الأزمات وانهيـار الرأسماليـة 

ان الآلية المتبعة في توزيع الثروة في ظل النظام الرأسمالي ليست بالآلية الصحيحة كونها منحازة للمالكين⁽¹⁾ تعطي الحق في التراكم الرأسمالي لأصحاب رؤوس الأموال وتفقر الطبقة العاملة وتسلبها حقوقها ، وهذا بدوره يسبب النقص في الطلب الكلي لأن العمال هم العدد الاكبر والكم الاعظم ، وهذا العمل بأجر قليل يجعلهم مجردين من وسائل الشراء اللازمة لتصريف العرض فيحصل نقص عام في الاستهلاك (وهذا ما حصل في ازمة الكساد) فضلاً عن كون القانون الرأسمالي يحفز المنتجين على زيادة خططهم الانتاجية فيزداد الانتاج ويزداد عرض السلع ويفيض الانتاج ويدخل الرأسمالي في تناقض ويتوقف العمل في النظريات الرأسمالية ، فمن جهة يقل الاستهلاك ويزداد الانتاج ومن جهة اخرى يزداد تراكم رأس المال ويشتد الحافز للبحث عن فرص استثمارية مع ضيق الاسواق ، وهذا سببه نظام التوزيع غير العادل ، كما وان ميل التجار الى تحديث مصانعهم لينافسوا الآخرين في عملية الانتاج وزيادة الربح وتأمين مكانتهم من منافسة الآخرين يزيد من البطالة حيث تحل الآلة محل العامل وكذلك زملائهم الرأسماليين المنتجين اذا لم يستطع مواكبة التغير ولم يجد عمل يخرج من السوق كمنتج ويتحول الى عامل وهذا يؤدي بدوره ومع الزيادة الى تخفيض الاجور ويعطوا فرصة لعمل النساء والاطفال لكونهم يأخذون اقل اجراً وعليه تستنفذ الاسواق الداخلية ثم تخرج للبحث عن اسواق حديثة في الخارج وتصبح الامبريالية التي هي اعلى طبقات الرأسمالية وهذه الظاهرة يطلق عليها ماركس اسم الرأسمالية المرحلة ، ولكن هذا الكيان ينهار وبحسب ماركس بسبب العداء الذي خلقه لنفسه بين طبقة العمال المعدمين وبين الرأسماليين وهذا يعجل بانهيار النظام الرأسمالي .

• البيان الشيوعي 

ان البيان الشيوعي لدى الشيوعيين شبيه بالنـشـيد الوطني لبلدان العالم بل يزيد عليه بإعطائه اياه هالة من القدسية⁽²⁾ ، وقد كان بياناً عابراً معبراً عن خطاب حماسي يمثل حقبة زمنية تطلب منه صياغة هكذا بيان ، وما يعزز هذا القول هو ان البيان الشيوعي لم يتضمن افكار شيوعية ولكنه سمي بالبيان الشيوعي ، وقد وضع البيان الشيوعي النقاط الاساسية للاشتراكية الماركسية .

وقد ندد بالنظام الرأسمالي وجاء كالانشودة الثورية ، ويبدأ بدعوة العمال الى الاتحاد بسبب الغبن والحيف الذي لحق بالعمال من جراء الرأسمالية ويبدأ البيان بالشكل التالي (يحوم اليوم فوق اوربا شبح هو شبح الشيوعية ، وقد اتحدت قوى اوربا كلها للتخلص منها البابا وقيصر ومترنبخ وجيزو والراديكاليون الفرنسيون والشرطة الالمان) وقد قدم البيان اساساً يمكن ان تقوم عليه الحركة الاشتراكية على شكل حزب منظم ومترابط ووضع البيان التجارب اليومية للطبقة العمالية ويختتم البيان بالقول (ان افراد البروليتاريا لم يفقدوا سوى اغلالهم وامامهم عالم يكسبونه ! ياعمال العالم جميعاً اتحدوا) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ احمد شبلي ، الاشتراكيـة ، مصدر سابـق ، ص118 .

2ـ احمد شبلي ، الاشتراكية ، مصدر سابق ، ص119 .

مواضيع ذات صلة

مؤشـرات قـيـاس الخـطـر السـيـاسـي بالنسـبة لـمـؤسـسات المـال العـالـميـة

أهداف النظام المالي في الدولة النامية

أهداف النظام المالي في النظام الاشتراكي

أهداف النظام المالي في النظام الرأسمالي

الصيـن والهنـد - تـقویـم مـقارن

شروط البداية وتراتبية الإصلاح (تايوان والصين مقارنة مع روسيا)

اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن

اللامركزية والمحددات المالية للإصلاح بين الصيـن وروسيا

تفسير تفوّق تجربة الإصلاح في الصين على التجربة الروسية (النظريات الليبرالية والتطورية والمؤسسية)

الحزب والدولة في مسيرة الإصلاح في روسيا والصين

أداء الخصخصة في روسيـا والصيـن : تقویـم مـقارن

الخصخصـة والسوق وتنظيم حقوق الملكيـة بين روسـيا والصيـن