المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18130 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الاسطرلاب
2025-01-12
ظهور التلسكوبات
2025-01-12
آثار فسخ عقد الزواج بعد الدخول بالنسبة للنفقة في قانون الاحوال الشخصية الكويتي
2025-01-12
نضج وحصاد وتخزين البسلة
2025-01-12
مقبرة (شيشنق الثالث)
2025-01-12
الفرعون شيشنق الرابع وآثاره
2025-01-12

النحل السارق
29-3-2017
Relativistic energy
2024-02-27
مبيدات الادغال (مبيد لينورون Linuron 45% SC)
9-10-2016
التفسير الإشاري
9-3-2016
Limitation of Organometallic Reagents
25-9-2019
نيوترونات الانشطار fission neutrons
2-5-2019


تناسب السور  
  
10140   04:34 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص323-330.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014 4972
التاريخ: 5-11-2014 1965
التاريخ: 2024-07-08 720
التاريخ: 5-11-2014 2394

الثابت من ضرورة الربط والتناسب المعنوي هو ما بين آيات نزلن معاً ، أو القائم على أكتاف السورة ، وهي الوحدة الموضوعية الجامعة بين أهدافها ومقاصدها ، كما أسلفنا .

أمّا التناسب بين السور بعضها مع بعض ـ حسب ترتيبها الراهن في المصحف الشريف ـ فلا ضرورة تدعو إليه ، وإن تكلّفه أُناس ؛ إذ هذا النظم السوري القائم شيء صنعه أصحاب الجمع بعد وفاة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) وليس مستنداً إلى وحي السماء ، حسبما قدّمنا .

فمِن التكلّف الباهت محاولة اختلاق التناسب بين خواتيم السور ومفتتحات السور التالية لها ؛ لأنّه التزام بما لا يلزم ، فضلاً عن كونه تعسّفاً في الرأي والاختيار .

وأول مَن استنكر زعم التناسب بين السور ـ فيما نعلم ـ هو سلطان العلماء الشيخ عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام ( توفي سنة 660 ) قال : المناسبة علم حسن ، ولكن يُشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متّحد مرتبط أوله بآخره ، فإن وقع على أسباب مختلفة لم يشترط فيه ارتباط أحدهما بالآخر ، قال : ومَن ربط ذلك فهو متكلّف بما لا يقدر عليه إلاّ بربط ركيك يُصان عنه حسن الحديث فضلاً عن أحسنه ، فإنّ القرآن نزل في نيّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة ولأسباب مختلفة ، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض ؛ إذ لا يحسن

أن يرتبط تصرّف الإله في خلقه وأحكامه بعضها ببعض ، مع اختلاف العلل والأسباب ، كتصرّف الملوك والحكّام والمفتين وتصرّف الإنسان نفسه بأُمور متوافقة ومتخالفة ومتضادّة ، وليس لأحد أن يطلب ربط بعض تلك التصرّفات مع بعض ، مع اختلافها في نفسها واختلاف أوقاتها .

وعاكسه الشيخ وليّ الله محمّد بن أحمد الملويّ المنفلوطي ، قائلاً : وقد وَهِم مَن قال لا يطلب للآي الكريمة مناسبة ؛ لأنّها على حسب الوقائع المتفرّقة ، وفصل الخطاب أنّها على حسب الوقائع تنزيلاً ، وعلى حسب الحكمة ترتيباً ، فالمصحف كالصحف الكريمة على وِفق ما في الكتاب المكنون ، مرتّبة سوره كلها وآياته بالتوقيف (1) .

قال الإمام بدر الدين الزركشي : وهذا الذي ذكره الشيخ وليّ الله مبنيّ على أنّ ترتيب السور توقيفي ، ثمّ رَجّح ذلك وأخذ في بيان التناسب فيما بين عديد من السور ، قال : وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها . ثمّ هو يخفى تارةً ويظهر أُخرى ، كافتتاح سورة الأنعام بالحمد ، فإنّه مناسب لختام سورة المائدة من فصل القضاء كما قال تعالى : {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر : 75].

وكافتتاح سورة فاطر بالحمد أيضاً ، فإنّه مناسب لختام ما قبلها {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} [سبأ : 54] ، كما قال تعالى : {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام : 45] .

وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح ، فإنّه مناسب لختام سورة الواقعة من الأمر به .

وكافتتاح سورة البقرة بقوله : { ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ } [البقرة : 2] إشارة إلى قوله : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة : 6] في سورة الحمد ، كأنّهم لمّا سألوا الهداية ، قيل لهم : ذلك هو الكتاب .

وتأمّل ارتباط سورة ( لإيلافِ قُريش ) بسورة الفيل ، حتى قال  الأخفش : اتّصالها بها من باب قوله : {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص : 8].

ومن لطائف سورة الكوثر أنّها كالمقابلة للتي قبلها ( سورة الماعون ) ؛ لأنّ السابقة قد وصف الله فيها المنافقَ بأُمور أربعة : البخل ، وترك الصلاة ، والرياء فيها ، ومنع الزكاة ، فذكر هنا في مقابلة البخل : ( الكوثر ) ، وفي مقابلة ترك الصلاة ( فصلّ ) ، وفي مقابلة الرياء ( لربّك ) وفي مقابلة منع الماعون ( وانحر ) ، فاعتبر هذه المناسبة العجيبة.

وكذلك مناسبة فاتحة سورة الإسراء بالتسبيح ، وسورة الكهف قبلها بالتحميد ؛ لأنّ التسبيح حيث جاء مقدّم على التحميد ، يقال : سبحان الله والحمد لله (2) .

هذا كلامه المتكلّف فيه تكلّفاً ظاهراً ، ومع ذلك فهو من خير ما قيل في هذا الشأن ، أمّا مَن تأخّر عنه كجلال الدين السيوطي وزميله برهان الدين البقاعي وأضرابهما فقد زادوا تمحّلاً في تكلّف وأتوا بغرائب الكلام .

هذا جلال الدين السيوطي ( 849 ـ 911 ) مع سعة باعه وكثرة اطّلاعه نراه قد هبط في في هذا الاختيار إلى حدّ بعيد ، يختار أولاً فيما زعم ما قاله البيهقي : إنّ ترتيب كل السور توقيفي وقع بأمر من الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) سوى سورتي الأنفال والتوبة ، فإنّ ترتيبهما ـ حسبما زعم ـ من صنع عثمان بن عفان ، قال : وقد استقرّ التوقيف في العرضة الأخيرة ـ التي عرض القرآن فيها على رسول الله ـ على القراءات العثمانية !

ثمّ يعتمد ما ذكره بعضهم : أنّ لترتيب وضع السور في المصحف أسراراً دقيقة وأسباباً حكيمة تطّلع على أنّه توقيفي صادر من حكيم :

الأوّل : بحسب الحروف المقطّعة في أوائلها ، كما في توالي السور الحواميم السبع : ( حم المؤمن ، حم السجدة ، حم الشورى ، حم الزخرف ، حم الدخان ، حم الجاثية ، حم الأحقاف ) . وتوالي المبدوّات بـ ( الر ) وهي ستّ سور : ( الر يونس ، الر هود ، الر يوسف ، الر الرعد ، الر إبراهيم ، الر الحجر ) .

الثاني : لموافقة آخر السورة لأَوّل ما بعدها ، كآخر الحمد في المعنى مع أَوّل البقرة .

الثالث : الوزن في اللفظة ، كآخر سورة ( تبّت ) وهي قافية الدال ( مسد ) مع أَوّل سورة التوحيد ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قافية الدال أيضاً .

الرابع : لمشابهة جملة السورة لجملة الأُخرى ، كالضحى والانشراح .

قلت : ولعلّ أذهاننا كلّت عن فَهم هذه الأسرار التي نقلها عن بعضهم وأعجبته .

وعلى أيّة حال فإنّه يعترض على نفسه باختلاف ما بين مصاحف الأصحاب ، كمصحف ابن مسعود مع مصحف أُبي بن كعب ، ولو كان توقيفاً لَما وقع بينهما اختلاف ، كما لم يقع اختلاف في ترتيب الآيات ضمن السور .

ثمّ يبتهج بما مَنَّ الله عليه بالإلهام بجواب نفيس ، وهو : أنّ القرآن وقع فيه نسخ كثير حتّى لسور كاملة ، فلا عجب أن يكون الترتيب العثماني هو الذي استقرّ في العرضة الأخيرة ، ولم يبلغ ذلك كبار الصحابة وحُفّاظ القرآن أمثال عبد الله بن مسعود وأُبي بن كعب !! ( يا له مِن زَعمٍ فاسد ورأي كاسد ) .

وأخيراً يأخذ في شرح التناسب القائم بين السور في ترتيبها الحاضر ، سورة سورة من الفاتحة حتى نهاية القرآن ـ وأكثره تكلّف وتمحّل وسفاسف فارغة ـ فممّا قاله بهذا الشأن : إنّ سورة الحمد تضمّنت الإقرار بالربوبية ، وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين ، وآل عمران مُكمّلة لمقصودها ، فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل ، وآل عمران بمنزل الجواب عن الشبهات ، وأمّا سورة النساء فتضمنت أحكام الأسباب ( الروابط ) التي بين الناس ، وأمّا سورة المائدة فسورة العقود .

ونقل عن الخُوَيِّ (3) : أنّ أوائل سورة البقرة مناسبة لأواخر سورة الحمد .

قال : فقد ظهر لي بحمد الله وجوهاً من هذه المناسبات ، منها : أنّ القاعدة التي استقرّ بها القرآن أنّ كل سورة لاحقة هي تفصيل لإجمال ما وقع في السورة قبلها ، وشرح له وإطناب لإيجازه ، وقد استقر معي ذلك في غالب السور طويلها وقصيرها !

وهكذا يستمرّ في معمعاته مكرّراً قوله : ظهر لي ظهر لي ، إلى حدّ الإسراف المملّ الخارج عن النهج السويّ ، والله العاصم (4) .

وهذا معاصره المتقدّم عليه ، برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي ( توفي سنة 885 هـ ) وضع تفسيره المُطنب على نفس الأساس ؛ لبيان ما بين الآيات كلها والسور من التناسب والربط المزعوم ، وأسماه ( نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ) وأسهب فيه وأتى في تكلّفاته بما يفوق الإسراف !

مثلاً يزعم في همزة الاستعاذة أنّها إشارة إلى ابتداء الخلق ، والميم في آخرها من الرجيم إشارة إلى المعاد ، أمّا البسملة فكلها إشارة إلى المعاد لابتدائها بحرف شفوي ( باء ) وختمها بالميم من الرحيم ، قال : ولمّا افتتح التعوّذ بالهمزة ـ إشارة إلى ابتداء الخلق ـ وختم بالميم ـ إيماء إلى المعاد ـ جُعلت البسملة كلها للمعاد ؛ لابتدائها بحرف شفوي (5) .

هكذا وبهذا الأُسلوب !! يَفتتح كلامه في بيان وجه التناسب بين الآيات والسور .

ومِن مزاعمه أيضاً قوله بالتناسب الدوري بين السور ، بمعنى أنّ آخر سورة من القرآن أيضاً تتناسب مع الفاتحة ، لو وَصل القارئ ختم القرآن بالشروع فيه ، وهكذا تتناسب السور في ترتيبها بلا وقفة ولا انتهاء ، فكأنّها حلقة مُفرغة يدور فيها القارئ في تلاوته ، لا بدء ولا ختم ، قال : وبه يتّضح أنّه لا وقف تامّ في كتاب الله ، ولا على آخر القرآن ـ بالفاتحة التي هي أوّله ، كاتّصالها ( أي سورة الناس ) بما قبلها ، بل أشدّ .

وذكر في وجه الأشدّية : أنّه كما يتناسب التعوّذ مع  الشروع في القراءة كذلك تتناسب المعوذتان مع الفاتحة ، قال : ومِن هنا تعرف مناسبة المعوّذتين بالفاتحة (6) .

هكذا وبهذه العقلية الهزيلة يسترسل في توهّماته بشأن تناسب السور والآيات سورة سورة ، وآية آية حتى نهاية القرآن .

تلك أُمّة قد خلت لها ما تخرّصت بالغيب ، ولكن مالنا واتّباع طريقتهم العمياء تقليدياً ومن غير تحقيق وإمعان ! هذا الإمام الطبرسي أبو علي الفضل ابن الحسن ( توفي سنة 548 هـ ) صاحب التفسير القيّم ( مجمع البيان ) نراه يتبع خُطوات أشياخ أمثال البقاعي ، فيذكر مناسبات السور سورة سورة ، ويرتكب في ذلك تكلّفات بعيدة لا مبرّر لها ولا ضرورة تدعو إليه .

مثلاً يذكر في تناسب سورة الأعراف مع الأنعام : لمّا خُتمت سورة الأنعام بالرحمة ( إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) افتُتحت هذه السورة ( الأعراف ) بإنزال الكتاب ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ... ) لأنّ فيه معالم الدين وهي رحمة للعالمين .

وقال في سورة الرعد : لمّا خُتمت سورة يوسف بذكر قصص الأنبياء ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ... ) افتتحت هذه السورة ( الرعد ) بأنّها جميعاً آيات الكتاب {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ....} [الرعد : 1]!

وفي سورة الحجر : لمّا خُتمت سورة إبراهيم بأنّ هذا بلاغ للناس افتُتحت هذه السورة ( الحجر ) بذكر القرآن {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ } [الحجر : 1] !

هكذا وبهذا الأُسلوب يُحاول ربط خواتيم السور بفواتح السور بعدها .

والشيء الغريب الذي يبدو من كلامه زعم كون الترتيب الحاضر هو ترتيب النزول ؛ لأنّه يقول : لمّا خَتم الله سورة كذا بكذا ، افتتح السورة بعدها بكذا !

الأمر الذي يخالف إجماع الأُمّة على أنّه ترتيب يخالف ترتيب النزول قطعاً ، وقد تعرّض هو أيضاً لترتيب النزول وفق المشهور ، فلماذا غفل عنه عند اختلاق التناسبات ؟!

ولم نجد مَن رافقه في مسلكه هذا في تناسب السور من علماء ومحقّقين سوى بعض مَن راقته الأفكار السلفية إذا ما حُلّيت بثوب قشيب ، فقد زعم الأُستاذ ( شريعتي ) أنّ الترتيب الحاضر في المصحف الشريف بين سوره هو شيء صنعه تعالى (7) . وزعم أنّ الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) هو الذي كان يُعيّن موضع السورة قبل وبعد أيّة سورة ، وعدّ من أدلته على ذلك هو ذلك التناسب والترابط الذي بين خاتمة كل سورة وفاتحة تاليتها ، الأمر الذي يشتمل على أسرار ورموز لا يمكن الإحاطة بها سوى علاّم الغيوب .

 قال : وقد صنّف كل من برهان الدين البقاعي ، وجلال الدين السيوطي ، كتاباً بهذا الشأن ، كَشَفا عن كثير من أسرار هذا التناسب السوري ، ولا يزال تقدّم الزمان يكشف عن حكم وأسرار جديدة ممّا يدلّ على أنّ البشرية

كانت قاصرة عن إمكان القيام بهذه المهمّة الخطيرة ، المشتملة على أسرار وحكم تُنبئك عن صنع عليم حكيم ، وهو وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم (8) .

وبالفعل نراه اكتشف أسراراً جديدة أودعها في تفسيره الحديث ( نوين ) (9) من ذلك قوله ـ بشأن سورة الناس ـ : ليس في القرآن سورة هي أمس بموضعها الخاصّ من هذه السورة بالذات ، صورة ومعنى . أمّا الصورة فلسلاستها على اللسان ولا سيّما على الناشئين . وأمّا المعنى ؛ فلأنّه كما ينبغي الاستعاذة بالله من شرّ الشيطان عند تلاوة القرآن والأخذ بآدابه الكريمة ـ طلباً للتوفيق في التعلّم ـ كذلك ينبغي الاستعاذة بالله من وساوسه بعد الفراغ من القراءة ؛ لأجل التوفيق على العمل به (10) .

قلت : ولماذا لم توضع المعوّذتان في فاتحة الكتاب ؟ أو لا أقل من وضع إحداهما في البدء والأُخرى في الختم ! وهل ورد في الشريعة استحباب الاستعاذة بعد الفراغ من قراءة القرآن ؟ فيا ترى كيف ابتدعه الأُستاذ شريعتي ؟! وتخرّصات هذا القبيل كثيرة في كلامه زعمهنّ اكتشافات !
___________________________

(1) البرهان : ج1 ص37 ، والإتقان : ج3 ص323 ( ط2 ) ، ونظم الدرر للبقاعي : ج1 ص8 .

(2) البرهان : ج1 ص38 ـ 39 .

(3) بضم الخاء وفتح الواو وتشديد الياء المكسورة نسبةً إلى ( خوي ) من أعمال آذربيجان ، هو محمّد بن أحمد أبو عبد الله شهاب الدين قاضي دمشق ( توفي سنة 693 ) .

(4) راجع كتابه ( تناسق الدرر في تناسب السور ) طبع باسم ( أسرار ترتيب القرآن ) .

(5) نظم الدرر : ج1 ص22 .

(6) نظم الدرر : ص15 .

(7) تفسير ( نوين ) : ص427 .

(8) تفسير ( نوين ) : ص19 ـ 20 .

(9) ( نوين ) : كلمة فارسية ترجمتها ( الجديد ) .

(10) تفسير ( نوين ) : ص427 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .