علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
موقف الشيعة من الصحابة
المؤلف: الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي
المصدر: وصول الأخيار إلى أصول الأخبار
الجزء والصفحة: ص 163 ـ 165
2025-01-04
146
وقد وجّه أهل السنّة الطعن إلينا ببغض كُلِّ الصحابة وسبّهم، وهذا جهل منهم أو تجاهل؛ لأنّ بغضهم وسبّهم جميعاً لا يرضى به على وجه الأرض مسلم وانّما هم عندنا على ثلاثة أقسام: معلوم العدالة، ومعلوم الفسق، ومجهول الحال.
أمّا معلوم العدالة: فكسلمان والمقداد ممّن لم يحل عن أهل البيت طرفة عين، أو أنّه حال أو شكّ ثم رجع لمّا تبين له الحق.
فنحن نتقرّب إلى الله تعالى بحبّهم ونسأل الله أن يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة.
وكتب الرجال التي عدّدناها مملوءة مشحونة بتعديل الجمّ الغفير منهم والثناء عليهم بحيث لا يستطاع إنكاره ولا يخفى على ذي بصر.
وأمّا معلوم الفسق أو الكفر: فكمن حال عن أهل البيت ونصب لهم الغض والعداوة والحرب.
فهذا يدل على أنَّه لم يكن آمن وكان منافقاً، أو أنَّه ارتدَّ بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله) كما جاء في الأخبار الصحيحة عندهم؛ لأنّ من يحب النبي لا يبغض ولا يحارب أهل بيته الذين أكّد الله ورسوله كلّ التأكيد في مدحهم والوصيّة والتمسّك بهم.
وفيما نقلناه فيما تقدّم عن بعضهم من صحاحهم كفاية.
وهؤلاء نتقرّب الى الله تعالى والى رسوله ببغضهم وسبّهم وبغض من أحبّهم.
وأمّا مجهول الحال: فكأكثر الصحابة الذين لا نعلم خافوا الله تعالى ورغبوا في ثوابه فتمسّكوا بأهل بيته الذين أمر الله ورسوله بالتمسّك بهم أم انحرفوا عنهم وتمسّكوا بأعدائهم اتّباعاً لهوى أنفسهم ورغبة في زينة الحياة الدنيا وزهداً في الله وثوابه.
فهؤلاء نكل أمرهم الى الله فهو أعلم بهم ولا نسبّهم ونشتغل عن الخوض في شأنهم بما هو أهم.
وأمّا ما ورد عندنا وعندهم من الأخبار الدالّة على ارتداد كلّ الصحابة أو ارتدادهم بقول مطلق فإنّه يجب حملها على المبالغة؛ لأنّ الذين ثبتوا على الاستقامة بعد الرسول كانوا قليلين، وكثير منهم رجع الى الحق بعد أن عاند أو تزلزل.
ولو خفي منهم شيء لم يخف من كان مع علي (عليه السلام) في حرب الجمل وحرب صفّين من الأنصار والمهاجرين، فلقد كانوا ألوفاً متعدّدة، بل كانوا أعاظم عسكره ممّن لم يحولوا عنه أو رجعوا إليه ممّن حضر قتل عثمان أو ألّب عليه أو رضي به، وكثير منهم قتلوا بين يديه حبّاً له ولإظهار الدين وقدموا على الله تعالى شهداء مرمّلين بدمائهم لأجل إعلاء كلمة الحق من أيدي المنافقين والكفّار من أعدائه.
فكيف يجترئ من يؤمن بالله واليوم الآخر ويحب الله ورسوله أن يسبّ كلّ الصحابة، هذا ممّا لا يتوهّمه عاقل في شأن مسلم.
وبهذا يحصل الجمع بين ما جاء في الكتاب العزيز من مدح الصحابة في قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..} [الفتح: 29]، وبين ما جاء من النصوص عندنا وعندهم على ارتداد الصحابة وذمّهم. والله وليّ التوفيق.