قال مسعدة بن زياد : كنت في مجلس الإمام الصادق (عليه السلام) فقال أحد الرجال للإمام (عليه السلام) : عندما أذهب إلى المنزل للإستراحة ، فأرى جواري جارنا وهن منشغلات بالغناء والطرب ، فأتوقف أحياناً لأسمع المزيد من غنائهن.

فقال (عليه السلام) : أترك الاستماع إلى اللهو.

فقال الرجل : يا مولاي ! أنا لم أذهب إلى بحلسهن فقط أسمع غنائهن.

فقال (عليه السلام) : ألم تقرأ الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [لقمان : 6] .

و في رواية أخرى آية : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء : 36].

فقال الرجل : لقد غابت هذه الآية عن ذهني ، وأنا الآن نادم على ما فعلت ، ولن أفعل هذا ثانية وانا تائب عما فعلت ، وأطلب من الله أن يغفر لي.

فقال (عليه السلام) : أذهب واغتسل غسل التوبة وصل ما تريد ، لأنك كنت تداوم على ذنب من الكبائر ، فكم كانت حالك سيئة لو مت بهذه الحالة ! اشكر الله أنك علمت هذا قبل موتك واطلب منه أن يوفقك المتوبة لأنه من لم يرض عنه الله فهو شقي ، واترك عمل السوء لأهله ، لأن لكل شيء أهله.