بقيت دولة الخوارج في سجلماسة وتوفى عام 168 أبو القاسم سمكو وخلفه ابنه الياس الذي عرف باسم (أبو الوزير) وبقي على سيرة ابيه في موادعه ولاة القيروان.

كما قامت دولة للخوارج من الاباضية في تاهرت (1) اذ اسسوا هذه المدينة عام 161، وأصبح عبد الرحمن بن رستم (2) اماما لهذه الدولة. وقد هادن ولاة القيروان أيضا مثل حكام الدولة الصفرية في سجلماسة.

__________

1.  تاهرت: اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب، يقال لأحداهما تاهرت القديمة وللأخرى تاهرت المحدثة. بينهما وبين المسيلة ست مراحل، وهي بين تلمسان وقلعة بني حماد. وهي مدينة مسورة لها أربعة ابوب: باب الصفا، وباب المنازل، وباي الاندلس، وباب المطاحن، وهي في سفح جبل يقال له جزول، ولها قصبة مشرفة على السوق تسمى المعصومة، وهي على نهر يأتيها من جهة القبلة يسمى مينة، وهو في قبلتها ، ونهر اخر يجري من عيون تجتمع يسمى تاتش ومنه شرب أهلها وارضها، وهو في شرقها، وفيها جميع الثمار، وسفرجلها يفوق سفرجل الافاق حسنا وطعما.
2.  عبد الرحمن بن رستم: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام ، وبهرام هو مولى عثمان بن عفان . انتقل عبد الرحمن الى المغرب في نهاية القرن الأول واتجه الى المشرق مع الاباضيين حيث بقوا هناك من 135- 140. تولى نيابة القيروان عندما اخذها الاباضيون من الصفرية عام 141، وخرج منها لنصرة امامه المعافري في قابس حيث قتل هناك عام 144 على يد محمد بن الاشعث الخزاعي، فرجع عبد الرحمن الى القيروان ثم غادرها واتجه الى المغرب الأوسط حيث تحصن فيها من ابن الاشعث، بعدها الى موقع تاهرت.