المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6978 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التلسكوبات الفضائية
2025-01-11
مقارنة بين المراصد الفضائية والمراصد الأرضية
2025-01-11
مقارنة بين المراصد الفضائية والمراصد الأرضية
2025-01-11
بنات الملك شيشنق الثالث
2025-01-11
الشكر وكفران النعمة في القرآن
2025-01-11
الشكر وكفران النعمة
2025-01-11



الحالة الاجتماعية والدينية للحضر  
  
452   08:23 صباحاً   التاريخ: 10-11-2016
المؤلف : صالح احمد العلي
الكتاب أو المصدر : تاريخ العرب القديم والبعثة النبوية
الجزء والصفحة : ص73-79
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / مدن عربية قديمة / الحضر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2016 444
التاريخ: 10-11-2016 475
التاريخ: 10-11-2016 625
التاريخ: 10-11-2016 570

السكان :

نشأت الحضر في منطقة يسكنها العرب، وسميت دار العرب (باعربابا) واتخذ ملوك الحضر من القابهم (ملك العرب). وسمى المؤرخ الروماني ديوكاسيدي دولتهم (دولة العرب)؛ كما ان الأسماء في النقوش المكتشفة كلها عربية؛ وهذا يظهر ان الحضر مدينة عربية، وسكانها من العرب.

ذكر بليني في تاريخه، الذي ألفه في عام 78م، أسماء عدد من العشائر العربية المقيمة في منطقة الحضر، وأبرزها عشيرة أوري التي تقيم في الاطراف الشمالية، والدمان التي تقيم في شواطئ الفرات الأوسط، وعشيرتا السلماني والماسي اللتان في اطراف وادي الثرثار. وذكرت النقوش المكتشفة أسماء بعض عشائر الحضر؛ وممن ذكرتهم بنو تيماء، وبنو العقب، وبنو عصيليا، وبنو اقلقا، وبنو رفشمش، وبنو ربحو. وذكرت النقوش أسماء بيوتات وأسر، منها بيت عقيبا، وبيت رفشا، وبيت تني، وبيتن هرنفش، وبيت شمشكن، وبيت نشريهب. وكل هذا يظهر ان تنظيم الحضر كان على أسس قبلية، كالذي كان قائما في تدمر ومكة والمدينة. ومن المحتمل ان كل عشيرة كانت تقيم معا في قطاع خاص بها، وربما كان لها رؤساء ومجالس خاصة.

وكان في الحضر عدد من الغرباء، لا بد ان بعضهم من الاحرار، وبعضهم من العبيد؛ وتسري عليهم قوانين خاصة، وان كان عددهم قليلا، وان كنا نجهل تنظيماتهم ومكانتهم في المدينة.

الادارة في الحضر:

كانت إدارة الحضر بيد مجلس من الشيوخ يلقب كل منهم بـ (ربا) أي الزعيم، ويشاركهم في ذلك قادة الجيش وأرباب القوافل. يختارون بانتخاب أعضاء المجلس، على ان يكونوا من ذوي الحسب والنسب، وممن قاموا باعمال متميزة مجيدة. وقد يشترك السكان كافة في انتخاب الاشخاص لأشغال المناصب الرئيسة. ومن المحتمل انه كان يراعى في الانتخاب تمثيل العشائر والاسر البارزة.

ولمجلس الشيوخ زعيم يلقب بـ (مربا) أي السيد، لم تذكر المصادر كيفية انتخابه او مدى سلطاته. غير ان النقوش ذكرت عددا منهم وابرزهم نشريهب الذي استفاد من سيادة السلم في اواخر القرن الأول الميلادي، فثبت مكانته. وتلاه ورود الذي يبدو انه بنى الايوانيين الكبيرين في المعبد؛ ثم جاء عدد من الحكام الذين اشارت النقوش الى اهتمامهم بتحصين الحضر لحمايتها من الغزوات الخارجية.

وكان آخر سيد في الحضر نصرو بن مربا الذي اعقبه ابنه سنطروق، فاتخذ لنفسه لقب ملك؛ وبه بدأ عهد الملكية التي تدل على زيادة سلطاته وقوة نفوذه. ومن المحتمل انه حصل على تأييد الناس والشيوخ الذين أبقى مجلسهم في إدارة البلاد.

الجيش الحضري:

تطلبت الاحوال السائدة في منطقة الحضر، إبان ظهورها وازدهارها الاهتمام بالأمور العسكرية، والتدرب على القتال واستعمال السلاح وصنعه. ومن اجلى مظاهر اهتمام أهلها بذلك عنايتهم بإقامة الاسوار الحصينة والابراج الكثيرة التي كانت تحيط المدينة والعناية بصيانتها ومرمتها وتعزيزها بالمجانيق والقذائف النارية التي اشتهرت باسم القذائف الحضرية؛ واستطاعت بها ان تصمد بوجه الجيوش الرومانية التي كررت محاولاتها لدخول الحضر والاستيلاء عليها. ويدل هذا الصمود على تدربهم المتقن لفنون القتال، واستعمال السلاح، والروح العسكرية التي تحلى بها أهل الحضر.

ولم يقتصر دورهم العسكري على الدفاع عن المدينة، وانما امتد الى التدريب العام الذي مكنهم من حماية القوافل، والمشاركة في المعارك للتوسع وتأمين السيطرة او الاسهام في عدد من الحروب التي نشبت في تلك المناطق.

تظهر من النقوش كثرة استعمال أهل الحضر الخناجر والسيوف والرماح. ولا بد انهم استعملوا النبال أيضاً، والراجح انهم استعملوا الابل في تنقل الجيوش والقتال.

وردت في النقوش المكتشفة أسماء وتماثيل عدد من القواد البارزين بجانب الملوك الذين كانوا يتولون القيادة العليا، ويشاركون في المعارك والقتال. ومن قواد الجيش الذين ورد ذكرهم عود، و شوزنبل.

كما ورد في النقوش ذكر الاعلام، أكثرهم شيوعاً اسم سميا. وقد انتشر اسم عبد سميا، وتسمى به احد ملوكهم. وكان للأعلام، على ما يبدو، مكانة مقدسة عند أهل الحضر، ويظهر انه كان لكل بيت او فرقة علم، ويسمى حامله (درب سميا) أي صاحب العلم، ويرمز إليه بسارية على راسها نسر وهلال وصورة نصفية لإله الشمس، وعليه ثلاثة اكاليل نصر. ومن العشائر التي ذكرت لهم راية، بيت عقيبا وقبيلة اقلتا، ومشكمه ونشريبهب. ولعله كان لكل قبيلة علم؛ وهذا يدل على ان تنظيم الجيش كان قائما على أسس قبلية غير انها بمجموعها كان عليها قائد اعلى. ولعل الملك كان له جيش خاص، بالإضافة الى جيوش القبائل.

التجارة الحضرية:

مما ساعد على ازدهار الحضر إسهام أهلها في التجارة ونقل السلع. ومن المعلوم ان العرب عرفوا منذ اقدم الازمنة ببراعتهم في نقل السلع والمتاجرة، وكانوا يستخدمون في ذلك الجمال بكثرة. وكانت السلع التجارية الرئيسة هي منتوجات الهند وجنوب آسيا التي تنقل الى بلاد البحر المتوسط وأوروبا، وهي تفضل سلوك الطريق الشرقي المار بالعراق لأنه اقصر، وكان هذا الطريق يمتد الى اواسط العراق، ثم يتفرغ الى مسلك يسير موازيا لنهر الفرات، ويتجه الى اعاليه، او ينحرف غربا الى تدمر فبلاد الشام. ويتفرغ مسلك آخر من هذا الطريق، فيسلك وادي دجلة او يتجه الى الحضر، ومنها الى سنجار، ثم الى نصيبين؛ وينقل السلع الى المناطق الواقعة في شمال العراق وشرقي آسيا الصغرى، حيث كانت دولة أرمينية التي ازدهرت فيها الحضارة آنذاك، وازداد الاقصى، ولا سيما التوابل والافاويه والاخشاب الصلبة والأحجار الكريمة والحرير وأمثالها من المنتوجات؛ وهي تصدر، مقابل ذلك، النحاس والمنسوجات الصوفية وعددا من المواد النباتية.

ساعدت قوة الحضر العسكرية وحصافة حكامها على سيطرتها على الطريق الى مدن الجزيرة الفراتية وأرمينية، فأمنت النقل فيها، وأسهمت بالأعمال التجارية، وكان ذلك من مصادر ثروتها وازدهارها.

ازدهار الحضارة:

رافق ازدهار الحضارة ونمو الحياة الاقتصادية زيادة الثروة، ونمو الصناعة واتساع التجارة. وذكرت النقوش أسماء وتماثيل عدد من أهل الحضر منسوبين الى حرفهم. وممن ورد ذكره نبو البناء، وكتصفى المعمار، وحجلبا المهندس البناء. وذكر من المهندسين رنتي بن بهشي، وحيوسا، وربا. ومن النحاتين زنتي بن بهشى، وشمش يهب، وربا، وعجا، وادي. وذكر من أصحاب الحرف نبو بنان القصار، وعبسان القصار، وكنزي السمكري والنجار، وعبشمس بن عجا الطبيب.

وكانت للغناء مكانة متميزة؛ فذكرت النقوش اسنتر الزمار، كما ذكرت أمير الغناء.

ومن عمال الدولة ذكرت عقبة بن عقب محاسب معبد الشمس. ولا ريب في اننا لم نأت على ذكر كل أصحاب الحرف؛ ولابد ان الأبحاث في المستقبل ستكشف عن عدد اخر من أصحاب هذه الحرف وغيرها، وهي تظهر اهتمام أهل الحضر في الحرف والصناعات والفنون؛ كما انها تدل على الثروة الواسعة التي كانت عند أهل الحضر، وعلى تنظيمات الصناع والتجار ومكانتهم في المجتمع.

الدين في الحضر:

تدل المعابد الكثيرة والهدايا التي تقدم لها، وتسمية الناس بأسماء الالهة، على مدى اهتمام أهل الحضر بأمور الدين والعبادة. والمعبودات في الحضر تشبه ما كان سائدا في العراق في الازمنة القديمة، فهي قائمة على عبادة الاجرام السماوية، ثم اضيفت اليها بعض العناصر الإغريقية والفارسية دون أي تغير جوهرها.

والمعبودات الرئيسة في الحضر هي الشمس والقمر والزهرة، وقد كونت ثالوثا يرمز إليه (اللاب والسيدة والابن).

فأما الشمس، فتسمى (شمش) أو (مرن) ولها مكانة متميزة، وهي مرسومة على منحوتات الحضر بأشكال متعددة، فاحياناً بصورة كهل مقطب الجبين فوق جبينه طوق وقرنان، وحول رأسه هالة مشعة، ويخرج جسمه من وراء الجبال والغيوم؛ وقد قرن ببعل، فكان يسمى ايضاً بعلشمين. واعتبر الاله الأكبر خالق الارض، وازدادت مكانته بعد تأسيس الملكية، وجعل معبده اكبر المعابد. وكان هذا المعبد مكعبا شان بيوت الالهة في شمالي الجزيرة الفراتية وبلاد الشام والعراق، وبه سميت الحضر على النقود (مدينة الشمس).

أما الإلهة مرتن (السيدة) فقد نقشت في بعض المنحوتات بهيئة امرأة ترتدي ثوبا شفافا، ويخرج جسمها من وسط ورقة الاكانثوس منحوتة بشكل هلال وكاس.

واما الاله برمرين (الابن)، فرسم في بعض النقوش شابا قوي البنية حول رأسه هالة مشعة، ووراءه هلال، ويخرج جسمه من هلال ثان. وكانت له منزلة رفيعة عند أهل الحضر، ويتردد اسمه في الادعية والصلوات، وله معبد كبير، وانتشرت عبادته في معظم الاقاليم المجاورة، وقرنه الرومان بأبولو.

ومن معبودات الحضر اثرعتا؛ وهي، في الاصل، الإلهة عشتار البابلية. وكانوا يعتقدون انها زوجة الإله الشمس، وصوروها على المنحوتات بهيئة سيدة جالسة على كرسي، وعلى جانبيها اسدان ملتفتان اليها.

ومن أبرز آلهة الحضر اللات التي تسمى بها كثير من الحضريين مثل عويد اللات، وجرم اللات، وزيد اللات. وقد رسمت على المنحوتات ببزة عسكرية وعلى رأسها خوذة، ماسكة بإحدى يديها رمحاً، وبالأخرى ترساً، وترتدي درعا مزركشاً، وكانت لها معابد خاصة تقوم على خدمتها زمرة من المغنيات المترهبات والمرتلات, ومن أشهر الهة الحضر نرجول الذي وجدت له تماثيل في المعابد المكتشفة كافة. كما كشفت له خمسة معابد صغيرة خاصة به؛ ووجدت له تماثيل كثيرة بعضها ضخم نقش عليه انه نرجول الحارس الأكبر، ووصف في بعض النقوش بانه نرجول الكلب. وكانوا يعدونه اله الحرب، ويصورونه بصورة رجل عاري الجسم بيده هراوة وعلى ساعده جلد اسد، وهي كصورة هرقل عند الاغريق.

ومن معبودات الحضر مجموعة مكونة من سبعة آلهة تمثل الكواكب الخمسة مضافا اليها الشمس والقمر. ولم ترد في النقوش المكتشفة اسماؤها، لكن الراجح انها تمثل المريخ، وعطارد، والمشتري، والزهرة، وزحل. واعتقد الحضريون بقدسية بعض الحيوانات ومنها الافعى، والعقرب، والثور، والبطة، والاسد، والعنقاء، والإلهة اليونانية تيخا حارسة المدن.

وفي وسط المدينة يقع المعبد الكبير الذي يسميه أهل الحضر (بيت الالها) او (هيكل ربا) وهو افخم بناء في الحضر، وكان معبداً للشمس، وهو مستطيل الشكل، محاط بسور ابعاده 435×321م وله بوابة رئيسة على سوره الشرقي واحد عشر بابا في اطرافه. وفي طرفه، صف من الاواوين خلفها حجرة مربعة محاطة بدهاليز وامامها مصليات لبعض الالهة. وفي الصحن، معبد للإلهة مرن محاط بصفين من الاعمدة، ومذبح، ومغسل، ودار سقاية. ويبدو انه كان في الاصل للإله مرن، ثم وسعت بنايته وجددت عدة مرات. وفي جنوب المعبد الكبير، احد عشر معبدا صغيراً كل منها لإله.

والمعابد الصغيرة هي بصورة عامة بيوت للآلهة، يتألف كل منها من مصلى يفضي الى خلدة للإله الذي شيد له ذلك البناء. وامام المصلى فناء مربع الشكل، على جوانبه صف من الحجرات لسكن الكهنة واقامة الزوار. وفي داخل كل بيت مجموعة من التماثيل الصغيرة مع صنم اله المعبد، وكذلك تماثيل لرجالات المدينة ومشاهيرها. وفي كل معبد، حصالة نقود للتبرع؛ وتوضع عند مدخل الخلوة وبإزائها حوض للماء المقدس. وفي الخلوة، كاس للقرابين. وفي كل معبد أيضاً أوان من نحاس، ومحارق للبخور، ومواقد للنار، ومساند توضع عليها التماثيل.

رجال الدين:

يخدم المعابد رجال الدين، ولهم مكانة متميزة؛ وهم طبقات اعلاها (الافكل) وهو رئيس السدنة. يليه في الرتبة الكمر او الكمرتا، أي الكاهن، والكاهنة، ثم القسيس، ودونه عدد من ذوي الرتب الصغيرة يساعدونه في تأدية الطقوس وخدمة المعبد.

ولكل معبد سادن من أغنياء التجار ممن لهم منزلة اجتماعية رفيعة، ويكون مسؤولا عن سلامة بناء المعبد والمحافظة على محتوياته، والاشراف على ممتلكاته والعمل على زيادة موارده، فضلا عن اشرافه على الاحتفالات والطواف بالمعبد.

ومن الوظائف الدينية (السفرا) أي الكتاب. والكاتب مسؤول عن كتب الدين وتدقيق استنساخها وصيانتها من التزوير والتحريف. ولكل اله في الحضر كاتب متخصص بالنصوص الدينية المتعلقة بذلك الإله.

فن العمارة في دولة الحضر:

كانت الحضر مدينة دائرية الشكل قطرها نحو كيلومترين محاطة بخندق عميق وسور مكون من جدارين عرض كل منهما حوالي ثلاثة امتار، بينهما فسحة عرضها اثنا عشر مترا، وعليها مائة وثلاثة وستون برجا، وعدد من القلاع. وفي هذه الاسوار أربعة أبواب رئيسة في الاتجاهات الأربعة، وكل باب منها مزور، تمتد منها شوارع رئيسة تصل الى المعبد الكبير الذي لا تزال اثار اطلاله الشامخة قائمة ترى من مسافات بعيدة.

ومن أبرز الابنية فيها المعابد، ويبلغ عددها قرابة الخمسين، وهي متفرقة في ارجاء المدينة، وكلها مبنية بالحجارة، وفيها غرف واصنام وتماثيل. وفي المدينة مدافن كثيرة، واطرافها الشرقية خاصة، وهي مشيدة بالحجر على هيئة ابراج.

الفنون في الحضر:

تظهر الآثار المكتشفة عناية أهل الحضر بالنحت والزخرفة. ويتسم النحت بالسمات التي سادت في العراق في القرون الأولى للميلاد، من حيث قلة اهتمامها بتدقيق القياسات الطبيعية لأعضاء الجسم، والاكثار من ابراز المصوغات والملابس المزركشة او المطرزة والاهتمام بالصور الأمامية دون الجانبية. واكثر المنحوتات اصنام الالهة وتماثيل للأشخاص، مختلفة الحجوم، واكثرها من حجر الكلس الاسمر والرخام العسلي والرمادي الفاتح. وأغلب التماثيل منحوتة بوضعية واحدة، يتمثلون فيها واقفين ينظرون الى الامام، وهم يلبسون الملابس المناسبة لمسالكهم : فالكهنة حفاة القدمين عراة الساقين، يحمل اغلبهم خنجرا. اما الفرسان والمحاربون وارباب القوافل، فيحملون سيفا وخنجرين، احدهما على الجهة اليمنى والاخر على الجهة اليسرى.

تظهر المنحوتات المكتشفة عناية أهل الحضر بالألبسة، ويظهر منها ان الرجال كانوا يلبسون القمصان والسراول، ويغطونها بالعباءة والمعاطف والقباء، ويتمنطقون بالأحزمة والحياصات العريضة. وكانت القمصان تصل الى الركبتين، ولها ردنان طويلان يصلان الى الرسغين، وزيقها مستدير الفتحة، ولها جيب يشك فيه خنجر صغير ويشد بحزام او حياصة. ويضع الملوك والنبلاء على قمصانهم شريطين عموديين من قماش ثخين عليه زخارف وصور مطرزة للآلهة. اما السراويل فتلبس، تحت القميص، وتكون عريضة فضفافة يربط اسفلها بالقدم.

ويلبس الكهنة صدرية او دراعة. اما الملوك، فيلبسون تيجانا بعضها على هيئة السدارة المزركشة او المطرزة، تتدلى منها واقيات على الرقبة. ولبعض التيجان ثلاث طاقات من الشعر يفصل بينها إكليل في وسطه نسر باسط جناحيه.

ويتحلى الرجال أحياناً بمصوغات بضمنها اقراط في الاذن، وطوق حول الرقبة، وسوار مزخرف في اليد. اما النساء، فكن يلبسن لباسا مصنوعا من قطعة واحدة تغطي الجسم وتثبت بكلاليب او احزمة، كما يلبسن قميصا بشكل تنورة تحت الثوب، وعباءة او طرحة فوقه.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).