الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو الحسن البتّي الكاتب
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص56-57
25-12-2015
2915
هو أبو الحسن أحمد بن عليّ البتّيّ، من أهل العراق فيما يبدو. قرأ القرآن الكريم على شيوخ عصره و منهم زيد بن أبي بلال و سمع الحديث، كما تلقّى كثيرا من فنون اللغة و العلم.
و لمّا هرب أحمد بن اسحاق بن المقتدر من الخليفة الطائع للّه، سنة 379 ه (989 م) الى البطيحة (ما بين واسط و البصرة، جنوبيّ العراق) و احتمى بها، كان البتّي معه يكتب له. ثمّ تولّى أحمد بن اسحاق الخلافة باسم القادر باللّه، سنة 381 ه (991 م) فجعل البتّيّ صاحب الخبر و البريد في ديوانه.
و كان بين البتّيّ و بين الوزراء و الوجهاء مودّة و مطارحات لحسن معاشرته و كثرة ما يورده من النوادر حتّى توصّل الى منادمة فخر الملك أبي غالب محمّد بن عليّ (ت 407 ه) وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهيّ. و لمّا توفّي البتيّ رثاه الشريف الرضيّ و الشريف المرتضى.
و كانت وفاة البتّي في شعبان من سنة 405(أوائل 1015 م) .
كان أبو الحسن أحمد بن عليّ البتّيّ حافظا للقرآن حسن التلاوة ملمّا بعدد من فنون الأدب و العلم يكتب خطّا مليحا، كما كانت له معرفة بالغناء و صنعته. ثمّ انّه كان يذهب في أصول الدين مذهب المعتزلة و يذهب في فروع الفقه مذهب أبي حنيفة. و كذلك كان حسن المذاكرة محيطا بالأخبار و الآداب ظريفا.
و كان له نظم و ترسّل؛ و شعره عاديّ أحيانا، متين بارع في بعض الأحيان. و كان يتعصّب للطائيّين، و لكن يفضّل البحتريّ على أبي تمّام. و له تصانيف منها: القادري-العميدي-الفخري.
مختارات من آثاره:
أمر فخر الملك أبو غالب بإرسال مائتي دينار مع رسالة غفل الى البتيّ، فأخذ البتّيّ المال و كتب على ظهر الرسالة:
«مال لا أعرف مهديه فأشكر له ما يوليه، إلاّ أنّه صادف إضاقة دعت الى أخذه و الاستعانة به في بعض الأمور، و قلت:
و لم أدر من ألقى عليه رداءه... سوى أنّه قد سلّ عن ماجد محض
و اذا سهّل اللّه اتّساعا رددت العوض موفورا، و كان المبتدئ بالبرّ مشكورا» .
- و قال في تعليل احمرار العين من أثر البكاء أحيانا عند خجل صاحبها من أن يراها المحبوب تنظر الى وجه محبوب آخر:
ما احمرّت العين من دمع أضرّ بها... في عرصتي طلل أو إثر مرتحل
لكن رآها الذي تهوى و قد نظرت... في وجه آخر فاحمرّت من الخجل
- و للبتّي قصيدة يمدح بها ابن صالحان منها:
سأستعتب الدهر الخؤون بسيّد... يردّ جماح الدهر إذ هو قائده (1)
سواء عليه طارف المال في الندى... إذا ما انتحاه السائلون و تالده
- و للبتّي أيضا قصيدة أخرى في صالحان منها:
من معشر ورثوا المكارم و العلا... و تقسّموها كابرا عن كابر
قوم يقوم حديثهم بقديمهم... و يسير أوّلهم بمجد الآخر
________________________________________
1) البيت لأبي خراج الهذلي، راجع تاريخ الأدب العربي 1:471.