مفهوم العمل في الاسلام

ولمفهوم العلاقة بين العمل والقيمة مؤشرات ودلالات ممكن ذكرها في الآتي ⁽¹⁾ : 

• العمل مصدر القيم المعبر عنها في المكاسب والدخول وهو الذي يخلق المنافع الاجتماعية ومختلف الانشطة والفعاليات الاقتصادية وهو مستند على مجموعة قواعد مأخوذة من نظرة القرآن الكريم لذلك .

• مقابل العمل لا بد من مكآفئة وفقاً للشرط المتفق عليه او أجر العمل وليس على ضوء القيمة التبادلية للسلعة في السوق ، وقد قدس الاسلام العمل وولاه أهمية استثنائية حيث قال الرسول (ص) (أعطي الأجير أجره قبل ان يجف عرقه) .

• ان ما يستحق الربح في السوق هو كل شيء يخلق منفعة او يزيدها في السلعة .

• العمل في تنمية رؤوس الاموال من خلال الربا محرم بشكل قطعي والذي يمارسه في الفترة الاسلامية فإنه يرتكب المحرمات .

• العمل في الشيء الذي له صفة العمومية فأن الاسلام يقر بأن هناك منافع عامة للناس والمجتمع ويكون فيه المسلمون شركاء وحتى غير المسلمين كعين الماء للسقي والشرب والمراعي والعشب للماشية وقد جاء حديث رسول الله (ص) في هذا المجال ما فيه توضيح كامل حيث قال (الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ) .

• ان الدولة في الاسلام ممثلة لجميع الناس وليس المسلمين فقط ومسؤولة عن رعاية مصالحهم جميعاً دون تفضيل وخاصة في مجالات العمل كما وان الحماية وضمان المعيشة للافراد خارج نطاق العمل مضمون الاجراء من المسلمين وغير المسلمين كونهم جميعاً أدوا نفعاً في مرحلة من مراحل حياتهم .

وقد وضعت الدولة أسساً في كيفية تنظيم استغلال الارض غير المزروعة ولا يمكن استغلالها الا بموجب شروط تكون فيها مصلحة المجتمع وتنظيم مهنة الاحتطاب والصيد ، وحرم الرسول قطع الاشجار في المناطق المجاورة للمدينة ولمسافة ثمانية فراسخ وهذا الامر ينبهنا فيه الرسول (ص) على المحافظة على الغطاء الأخضر الذي يحيط بالمدينة كمصدات ريح والاقلال من الملوثات في الجو وجعل البيئة نظيفة.

حرص الاسلام على تنمية الانتاج الزراعي وعبر عنه في العمل الانساني الطيب وان كلمة الفلّاح مصدرها الفلاح والعمل في الارض الزراعية بشكل مستمر يعطي المبرر الشرعي للانسان بأن يمتلك الارض حيث قال الرسول (ص) (من احيا ارضاً ميتة فهي له) وليس للمحتجز حق بعد ثلاث سنوات في الاستمرار باستهلاكها الا بشرط اعمارها واستغلالها أي ان إحياء ارض والاستمرار في العمل فيها هي حق له .  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ عبد الرحمن يسري احمد ، تطور الفكر الاقتصادي ، دار القلم ، بيروت ، بدون سنة نشر ، ص38 . 

مواضيع ذات صلة

مؤشـرات قـيـاس الخـطـر السـيـاسـي بالنسـبة لـمـؤسـسات المـال العـالـميـة

أهداف النظام المالي في الدولة النامية

أهداف النظام المالي في النظام الاشتراكي

أهداف النظام المالي في النظام الرأسمالي

الصيـن والهنـد - تـقویـم مـقارن

شروط البداية وتراتبية الإصلاح (تايوان والصين مقارنة مع روسيا)

اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن

اللامركزية والمحددات المالية للإصلاح بين الصيـن وروسيا

تفسير تفوّق تجربة الإصلاح في الصين على التجربة الروسية (النظريات الليبرالية والتطورية والمؤسسية)

الحزب والدولة في مسيرة الإصلاح في روسيا والصين

أداء الخصخصة في روسيـا والصيـن : تقویـم مـقارن

الخصخصـة والسوق وتنظيم حقوق الملكيـة بين روسـيا والصيـن