أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
3047
التاريخ: 28-5-2017
3663
التاريخ: 2-4-2017
4347
التاريخ: 15-6-2017
3361
|
لا ريب أن عزل أبي بكر عن مقام إبلاغ آيات البراءة، وتنصيب علي بن أبي طالب مكانه لأداء تلك المهمة بأمر الله تعالى يعدّ من ابرز فضائل علي ومناقبه المسلّمة التي لا تقبل الانكار والشك، ولكن جماعة من الكتّاب المتعصبين وقعوا في الخطأ والانحراف مع ذلك عند تحليل ودراسة هذه الحادثة.
فهذا الآلوسي البغدادي يكتب في تفسيره عند دراسة وتحليل هذه الحادثة : النكتة في نصب الامير كرم الله تعالى وجهه مبلّغا نقض العهد في ذلك المحفل ان الصّديق رضي الله تعالى عنه لما كان مظهرا لصفة الرحمة والجمال كما يرشد إليه ما تقدم في حديث الاسراء ولما كان علي كرم الله وجهه والذي هو أسد الله ومظهر جلاله فوض إليه نقض عهد الكافرين الذي هو من آثار الجلال وصفات القهر.
إن هذا التفسير النابع من منبع التعصّب لا ينسجم مع كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) لأنه قال عند الإجابة على أبي بكر : إنّ هذه الآي لا يؤدّيها إلاّ أنا أو رجل منّي . أي لا يصلح لأدائها غير هذين الرجلين وليس في هذا الكلام أي اشارة إلى الرأفة والشجاعة.
هذا مضافا إلى أن رسول الله (صلى الله عليه واله) المظهر الكامل للرحمة والرأفة وبناء على ما قاله الآلوسي يجب أن لا يكلف حتى رسول الله (صلى الله عليه واله) بابلاغ هذه الآيات، على حين أن الوحي قال : هذه الآيات لا يؤديها إلاّ أنت أو رجل منك.
ولقد برّر جماعة اخرى هذا المطلب بنحو آخر فقالوا : لقد كان التقليد المتّبع عند العرب في نقض العهود مهما كانت هو ان يقدم نفس الموقّع على العهد أو أحد أنسبائه على نبذ العهد ونقضه، اذ في غير هذه الصورة كان المتعارف عندهم أن يبقى العهد على حاله، وحيث إن علي بن أبي طالب كان من اقرباء النبي لهذا كلّف بإبلاغ هذه الآيات التي تضمنت نبذ العهد.
ولكن هذا التفسير والتوجيه غير مقنع، لأنه كان ثمة بين أقرباء رسول الله (صلى الله عليه واله) من هو أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) مثل عمّه العباس، فلما ذا لم يكلّف بابلاغ آيات البراءة، ونبذ العهد الى المشركين.
ثم لما ذا لم يتبع النبي (صلى الله عليه واله) هذه العادة من أول الأمر وهو العارف بتقاليد مجتمعه؟
إذا أردنا أن نقضي في هذه القضية التاريخية بالقضاء المحايد المنصف وجب أن نقول : إن علة هذا العزل، والنصب لم يكن لا دافع الرغبة في المقام، والطموح الى السلطة، ولا وشيجة القربى مع علي (عليه السلام) بل كان الغرض من هذا التغيير هو الكشف عمليا عن أهليّة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وصلاحيّته للقيام بالمهامّ المتعلّقة بالحكومة الاسلامية، وليعلم الناس أنه عديل النبي (صلى الله عليه واله) في الجوانب الروحية، وفي مجال الأهليّة، والصلاحية.
وانه اذا ما غابت شمس الرسالة بعد حين وجب أن تسلّم مقاليد الحكم، وازمّة التصرّف في المسائل والامور المتعلّقة بشئون الخلافة الى عليّ (عليه السلام) إذ لا يصلح لهذا العمل الخطير سواه، وانه يجب أن لا يقع المسلمون بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) في الإشكال والتشتت، والاختلاف والحيرة في هذا الأمر، لأنهم قد رأوا بام عينهم كيف نصب علي من جانب النبي بأمر الله تعالى لنبذ العهود مع المشركين، الذي هو من صلاحيات واختيارات، الحاكم الاسلامي وشؤونه.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
بمناسبة تجديد الثقة لهما...الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يقدم التهاني والتبريكات لأميني العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين
|
|
|