أساليب التضليل الإعلامي
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 191- 193
2025-12-11
50
أساليب التضليل الإعلامي:
يشير" شيلر" إلى مجموعة من الأساليب المستخدمة في عملية التضليل الإعلامي، من أهمها:
1- الحياد:
حيث تصر وسائل الإعلام على أنها المحور الرئيسي لنشاطها، وبالطبع فإن كل ما تعرضه من معلومات وأخبار بعيدة كل البعد عن معترك المصالح، وبالتالي فإنه يجب دائما التأكيد على حيادية أجهزة الإعلام والإنكار الدائم لوجود أي نوع من التحيز أو المحاباة لأي مؤسسة حكومية وبهذا الإرساء لقاعدة الحياد يمكن أن يؤدي التضليل الإعلامي دوره إذا أمن الجمهور المضلل بحيادية الأجهزة الإعلامية غير أن الواقع لا يؤكد ذلك، فمن الطبيعي أن يكون ولاء وانتماء وسيلة الإعلام إلى مموليها ولن يكون من الطبيعي عرض نوع من المعرفة أو الإعلام يتعارض مع المصلحة الشخصية للهيئة التي تقوم بالتمويل سواء كانت شركات أم هيئات أم مؤسسات أو حتى الحكومة نفسها، فهل من المنطقي أن ترعى شركة من شركة "الكوكاكولا" برنامجا يتعرض للأضرار الناتجة عن تناول مشروباتها على الأطفال؟
2- الإلحاح:
يعد الإلحاح من القواعد الأساسية والمعروفة في عالم الإعلام، حيث أن كثرة الإلحاح لا تعطي للمشاهد أو القارئ فرصة لالتقاط أنفاسه أو قياس المعلومة بمقاييس العلم والعقل بل تجعله يقبلها كما هي، بمفهوم تفرضه عليه وسائل الإعلام وذلك عن طريق كيفية العرض أو مناسبة المعلومة أو أسلوب وألفاظ وكلمات المعلومة ومدى السجع بين كلماتها، والذي يجعل الإدراك للمعلومة إدراكاً إجمالياً دون التمعن في معاني مفرداتها، وتصبح المعلومة في هذه الحالة كالوجبات الجاهزة المعلبة تعطى وعياً معلباً.
3- التعددية الإعلامية:
على ما يبدو من تعدد وسائل الإعلام ما بين قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية وصحف ومجلات وكتب، بالإضافة إلى الشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الإعلام المختلفة فإنه من المفترض أن هذا التعدد يمنع وجود التضليل الإعلامي ويقلل تواجده إلى أبعد حد باعتبار أن التعدد يؤدي إلى كشف بعضه بعضاً، وأن التعدد الإعلامي يمنح الفرد فرصة الاختيار بين المصادر المختلفة للمعلومة أو الانتقال بين وسيلة إعلامية وأخرى بهدف الحصول على معلومة حقيقية اتفق عليها عدد من وسائل الإعلام، وهنا يكمن التضليل في عباءة التعددية الإعلامية.
4- مطاطية المعاني والمصطلحات:
اللغة العربية وغيرها من اللغات لا تحمل من كل كلمة أو مصطلح كلمتين متطابقتين تماماً في المعنى والمدلول ولكن يظل هناك فروق بسيطة بين معنى كلمة وأخرى، فهناك فروق في المعاني بين الكلمات ومرادفاتها، فما بالك إذا اختلفت زاوية الوصف، عندها سوف تختلف بالطبع الكلمات المستخدمة من فرد إلى آخر، والمشكلة لا تكمن في عدم وجود مفاهيم محددة بل تكمن في محاولة إرساء وترسيخ مفاهيم جديدة مزيفة، وتغييب المفاهيم الصحيحة والكلمات التي أصبحت أشبه ما تكون بعجينة الفطائر لسهولة سحبها ومطها حتى أمكن لسائسي العقول في العالم سحبها لتغطية أي مساحة جغرافية في الكرة الأرضية بوصفها بؤر إرهابية.
5- الخيال أو الخرافة:
إن استخدام عنصر الخيال أكثر تأثيراً من العنصر الواقعي في تشكيل آراء واتجاهات الشعوب، ومن ثم فإن الدول القوية تلجأ إلى إنتاج أفلام ومسلسلات خيالية مصنوعة بحرفية شديدة لتلقى رواجاً في المجتمعات الضعيفة، مما يساهم إلى حد كبير في وضع الإنبهار والإعجاب بصانعي تلك المواد الإعلامية داخل العقلية المعنية بالتضليل في تلك المجتمعات، وبالتالي تخرج تلك العقليات المضللة من متابعة المواد الإعلامية الخيالية بشيء واحد فقط لا غير هو اعتراف بذكاء وعبقرية الشعوب المصدرة لتلك المادة الإعلامية الخيالية، وعندما يمكنني الحصول على اعتراف غيابي بذكائي وعبقريتي فإن كل معلومة أو خرافة عن نفسي سوف تصدقها ، فالدول القوية تقوم من وقت لآخر بالإعلان عن إجراء أي تجربة خرافية في المجال العسكري تشعر معها الدول الضعيفة بمدى الفارق العسكري بينها وبين الدول القوية، فتفقدها مجرد الحلم في إدراكها.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة