الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو النجم العجلي
المؤلف: شوقي ضيف
المصدر: تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة: ص:398-399
8-1-2021
4565
أبو النجم (1) العجلي
من أهل الكوفة، وكانت فيه فكاهة، فقرب من نفوس الولاة والأمراء والخلفاء، وله فيهم أمداح كثيرة، إذ نراه يمدح الحجاج وغيره من ولاة العراق كما يمدح سليمان بن عبد الملك وهشاما، وقد أقطعه الأخير بالكوفة أرضا تسمى الفرك، كان ينزل بها. وفي أخباره أنه قدم على زياد بن أبيه فرهبه رهبة شديدة، وخرج من عنده، وهو يقول (2):
أقبلت من عند زياد كالخرف … تخط رجلاي بخط مختلف
تكتبان في الطريق لام ألف
وفي ذلك ما يدل على أنه كان كاتبا. ويجمع الرواة على أنه كان سريع البديهة في صنع الشعر ونظمه، ومن ثم كان يغلب الشعراء والرجاز حين
يستبقون في موضوع يطرحه خليفة أو وال، ويظفر بالجائزة من دونهم، ويقول ابن سلام: إنه أبلغ في النعت من العجاج. وأم أراجيزه لاميته التي يستهلها بقوله (3):
الحمد لله الوهوب المجزل … أعطى فلم يبخل ولم يبخل
والأرجوزة بعد ذلك تفيض بالغريب في وصف الإبل ومراعيها، وكان رؤبة يسميها أم الرجز استحسانا لها وإعجابا بها. ويروي أن العجاج غدا على الناس بالمربد ينشدهم أرجوزته المشهورة «قد جبر الدين الإله فجبر (4)» وقد ضمنها هجاءه لربيعة، فاستعدت عليه راجزها أبا النجم، فبادره ينشد أرجوزته «تذكر القلب وجهلا ما ذكر» حتى إذا بلغ الى قوله: «شيطانه أنثى وشيطاني ذكر» تعلق الناس هذا الشطر وهرب العجاج عنه. ومن طريف ما يروي من أراجيزه أرجوزته في وصف فهود عبد الملك بن بشر بن مروان، وهو يستهلها بقوله:
إنا نزلتا خير منزلات … بين الحميرات المباركات
في لحم وحش وحباريات … وإن أردنا الصيد ذا اللذات (5)
جاء مطيعا لمطاوعات … علمن أو قد كن عالمات
فهي ضوار من مضريات … تريك آماقا مخططات
سودا على الأشداق سائلات … تلوي بأذناب موقفات
وكثير من رجزه على هذا النحو لا يبعد فيه ولا يغرب، وإن كان من الحق أنه «كان يتوسع في الكلام ويحمل بعضه على بعض ويشتق بعضه من بعض (6)»، ولكنه يظل قريبا منا في جمهور رجزه، وخاصة حين يعمد الى التندر والدعابة، على شاكلة قوله يوصي ابنته «برة» عند زواجها:
أوصيت من برة قلبا حرا … بالكلب خيرا والحماة شرا
لا تسأمي ضربا لها وجرا … حتى تري حلو الحياة مرا
وإن كستك ذهبا ودرا … والحي عميهم بشر طرا
وكان بمثل هذه الدعابة يخف على قلوب الولاة والخلفاء، فيفسحون له في مجالسهم ويجزلون له العطاء.
(1) راجع في أبي النجم ابن سلام ص 576 والموشح ص 213 والشعر والشعراء 2/ 584 وأغاني دار الكتب 10/ 150 والخزانة 1/ 48، 401 والمبرد ص 485 وما بعدها ومعجم الشعراء ص 180.
(2) الخصائص لابن جني (طبع دار الكتب) 3/ 297.
(3) نشر هذه اللامية عبد العزيز الميمني في «الطرائف الأدبية» طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر ص 55.
(4) جبر الثانية بمعني انجبر.
(5) حباريات: جمع حباري وهو طائر.
(6) الخصائص 1/ 230.