أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2019
3481
التاريخ: 21-6-2017
3132
التاريخ:
3688
التاريخ: 11-5-2017
2914
|
حملت وجوه فتية الانصار المستبشرة، المبتهجة، بمقدم رسول الله (صلى الله عليه واله) والاستقبال العظيم الذي قام به أغلبية الأوسيّين والخزرجيين له حملته (صلى الله عليه واله)، على أن يعمد قبل أي شيء إلى تأسيس مركز عام لتجمّع المسلمين فيه في الأوقات المختلفة، وللقيام بالاعمال التربوية والتثقيفية، والسياسية والعسكرية في رحابه.
كما أن عبادة الله الواحد تقع في طليعة البرامج التي جاء بها رسول الاسلام ولذا رأى من اللازم أن يعمد قبل أي عمل آخر الى بناء معبد للمسلمين حتى يتسنى لهم أن يعبدوا الله ويذكروه فيه في أوقات الصلوات.
أجل كانت الحاجة إلى مثل هذا المركز شديدة فلا بد من مكان ليجتمع اعضاء حزب الاسلام (حزب الله) كل اسبوع في يوم معين فيه، ويتشاوروا في شئون الاسلام والمسلمين ومصالحهم، وليجتمع فيه عامة المسلمين مضافا إلى هذا اللقاء الاسبوعيّ مرتين كل عام لأداء صلاة العيد، فكان المسجد الذي بناه كأول عمل قام به بعد قدومه المدينة.
فلم يكن المسجد على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) للعبادة فقط بل كانت تلقى فيه كل أنواع العلوم والمعارف الاسلامية الشاملة للأمور التربوية وغيرها.
لقد كان يعلّم فيه كل التعاليم والمواد الدينية والعلمية، حتى الأمور المرتبطة بالقراءة والكتابة.
وقد بقيت أغلب المساجد على هذا المنوال حتى مطلع القرن الرابع الهجريّ الاسلاميّ، فقد كانت في غير أوقات الصلاة تتحول الى مراكز لتدريس العلوم المتنوعة.
وربما اتخذ مسجد المدينة صورة المركز الأدبيّ، عند ما كان يلقي فيه كبار فصحاء العرب وبلغاؤهم قصائدهم المنسجمة مع التعاليم الاخلاقية والمعايير الاسلامية بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) كما فعل كعب بن زهير إذ ألقى قصيدته المعروفة بانت سعاد عند النبيّ (صلى الله عليه واله) في المسجد، وأعطاه النبيّ الكريم (صلى الله عليه واله) صلة جيّدة، وخلع عليه بخلعة عظيمة.
أو كما كان يفعل حسان بن ثابت الذي كان يدافع بشعره عن حوزة الاسلام والمسلمين اذ كان يلقي بعض قصائده في المسجد عند رسول الله (صلى الله عليه واله).
ولقد كانت مجالس الدرس والتعليم في مسجد المدينة على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) تتسم بروعة كبيرة بحيث عند ما شاهد وفد ثقيف مشهدا من مشاهدها انبهروا به، وعجبوا بشدة لاهتمام المسلمين بتعلم الاحكام واكتساب المعارف والعلوم.
كما انه كانت تمارس الامور القضائية والفصل بين الخصومات، واصدار الحكم على المجرمين في المسجد، فكان المسجد يومذاك بمنزلة محكمة ( بكل معنى الكلمة ) أي أنها تقوم بكل ما تقوم بها المحاكم اليوم.
هذا مضافا إلى أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يلقي خطبه الحماسية والجهادية لتعبئة المسلمين من أجل مجاهدة الكفار والمشركين في المسجد.
ولعل من حكمة الاجتماع في المسجد لاجل تحصيل المعارف وتعلم العلوم هو أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أراد بذلك أن يثبت عمليا أن العلم والدين توأمان لا ينفكان فكلما كان هناك مركز للايمان وجب ان يكون محلا للعلم أيضا.
وأما ممارسة القضاء والقيام بالخدمات الاجتماعية، واتخاذ القرارات العسكرية في المسجد فقد كان لأجل أن يعلن للجميع بأن دينه ليس مجرد أمر معنوي لا يتصل بالامور الدنيوية ولا تهمه قضايا الحياة وشئون المعيشة المادية، بل هو دين شامل كامل لا يحض الناس على التقوى، ولا يدعوهم إلى الايمان إلاّ ويهتم أيضا بشئونهم المعيشية وإصلاح أوضاعهم الاجتماعية. فليس هو بالتالي يهتمّ بجانب ويغفل جانبا، بل هو دين شامل جامع يتكفل الأمور المادية والمعنوية معا.
ولقد كان هذا التلاقي والانسجام ( بين العلم والإيمان ) محطّ اهتمام المسلمين ونصب أعينهم دائما حتى بعد ما اتخذت المراكز التعليمية والمؤسسات العلمية البحتة شكلا مستقلا وصار لها محل خاص تدرس فيه، فانهم ظلوا يبنون الجامعات الى جانب الجوامع ويشيّدون المعاهد الى جانب المساجد ليثبتوا للعالم أن هذين الأمرين اللذين يكفلان إسعاد الحياة والانسان لا يمكن أن ينفصلا، ويبتعد بعضها عن بعض.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|