الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
شعراء السياسة في العصر الأموي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص370-371
25-12-2015
43161
ينقسم الشعراء السياسيون في العصر الأموي الى فرقٍ رئيسية هي:
1-شعراء العلويّين: وكانوا كثيري العدد إلا أنّ بعضهم استسرّ ولم يظهر خوفا من بطش الأمويّين. ثم ان منهم من مال إلى بني أميّة طلبا للمال واختصّهم بمدائحه كالفرزدق. على أن منهم من قسم شعره بين العلويّين وبين الأمويين كالكميت بن زيد وأيمن بن خريم. وكان شعراء العلويّين أفيض شاعرية وأرقّ عاطفة لتأثّرهم بما أصاب آل البيت وشيعة الإمام عليّ[عليه السلام] من القتل والاضطهاد و النكبات.
2-شعراء الزّبيريّين: وكانوا شعراء قليلي العدد متقلّبي الهوى في الغالب، منهم أبو وجزة السعدى وإسماعيل بن يسار النسائي وعبيد اللّه بن قيس الرّقيّات.
3-شعراء الخوارج: وكان أكثرهم من فحول الشعراء وأبطال القتال. ولقد ثبت هؤلاء على مبدئهم ما لانوا في عقيدتهم ولا مدحوا تكسّبا ولا مالوا إلى الامويّين بحال. ومن أشهر شعراء الخوارج الطّرمّاح بن حكيم. وامتاز شعر الخوارج بغرابة الألفاظ ومتانة التركيب مع سلامة اللغة ومع الصّلابة في الرأي، ولا غرو فقد كانوا بدوا، أو كان معظمهم من أهل البادية.
4-شعراء الأمويّين: وقد كانوا أكثر شعراء الأحزاب عددا، لأنهم كانوا شعراء الدولة القائمة يلتفّون حولها حبّا بالتكسّب كثيرا واعتقادا بالعصبية القرشيّة قليلا ثم كرها بسائر الأحزاب في بعض الأحيان. ثم إنّ معظم الشعراء الزبيريّين ومعظم شعراء الشيعة قد انتقلوا إلى مديح الأمويّين لمّا فقد الزبيريون والشيعة الأمل بالوصول إلى الخلافة أو قصّرت أيديهم عن أن يثيبوا أولئك الشعراء على قصائدهم. (على أنه يحسن هنا أن نشير إلى أن شعراء الخوارج وحدهم هم الذين ثبتوا على موقفهم الأول ولم ينتقلوا إلى مدح الأمويّين، لأن شعراء الخوارج لم يكونوا في الأصل يتكسبون بالشعر ولا يقبلون عطاء من أحد).
ولا سبيل هنا إلى أن نجمل خصائص شعراء الأمويّين لأنهم كانوا الكثرة من شعراء العصر الأموي كلّه، ثم لأن معظم شعراء الزبيريين والشيعة انتقلوا فيما بعد إلى معسكر الأمويّين ونقلوا معهم خصائصهم الأولى. ولكن لا بد من القول بأنّ شعر الشعراء الأمويّين كان شعر تكسّب في الدرجة الأولى، وكان لا يعبّر عن عاطفة صحيحة في معظم الأحيان: يدلّك على ذلك تلك المبالغات التي لم يدفع أولئك الشعراء اليها إلاّ الطمع في أن يزيد ما ينالونه على قصائدهم من عطاء الأمويّين، سواء أ كانت تلك القصائد في مديح بني أمية أو في هجاء خصوم بني أمية.
على أننا إذا استعرضنا خصائص الشعر السياسي في العصر الأموي خاصّة بدا لنا أنه كان في أكثره تقليدا للمعلّقة الجاهلية، وخصوصا من حيث شكل القصيدة: تعدّد الأغراض في القصيدة. ثم ان كثيرا من أغراض الشعر الامويّ ظلّ أغراضا جاهلية في القصيدة السياسية خاصّة، كالوقوف على الأطلال والفخر والهجاء القبلي والطرد (وصف الصيد) والغزل التقليدي في مطالع عدد كبير من القصائد. ومع ذلك فإننا سنجد أغراضا كثيرة قد استجدّت أو تطوّرت بظهور الاسلام وباتّساع الفتوح.