه هو كونه أحد الأصناف الثلاثة الذين يستحقون الخمس لما ذكروا في بابه بأنه ينقسم إلى ستة أقسام أحدها لابن السبيل المذكور، هذا وقد عرفت معنى ابن السبيل في عنوان مستحقي الزكاة وذكرنا في باب الخمس انه بجميع أقسامه لذي القربى وهو الإمام المعصوم، وبعده لمن نصبه لولاية الأمر، والطوائف الثلاث يستحقون منه بمقدار حاجتهم وسد خلّتهم من دون أن يملكوا سهما منه كملكية الرسول وذي القربي ، فراجع عنوان الخمس .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|