أساس تكوين الدولة وتراجع دور الاقطاع  

بدأت الدولة الحديثة تنشأ سلطة ادارية مختارة من الحكومة المركزية المتمثلة بالملك وحاشيته للقيام بالمهام التي يجب على الدولة القيام بها مثل مهمة الدفاع عن امن البلد ، ومهام العاملين في الدولة (موظفي الدولة) وحكم بلاد قومية لها حدود دولية مع دول الجوار وهو المهمة الاولى من مهام بناء الدولة ، وبدأ كل واحد يأخذ صفته بتكوين الدول القومية وفق المعطيات المتواجدة لديه وتبنى وفق مصالحها وتختلف من بلد لآخر في هذا الشأن ، كما وان صفة الولاء اختلفت فبدلاً من ان يكون الولاء روحياً للكنيسة والاقطاع في الريف صار الآن الولاء للدولة والوطن ضمن حدود وسيادة الملك الذي يحكمها ، ولم يكن للأعراف والقيم والمبادئ دور يذكر في تأسيس الدولة الحديثة وانما المهم كيف يحصل التغيير⁽¹⁾ وبذلك انتهى الولاء للامير والاقطاعي ورجال الكنيسة ، وبدأت اطروحات المفكرين في كيفية بناء دولة وكيف نضع اسس دولة وكان الدور للمفكر السياسي نيكولا ميكافيلي حيث اعد كتابه الامير^* في عام 1513 م وكان من مؤسسي عصر النهضة ومن فلاسفة الفكر السياسي وكانت افكاره سبيل في تكوين الدولة القومية وهي ترجمة لكتابه الامير⁽³⁾ 1469-1527 والذي كتب عن الدولة وانتقد حكم الكنيسة (ان الدين والاخلاق لهما مكانتهما في حياة الفرد الخاصة، وهذا الامر لم ينطبق على شؤون الدولة) وعلى اثر ذلك رفع شعار التغيير وحفز على قيام الدولة بحدودها القومية وقال في كتابه الذي كسب به شهرة المؤسس للدولة الحديثة (الغاية السامية تبرر الوسيلة المرذولة) وهو يعني بذلك ان الغاية هو انشاء الدولة القومية واذا اتبعت وسيلة إقصاء من يعارض ذلك بأي شكل حتى ولو لم تكن محبذة كالقتل او غيرها فهي مبررة والهدف من ذلك هو قيام الدولة القومية المهيمنة دون النظر للقيم والتقاليد السابقة حيث اعتبرت في حكم الماضي ، وهي بداية نشوء الرأسمالية التجارية وكذلك افكار المفكر جان يودان 1530-1596 تنصب في هذا المجال فكانت الافكار متقاربة وعبر عنها بالسلطة العليا التي تتبعها الحكومة للسيطرة على الامور المهمة في البلد كالقانون والأمن العام وتنظيم التجارة والنشاط الاقتصادي ، واصبحت بوادر تكوين قوى جديدة اقتصادية واجتماعية وفكرية وسياسية يقودها المفكرين نيكولا ميكافيلي وجان يودان وكانت الافكار عن بداية تكوين الدولة وهي أفكار سياسية ناضجة دورها فاعل الى يومنا هذا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ نبهان سالم مرزوق ابو الجاموس ، الاقتصاد السياسي ، 2011 ، ص4 ، مصدر انترنت .

* ـ ولد في ايطاليا وتأثر في الفوضى التي تعيشها بلاده ، نشر كتابه الامير فاصبح الشخصية السياسية الاولى والمؤسس للتنظير السياسي والواقعي . 

2ـ جورج سول ، المذاهب الاقتصادية الكبرى ، ترجمة راشد البراوي ، مصدر سابق ، 1953 ، ص23 . 

مواضيع ذات صلة

مؤشـرات قـيـاس الخـطـر السـيـاسـي بالنسـبة لـمـؤسـسات المـال العـالـميـة

أهداف النظام المالي في الدولة النامية

أهداف النظام المالي في النظام الاشتراكي

أهداف النظام المالي في النظام الرأسمالي

الصيـن والهنـد - تـقویـم مـقارن

شروط البداية وتراتبية الإصلاح (تايوان والصين مقارنة مع روسيا)

اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن

اللامركزية والمحددات المالية للإصلاح بين الصيـن وروسيا

تفسير تفوّق تجربة الإصلاح في الصين على التجربة الروسية (النظريات الليبرالية والتطورية والمؤسسية)

الحزب والدولة في مسيرة الإصلاح في روسيا والصين

أداء الخصخصة في روسيـا والصيـن : تقویـم مـقارن

الخصخصـة والسوق وتنظيم حقوق الملكيـة بين روسـيا والصيـن