الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
واصل بن عطاء
المؤلف:
ياقوت الحموي
المصدر:
معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة:
ج5، ص567-569
13-08-2015
4839
أبو حذيفة الغزال مولى بني ضبّة. كان متكلما بليغا أديبا متفننا خطيبا، ولقب بالغزال لكثرة جلوسه في سوق الغزالين إلى أبي عبد الله مولى قطن الهلالي، وكان بشار بن برد قبل أن يدين بالرجعة ويكفر جميع الأمة كثير المديح لواصل بن عطاء وفضله في الخطابة على خالد بن صفوان وشبيب بن شبة والفضل بن عيسى يوم خطبوا عند عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي العراق فقال في ذلك: [البسيط]
(أبا حذيفة قد أوتيت معجزة ... من خطبة بدهت من
غير تقدير)
(وإن قولا يروق الخافقين معا ... لمسكت مخرس عن
كل تحبير)
وقال في ذلك أيضا: [البسيط]
(تكلفوا القول والأقوام قد حفلوا ... وحبروا
خطبا ناهيك من خطب)
(فقام مرتجلا تغلي بداهته ... كمرجل القين لما
حف باللهب)
(وجانب الراء لم يشعر به أحد ... قبل التصفح
والإغراق في الطلب)
قوله وجانب الراء إشارة إلى لثغة واصل وكان واصل
ألثغ قبيح اللثغة في الراء فكان يخلص كلامه من الراء ولا يفطن لذلك
السامع لاقتداره على الكلام وسهولة ألفاظه وفي ذلك يقول أبو الطروق الضبي: [الطويل]
(عليم بإبدال الحروف وقامع ... لكل خطيب يغلب
الحق باطله)
ولما قال بشار بالرجعة وتتابع على واصل ما يشهد
بإلحاده قال واصل: أما لهذا الأعمى الملحد أما لهذا المشنف المكني بأبي معاذ من
يقتله؟ أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية لدسست إليه من يبعج بطنه
في جوف منزله أو في حفله ثم لا يتولى ذلك إلا عقيلي أو سدوسي. فقال: أبو معاذ ولم
يقل بشار وقال: المشنف ولم يقل المرعث وكان بشار ينبز بالمرعث وقال من سجايا
الغالية ولم يقل الرافضة وقال في منزله ولم يقل في داره وقال يبعج ولم يقل يبقر كل
ذلك تخلصا من الراء ولما بلغ بشار إنكار واصل عليه وأنه يهتف به قال يهجوه: [البسيط]
(ما لي أشايع غزالا له عنق ... كنقنق الدو إن
ولى وإن مثلا)
(عنق الزرافة ما بالي وبالكم ... أتكفرون رجالا
أكفروا رجلا)
وكان واصل في أول أمره يجلس إلى الحسن البصري
فلما ظهر الاختلاف وقالت الخوارج بتكفير مرتكبي الكبائر وقال الجماعة بإيمانهم خرج
واصل عن الفريقين وقال بمنزله بين المنزلتين فطرده الحسن عن مجلسه فاعتزل عنه
وتبعه عمرو بن عبيد ومن ثم سموا وجماعتهم المعتزلة ومما قيل في لثغته بالراء قول
بعضهم: [البسيط]
(ويجعل
البر قمحا في تصرفه ... وخالف الراء حتى احتال للشعر)
(ولم يطق مطرا في القول يجعله ... فعاذ بالغيث
إشفاقا من المطر)
وقال قطرب سألت عثمان البري كيف يصنع واصل
بالعدد بعشرة وعشرين وأربعين وبالقمر وبالبدر ويوم الأربعاء والمحرم وصفر وربيع
الأول والآخر وجمادى الآخرة؟ فقال: ما لي فيه إلا قول صفوان بن إدريس: [البسيط]
(ملقن ملهم فيما يحاوله ... جم خواطره جواب آفاق)
ولواصل بن عطاء خطب وحكم من الكلام ومناظرات
ورسائل وأخبار يطول ذكرها وله شعر أجاد فيه ومنه: [الطويل]
(تحامق مع الحمقى إذا ما لقيتهم ... ولا تلقهم
بالعقل إن كنت ذا عقل)
(فإن الفتى ذا العقل يشقى بعقله ... كما كان قبل
اليوم يشقى ذوو الجهل)
وله من التصانيف: معاني القرآن، وكتاب التوبة،
وكتاب الخطب في التوحيد، وكتاب المنزلة بين المنزلتين، وكتاب السبيل إلى معرفة
الحق، وكتاب ما جرى بينه وبين عمرو بن عبيد، وكتاب أصناف المرجئة، وكتاب خطبه التي
أخرج منها الراء، وطبقات أهل العلم والجهل وغير ذلك. ولد واصل بالمدينة سنة ثمانين
وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
