الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو الحسن الفالي المؤدب
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص122-123
25-12-2015
4529
هو أبو الحسن عليّ بن أحمد بن سلّك، كان من بلدة فالة قرب إيذج. انتقل الفاليّ إلى البصرة و سمع فيها من عمر بن عبد الواحد الهاشميّ و غيره، ثم قدم بغداد و استوطنها. و اشتغل الفاليّ بالتعليم فلقّب «بالمؤدّب» . و لم يكن رزقه واسعا، فقد كان يملك نسخة من كتاب الجمهرة لابن دريد فباعها بخمسة دنانير بعد أن ركبته الديون و لم يبق معه ما يعيل به أولاده الصغار. و كانت وفاة أبي الحسن الفالي في بغداد سنة 448 ه(1056-1057 م) .
كان الفاليّ ذا معرفة بالقرآن و الحديث ثقة، و ذا معرفة بالأدب و الشعر. و كان أيضا شاعرا و راجزا، و شعره القليل الذي وصل إلينا وجداني سهل فيه نكتة. و منه شيء من الهجاء و الزندقة أحيانا. و هو يحسن التضمين من أشعار القدماء.
مختارات من شعره:
- قال في التأفّف من مهنة التدريس:
تصدّر للتدريس كلّ مهوّس... بليد يسمّى بالفقيه المدرّس (1)
فحقّ لأهل العلم أن يتمثّلوا... ببيت قديم شاع في كلّ مجلس
(لقد هزلت حتّى بدا من هزالها... كلاها و حتّى سامها كلّ مفلس) (2)
- و له في الشكوى من الزمان و أهله:
لمّا تبدّلت المنازل أوجها... غير الذين عهدت من علمائها
و رأيتها محفوفة بسوى الألى... كانوا ولاة صدورها و فنائها (3)
أنشدت بيتا سائرا متقدّما... و العين قد شرقت بجاري مائها
(أما الخيام فإنّها كخيامهم... و أرى نساء الحيّ غير نسائها) (4)
______________________
1) المهوس من كان به طرف من الجنون (المقدم على الأمر لا يدرك نتيجته السيئة على نفسه) .
2) هزلت (بالبناء للمجهول) . الكلي جمع كلوة. و الكلوة عادة لا تبرز من الظهر مهما هزل الانسان، و لكن الشاعر بالغ للتهويل.
3) صدر البيت: مكان الرئاسة فيه. الفناء (بكسر الفاء) الباحة الخالية أمام الدار. ولاة صدر البيت و فنائه: ذوو السلطان الصحيح على أمورهم.
4) و أرى النساء اللواتي هن في الخيام الآن غير النساء اللاتي كن من قبل فيها (في الجمال و الأمانة) .