أقرأ أيضاً
التاريخ: 6/10/2022
1653
التاريخ: 10-04-2015
3477
التاريخ: 30-3-2016
3388
التاريخ: 11/10/2022
1794
|
بقيت أجساد العترة الطاهرة متناثرة في عراء الطف يومين أو ثلاثة أيام , وانبرى قومٌ من بني أسد من الذين لم يشتركوا في الحرب لدفنها فحفروا قبوراً لتلك الأجساد الطاهرة لكنهم تحيروا في معرفتها لأن الرؤوس كانت قد فصلت عنها وأخذت إلى الشام , حتى ورد الإمام زين العابدين (عليه السلام) من الكوفة فأوقف بني أسد على شهداء أهل البيت وأوقفهم أيضاً على أصحاب الحسين (عليه السلام) , وبادر إلى حمل جثمان أبيه (عليه السلام) فواراه الثرى وهو يقول : يا أبتاه طوبى لأرض تضمنت جسدك الطاهر فان الدنيا بعدك مظلمة والآخرة بنورك مشرقة , أما الليل فمسهد والحزن سرمد أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مقيم وعليك مني السلام يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته .
وعلّم قبر أبيه (عليه السلام) بعلامة وكتب : هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشاناً غريباً , ووضع قبر أخيه المشهور بـ (علي الأكبر) عند رجلي والده الحسين (عليه السلام) وبقية الشهداء من بني هاشم والأنصار في قبر واحد .
ثم انطلق إلى نهر العلقمي فحفر قبراً لعمه أبي الفضل العباس قمر بني هاشم وهو يقول : على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم وعليك مني السلام من شهيد محتسب ورحمة الله و بركاته.
[ومن الدلائل الواضحات على ] رجوع السجاد (عليه السلام) إلى كربلاء :
1 ـ لاشك ان انصراف الإمام زين العابدين (عليه السلام) من سحن عبيد الله ابن زياد في الكوفة لتولي أمر أبيه (عليه السلام) في كربلاء دون علمهم به من الكرامات الخاصة بالأمام السجاد (عليه السلام) , وإذا كانت المسافة بين الكوفة وكربلاء حوالي 80 كيلومتراً فان قطعها يحتاج الى أكثر من يوم بالطريق الطبيعي , إلا ان الروايات المتواترة عن أهل البيت (عليه السلام) تثبت بان اختصار تلك المسافة كان من الكرامات الخاصة بالسجاد (عليه السلام) , وليس هذا غريباً فان الله تعالى قد خصهم بكرامات عديدة لخصائص مباركة فيهم .
2 ـ الظاهر ان أمر رجوع الإمام زين العابدين (عليه السلام) الى كربلاء لدفن أبيه (عليه السلام) كان أمراً شائعاً متعارفاً , ويؤيده تلك المناظرة بين الإمام الرضا (عليه السلام) وابن ابي حمزة في بدايات القرن الثالث الهجري وموضوع المناظرة كان وجوب تغسيل الإمام المعصوم من قبل الإمام آخر .
قال الإمام الرضا (عليه السلام) له وهما في أوج حمى المناظرة : اخبرني عن الحسين بن علي كان إماماً.
قال : بلى .
قال (عليه السلام) : فمن ولي أمره ؟.
قال : علي بن الحسين .
فقال الرضا (عليه السلام) : وأين كان ؟ .
قال ابن أبي حمزة : كان محبوساً بالكوفة عند ابن زياد ولكنه خرج وهم لا يعلمون به حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف الى السجن .
فقال الرضا (عليه السلام) : ان من مكّن علي بن الحسين أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه ثم ينصرف يمكّن صاحب هذا الأمر ان يأتي بغداد فيلي أمر أبيه(1) وليس هو في حبس ولا أسار(2) , ودلالة الرواية ان أمر الذهاب من الكوفة الى كربلاء لدفن أبيه (عليه السلام) كان من الكرامات المعروفة المشهورة الخاصة بالسجاد (عليه السلام) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقصد تغسيل الامام الكاظم (عليه السلام) .
(2) إثبات الوصية للمسعودي , ص 173 . طبعة النجف .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|