أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
4037
التاريخ: 14/11/2022
1430
التاريخ: 2023-09-07
1834
التاريخ: 19-6-2016
3356
|
ذات مرة كنت مع صديق ورأيت ولده ذا الاعوام الاربعة وهو يقفز متسلقا السور المحيط بحديقة منزلهم الامامية ويجري فوقه. قد لا يبدو هذا امراً سيئا، بيد انه على الجانب الاخر من السور كانت هناك منطقة لإيقاف السيارات ذات ارضية من الخرسانة المسلحة، وكان السور يعلو بمقدار خمس عشرة قدماً عنها. لابد انني اظهرت فزعي لأنه لاحظ هذا وقالت : (اعلم، لقد اخبرته الا يفعل ذلك مرارا لكنه يتجاهلني. ما الذي استطيع فعله؟). حسنا، لقد كنت عاجز عن الكلام ولم اجبه. (بالإضافة الى انني لو اجبته لتجاهل حديثي).
وأنت تعلم مثلي كذلك اجابة سؤاله، (عليك بقول كلمة (لا) واثبت عليها). كان هذا مثالا واضحا لمدى احتياج الاطفال لحدود صارمة ـ وفي هذا المثال كانت الحدود ضرورية لسلامة هذا الطفل الصغير. وفي الواقع، فان هذا الطفل مثال على ما يمكن ان يحدث اذا لم تحدد لطفلك حدودا قاطعة. كان هذا الطفل معروفا (على مستوى عائلته) باسم (الطفل الشرس) وذلك لجموحه الشديد، وكان دائما ما يقاوم الحدود المفروضة عليه ويحاول كسرها، وهو ما ينجح فيه باستمرار.
هذا الطفل الشرس كان يسيء التصرف بصورة شديدة، وكان له القليل من الاصدقاء، وبالتأكيد كان يظن ان والديه لا يحبانه او يهتمان به مطلقاً. فعلى أي حال، لو كان يهتمان لأمره حقا لما كانا تركاه ليركض على السور الذي يرتفع لخمس عشرة قدماً، أليس كذلك؟ هل كانا سيسمحان له بالتصرف كيفما شاء دون او يولياه ادنى اهتمام، مهما كان ما يفعله؟
إن العالم مكان مخيف بالنسبة للطفل. كما انه مخيف للكبار ايضا، وافضل وسيلة لتامين الطفل هي وضع مجموعة واضحة من القواعد والارشادات حتى يعلموا انهم يتحركون وسط حدود آمنة. وهم دائماً ما يختبرون تلك الحدود، خاصة وهم صغاراً، وهذا ليس راجعا الى انهم يريدون تغييرها، ولكن لكي يتأكدوا من ان تلك الحدود لم تتغير، ووظيفتك هي ان تحرص على ان تكون هذه القواعد واضحة راسخة، وهكذا تقول (لا) في كل مرة يحاول طفلك فيها تسلق السور، وقد تذهب وتحمله بعيدا عنه بنفسك اذا لم يلتزم بما تقول حتى تنفذ القاعدة. بهذه الطريقة سيكون لك طفل امن واثق بنفسه وسعيد ويعلم موضعه من هذا العالم والكيفية التي يتعلم بها منه؛ وذلك لأنه لا يتغير على الدوام، كما انه سيدرك يقينا انك تحبه.
وبالمناسبة، لابد لك ولشريك حياتك الالتزام بتلك القواعد (اذا لم تكن تربي الطفل وحدك بالطبع). فليس من المجدي ان يقوم احد الوالدين بفرض قواعد بينما لا يهتم الاخر بذلك – فهذا سيتسبب في ارباك الطفل بصورة اكبر...
ولا يهم اذا اختلفتما حول الاشياء البسيطة (فربما يسمح الوالد لطفله بالجلوس على حجره اثناء قراءة قصص ما قبل النوم بينما تقرؤها الام والطفل في فراشه متدثرا بغطائه). لكن حين يتعلق الامر بالقواعد المهمة ، فلابد ان يتعاون كلاكما من أجل فرض الحدود والقواعد، هذا ان كنتما تريدان اطفالا سعداء واثقين بأنفسهم.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|