حضر الأمين العام للعتبة المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ والوفد المرافق له حفل افتتاح مدرسة العالم الرباني السيد مرتضى الكشميري (المتوفى 1323هـ/ 1905م) في النجف الأشرف. وتم الافتتاح من قِبل ممثل المرجعيةالعليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري (حفيد من سُميت المدرسة باسمه) بحضورممثلين عن مراجع الدين بالنجف الأشرف وعدد من العلماء وأساتذة الحوزة العلمية وفضلاءها وطلبتها، فضلاً عن ممثلي العتبات المقدسة وشخصيات علمية واجتماعية. لقد تأُسست المدرسة بتوجيهات من المرجعية الدينية العليا ومساهمة بعض المحسنين، لسد حاجة طلبة العلوم الدينية إلى جانب المدارس الأخرى، وتتألف من ثمانية طوابق تتسع لحوالي ٢٠٠ طالب وتضم قاعات للتدريس وسكن، وستكون مدة الدراسة خمس سنوات كفيلة بإعداد الطالب بما يلبي الحاجة التي لأجلها أعدّت هذه المدرسة. ومن الواضح إن الحاجة في أوربا وأمريكا وكندا وغيرها من بلاد الشرق والغرب إلى طلبة العلوم الدينية أصبحت ملحة بشدة، وذلك لعدم وجود العدد الكافي ممن يلبي احتياج المجتمع في شؤونهم الدينية كالإجابة على أسئلة المؤمنين وتوعيتهم وتوجيههم نحو مبادئ الإسلام السامية، وتثبيتهم على القيم الرفيعة وتثقيفهم بتراث أهل البيت (عليهم السلام) الكفيل بتقويتهم واعتزازهم بهويتهم الإسلامية. وبهذا تسعى المدرسة إلى تهيئة المبلغين والخطباء القادرين على تلبية حاجة المجتمع في تلك البلدان، وذلك من خلال احتضان الشباب الراغبين في الدراسة في النجف الأشرف وتهيئة الأجواء المناسبة لهم، حيث أن الوظيفة الأساس لهذه المدرسة هي تخريج نخبة من الطلبة من أجل القيام بأدوار دينية تبليغية محددة، تستند إلى التخصص العلمي ــ الموجود في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ــ واختزال عامل الزمن، حيث أعدّ المنهج الدراسي وفق الحاجة التي لأجلها تم إنشاء المدرسة، وقد تضمن ــ مضافاً إلى المنهج الأساس في الدراسات الحوزوية ــ عدداً من المواد العلمية التي تُعنى بالجوانب النفسية والتربوية والاجتماعية، وكذا تعليم أو تقوية اللغة التي يكثر استعمالها في هذه البلدان، فضلاً عن بعض البرامج الكفيلة بالتنوع الثقافي والاطلاع على تراث مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والتعرف على الشخصيات العلمية والانتفاع من نصائحهم وتوجيهاتهم والاستفادة من سيرتهم وتاريخهم.