عبد قيس بن خُفاف البُرجمي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص193-194
27-09-2015
15710
هو أبو جبيل عبد قيس بن خفاف البرجمي من بني عمرو بن حنظلة، من البراجم
وهو قوم من بني تميم.
كان عبد قيس بن خفاف شريفا عظيما في قومه وشجاعا، وقد كان معاصرا لحاتم
الطائي وللنابغة الذبياني وللنعمان بن المنذر. ويبدو أنه عاش حتّى طعن في السنّ.
كان عبد قيس بن خفاف شاعرا حكيما كثير التجارب. ومن أغراض شعره الفخر والمدح
والحكمة، وكان يفتخر بالحماسة وبالخلق النبيل ويوصي بهما.
- المختار من شعره:
قال عبد قيس بن خفاف البرجمي ينصح ابنه جبيلا ويوصيه بمكارم الأخلاق:
أجبيل، إنّ أباك كارب يومه... فاذا دعيت إلى العظائم فافعل (1)
أوصيك إيصاء امرئ لك ناصح... طبن بريب الدهر غير مغفّل (2)
اللّه فاتّقه وأوف بنذره... وإذا حلفت مماريا فتحلّل (3)
والضيف أكرمه فإنّ مبيته... حقّ، ولا تك لعنة للنّزّل
واعلم بأن الضيف مخبر أهله... بمبيت ليلته وان لم يسأل
وصل المواصل ما صفا لك ودّه... واحذر حبال الخائن المتبذّل
واترك محلّ السوء لا تحلل به... وإذا نبا بك منزل فتحوّل
وإذا هممت بأمر شرّ فاتّئد... وإذا هممت بأمر خير فافعل (4)
وإذا افتقرت فلا تكن متخشّعا... ترجو الفواضل عند غير المفضل
واستغن ما أغناك ربّك بالغنى... وإذا تصبك خصاصة فتجمّل (5)
وإذا تشاجر في فؤادك مرّة... أمران فاعمد للأعفّ الأجمل
وقال يمدح حاتما الطائيّ:
يعيش الندى ما عاش حاتم طيّئ... وان مات قامت للسخاء مآتم
ينادين: مات الجود معك فلا نرى... مجيبا له ما حام في الجوّ حائم
وقال رجال: أنهب العام ماله... فقلت لهم: إنّي بذلك عالم
_____________________
1) كارب (اقترب) يومه: حان موته. العظائم: الأمور العظيمة (الكريمة).
2) طبن: فطن، خبير.
3) حلفت مماريا: أقسمت يمينا (مجادلا وأنت تعرف أنك لست على الحق). تحلل:
تخلص من تلك اليمين الكاذبة بأن تتوب من مثلها وتنفق شيئا من مالك كفارة.
4) اتئد: تمهل (فلعلك لا تفعله). فافعل: فافعل أمر الخير بسرعة.
5) الخصاصة: الفقر والحاجة.