1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو الحسن الأنباري

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص534-536

25-12-2015

7166

هو أبو الحسن محمّد بن أبي محمد عمر بن يعقوب الانباريّ، و لا نعلم من أحداث حياته إلاّ أنّه كان أحد العدول (1) في بغداد صديقا لناصر الدولة أبي طاهر محمّد بن بقيّة وزير عزّ الدولة بختيار. و كان ابن بقيّة قد حرّض عزّ الدولة على قتال ابن عمّه عضد الدولة. فلمّا انتصر عضد الدولة سمل عيني ابن بقيّة ثمّ قتله-في حديث طويل-في السادس من شوّال من سنة 367 ه‍(16-5-977 م) و صلبه. فرثاه أبو الحسن الأنباريّ. و لعلّ وفاة أبي الحسن الأنباريّ كانت 375 ه‍(985 م) أو بعدها بقليل.

خصائصه الفنّيّة:

كان أبو الحسن الأنباريّ صوفيّا واعظا و شاعرا مقلا شهر بقصيدته في رثاء ابن بقيّة، و «هي قصيدة مستحسنة معروفة» . و لأبي الحسن الأنباري أبيات تدلّ على براعته في الوصف (2).

المختار من شعره:

- قال أبو الحسن الأنباريّ يرثي محمّد بن بقيّة:

علوّ في الحياة و في الممات... لحقّ، تلك إحدى المعجزات

كأنّ الناس حولك حين قاموا... وفود نداك أيام الصِلات (3)

كأنّك قائم فيهم خطيبا... و كلّهمُ قيامٌ للصلاة

مددت يديك نحوهم احتفاءً... كمدّهما إليهم بالهبات (4)

و لمّا ضاق بطن الأرض عن أن... يضمّ علاك من بعد الوفاة

أصاروا الجوّ قبرك، و استعاضوا... عن الأكفان ثوب السافيات (5)

لعظمك في النفوس بقيت ترعى... بحفّاظ و حرّاس ثقات (6)

و توقد حولك النيران ليلا ... كذلك كنت أيام الحياة

و لم أر قبل جذعك قطّ جذعا... تمكّن من عناق المكرمات (7)

أسأت إلى النوائب فاستثارت... فأنت قتيل ثأر النائبات (8)

و كنت تجير من صرف الليالي... فصار مطالبا لك بالترات (9)

و لو أنّي قدرت على قيامٍ... بفرضك و الحقوق الواجبات

ملأت الأرض من نظم القوافي... و نحت بها خلاف النائحات (10)

و لكنّي أصبّر عنك نفسي... مخافة أن أعدّ من الجناة (11)

و ما لك تربة فأقول تسقى... لأنّك نصب هطل الهاطلات (12)

عليك تحيّة الرحمن تترى... برحمات غواد رائحات (13)

لم أعثر لأبي الحسن الأنباري على تاريخ وفاة و لا على ترجمة مفصّلة. و أكثر ما نجد شيئا عنه عند الكلام على مقتل ناصر الدولة أبي طاهر محمّد بن محمّد بن بقيّة الذي قتله عضد الدولة بن بويه في السادس من شوّال من سنة 367 ه‍ .

___________________

1) العدول جمع عدل (بفتح العين و سكون الدال) و عادل: الرجل المنصف الذي يرضي الناس حكمه و شهادته.

2) ذكر الثعالبي (يتيمة الدهر 2:245) أن أبا الحسن الأنباري أخذ بعض معانيه من ابن الرومي.

3) وفود نداك: الوفود (الآتية لنيل) نداك. الندى: الكرم. الصلة: العطية.

4) الاحتفاء: المبالغة بالإكرام و اظهار السرور (بالقادم) . الهبة العطية.

5) السافيات: الريح (الشديدة) التي تحمل التراب.

6) العظم (بضم العين) : الكبر، علو المقام، المكانة الرفيعة. ثقات جمع ثقة: (الرجل) الموثوق به. -خوفا من أن ينزله الناس عن الخشبة التي صلب عليها (تحديا لإرادة الدولة) .

7) الجذع: ساق الشجرة الطويل (الخشبة التي يرفع عليها المصلوب) . العناق: المعانقة.

8) استثارت: طلبت الثأر (لنفسها) . النائبات-النوائب: المصائب (كنت بكرمك و حسن معاملتك قد قضيت على المصائب) .

9) أجار الرجل أخاه: جعله في جواره (منعه من الضيم، دفع عنه المصائب) . صرف الليالي: حادث الدهر (المصائب) . فصار صرف الليالي مطالبا لك (طالبا لك، ملاحقا لك) بالترات (جمع ترة، بكسر التاء و فتح الراء: ثأر) . -كنت تثأر للناس (تأخذ بحقهم) من الدهر فصار الدهر يثأر منك.

10) النائحة: المرأة التي تبكي زوجها (أو ابنها أو أخاها الخ) .

11) مخافة أن أعد من الجناة (الذين يقتلون أنفسهم بالحزن) .

12) ما لك (ليس لك) تربة (مكان في الأرض يدفن فيه الناس) . فأقول تسقى: أقول سقى اللّه تربتك! نصب: منصوب، مرفوع. الهطل: نزول المطر متتابعا، متواليا. الهاطلة: السحابة يتوالى منها سقوط المطر.

13) تترى: متوالية، متتابعة. غواد جمع غادية: السحابة الحاملة للمطر في الصباح. الرائحات جمع رائحة: السحابة الحاملة للمطر في المساء.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي