أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2022
2443
التاريخ: 6-10-2016
2260
التاريخ: 6-10-2016
1589
التاريخ: 6-10-2016
26822
|
لا ريب في كونه مذموما ، لأنه عبارة عن الطرد و الإبعاد من اللَّه تعالى ، و هذا غير جائز إلا على من اتصف بصفة تبعده بنص الشريعة.
و قد ورد عليه الذم الشديد في الأخبار ، قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله ) -: «المؤمن ليس بلعان» , و عن الباقر (عليه السلام ) قال : «خطب رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) الناس ، فقال : ألا أخبركم بشراركم؟ , قالوا بلى يا رسول اللَّه! , قال : الذي يمنع رفده و يضرب عبده ، و يتردد وحده.
فظنوا أن اللَّه لم يخلق خلقا هو شر من ذلك ، ثم قال : ألا أخبركم بمن هو شر من ذلك؟ , قالوا : بلى يا رسول اللَّه! , قال المفتحش اللعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم ، و إذا ذكروه لعنوه».
وقال الباقر (عليه السلام ) : «إن اللعنة إذا خرجت من فم صاحبها ترددت بينهما فإن وجدت مساغا و إلا رجعت إلى صاحبها».
ثم لما كان اللعن هو الحكم بالبعد أو طلب الإبعاد من اللَّه , (و الأول) غيب لا يطلع عليه إلا اللَّه (والثاني) لا يجوز إلا على من اتصف بصفة تبعده منه ، فينبغي ألا يلعن أحدا إلا من جوز صاحب الشرع لعنة ، و المجوز من الشرع إنما هو اللعن على الكافرين و الظالمين و الفاسقين كما ورد في القران و لا ريب في جواز ذلك بالوصف الأعم , كقولك : لعنة اللَّه على اليهود و النصارى.
والحق جواز اللعن على شخص معين علم اتصافه بصفة الكفر أو الظلم أو الفسق , (وما قيل) من عدم جواز ذلك إلا على من يثبت لعنه من الشرع كفرعون و أبي جهل , لأن كل شخص معين كان على إحدى الصفات الثلاثة ربما رجع عنها ، فيموت مسلما أو تائبا ، فيكون مقربا عند اللَّه لا مبعدا عنه (كلام ينبغي) أن يطوى و لا يروى ، إذا المستفاد من كلام اللَّه تعالى و كلام رسوله ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) و كلام أئمتنا الراشدين : جواز نسبته إلى الشخص المعين ، بل المستفاد منها أن اللعن على بعض أهل الجحود و العناد من أحب العبادات و أقرب القربات ، قال اللَّه سبحانه : {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة : 161] و قال : {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة : 159] .
وقال النبي ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «لعن اللَّه الكاذب و لو كان مازحا» , و قال (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) في جواب أبي سفيان حين هجاء بألف بيت , «اللهم إني لا أحسن الشعر و لا ينبغي لي ، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة» , و قد لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) جماعة.
وروي أنه كان يقنت في الصلاة المفروضة بلعن معاوية و عمرو بن العاص و أبي موسى الأشعري و أبي أعور الأسلمي ، مع أنه أحلم الناس و أشدهم صفحا عمن يسوء به ، فلولا أنه كان يرى لعنهم من الطاعات لما يتخير محله في الصلوات المفروضات.
وروى الشيخ الطوسي : «أن الصادق (عليه السلام) كان ينصرف من الصلاة بلعن أربعة رجال».
ومن نظر إلى ما وقع للحسن (عليه السلام) مع معاوية و أصحابه و كيف لعنهم ، و تتبع ما ورد من الأئمة في الكافي و غيره من كتب الأخبار و الأدعية في لعنهم من يستحق اللعن من رؤساء الضلال و التصريح بأسمائهم يعلم أن ذلك من شعائر الدين ، بحيث لا يعتريه شك و مرية.
و ما ورد من قوله ( عليه السلام ) «لا تكونوا لعانين», و مثله نهى عن اللعن على غير المستحقين ، و ما روي : أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نهى عن لعن أهل الشام ، فإن صح فلعله كان يرجو إسلامهم و رجوعهم إليه ، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعية , و بالجملة : اللعن على رؤساء الظلم و الضلال و المجاهرين بالكفر و الفسق جائز، بل مستحب و على غيرهم من المسلمين غير جائز، إلا أن يتيقن باتصافه بإحدى الصفات الموجبة له , و ينبغي ألا يحكم باتصافه بشيء منها بمجرد الظن و التخمين ، إذ لا يجوز أن يرم مسلم بكفر و فسق من غير تحقيق ، قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «لا يرم رجل رجلا بالكفر فلا يرميه بالفسق إلا ارتد عليه إن لم يكن كذلك» , ثم اللعن على الأموات أشد وزرا و أعظم إثما ، لقول النبي ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» , و لا ينبغي أن يلعن الجماد و الحيوان أيضا , لما روى : «أنه ما لعن أحد الأرض إلا قالت : اللعن على أعصانا للَّه» ، و ما روى : «أن النبي ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) أنكر على أمراة لعنت ناقة ، و على رجل لعن بعيرا».
ثم الدعاء على المسلم بالشر قريب من اللعن عليه ، فلا ينبغي ارتكابه و لو على الظالم ، إلا إذا اضطر إليه لشره و إضراره ، و قد ورد أن المظلوم ليدعو على الظالم حتى يكافيه ثم يبقى للظالم عنده فضيلة يوم القيامة.
وقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) «إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بالسوء و يدعو عليه قالوا : بئس الأخ أنت لأخيك! كف أيها المستر على ذنوبه و عورته ، و أربع على نفسك ، و أحمد اللَّه الذي ستر عليك! , ثم ضد ذلك أعني الدعاء للأخ المسلم بما يحب لنفسه من أحب الطاعات و أقرب القربات ، و فوائده أكثر من أن تحصى ، بل عند التحقيق دعاؤك له دعاء لنفسك ، قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك : و لك مثل ذلك» , و قال ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «يستجاب للرجل في أخيه ما لا يستجاب له في نفسه» , و قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) -: «إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب أو يذكره بخير، قالوا : نعم الأخ أنت لأخيك! , تدعو له بالخير و هو غائب عنك ، و تذكره بالخير قد أعطاك اللَّه - عز و جل - مثلي ما سألت له ، و أثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه ، و لك الفضل عليه».
ومثله ورد عن الباقر(عليه السلام) أيضا.
والأخبار في فضيلة الدعاء للإخوان أكثر من أن تحصى ، و أي كرامة أعظم لك من أن تصل منك إلى المؤمن و هو تحت إطباق الثرى هدايا الاستغفار و الأدعية ، و هل تدري كيف تسر روحه منك بهذا العمل؟ فإن أهله يقسمون ميراثه و يتنعمون بما خلف ، و أنت متفرد بحزنك تدعو له في ظلمة الليل ، و قد قال رسول اللَّه ( صلى اللَّه عليه و آله و سلم ) -: «مثل الميت في قبره مثل الغريق يتعلق بكل شيء ، ينتظر دعوة من ولد أو والد أو أخ أو قريب » , و أنه ليدخل على قبور الأموات من دعاء الأحياء من الأنوار مثل الجبال ، و هو للأموات بمنزلة الهدايا للأحياء ، فيدخل الملك على الميت معه طبق من نور عليه منديل من نور، فيقول : هذه هدية لك من عند أخيك ، فلان ، من عند قريبك فلان فيفرح كما يفرح الحي بالهدية.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تبحث سبل التعاون مع شركة التأمين الوطنية
|
|
|