1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو الفتح بن جِنِّي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص576-579

26-12-2015

2323

ولد أبو الفتح عثمان بن جنّيّ في الموصل قبل سنة ٣٣٠ ه‍ (1) (941 م) . و قد كان والده جنّي مملوكا روميا لسليمان بن فهد بن أحمد الأزديّ الموصليّ.

قرأ ابن جنّيّ العلم في العراق و الموصل و الشام و في غيرها، و لكنّ تتلمذه الصحيح كان على أبي عليّ الفارسيّ في الموصل و بغداد: فارقه مديدة ثم عاد إليه، و يقال إنه سمع منه أربعين سنة. و لمّا توفّي أبو عليّ الفارسيّ (٣٧٧ ه‍-٩٨٧ م) تصدّر ابن جنّيّ للتدريس مكانه في بغداد.

و لما كان المتنبّي في بلاط سيف الدولة كان معه ابن جنّي و أبو علي الفارسيّ. و كان بين ابن جنّي و المتنبّي مودّة و احترام، و كانا يتفاوضان أمورا في النحو.

و مات ابن جنّي في بغداد، في ٢٧ صفر سنة ٣٩٢ ه‍ (2).

خصائصه الفنّيّة:

كان ابن جنّي إماما في اللغة و النحو و من أحذق أهل الأدب و أعلمهم بالتصريف خاصة. و موقفه وسط بين الكوفيين و البصريين. و كان ناثرا شاعرا رثى المتنبّي بقصيدة جيّدة مطلعها:

غاض القريض و أذوت نضرة الأدب... و صوّحت بعد ريّ دوحة الكتب
و لابن جنّي مصنّفات كثار كبار جياد منها: الخصائص (ألف ورقة) ، التمام في تفسير أشعار هذيل مما أغفله السّكّري (خمسمائة ورقة) ، سر الصناعة، تفسير تصريف المازني، شرح مستغلق أبيات الحماسة و اشتقاق أسماء شعرائها، شرح المقصور و الممدود عن ابن السكيت، تفسير ديوان المتنبّي الكبير، رسالة في مدّ الأصوات و مقادير المدّات، كتاب الفصل بين الكلام الخاص و الكلاء العام، كتاب المحتسب في علل شواذّ القراءات.

المختار من كلامه:

- من عقود الهمز:

بسم اللّه الرحمن الرحيم: للهمزة المصوغة في نفس الكلمة (3) من التقدّم و التأخّر ثلاث أحوال: حال تكون (الهمزة) فيه مبتدأة، و حال تكون فيها حشوا، و حال تكون فيه طرفا (4). فإذا وقعت مبتدأة كتبت ألفا البتّة، مضمومة كانت أو مفتوحة أو مكسورة؛ فالمضمومة نحو: أذن و أخت و أترجّة، و المفتوحة نحو: أخ و أب و أحد و أحمد، و المكسورة نحو: إبرة و إثمد و إبراهيم. فإذا وقعت الهمزة حشوا لم يعد أن تكون ساكنة أو متحرّكة. فان كانت ساكنة و انضمّ ما قبلها كتبت واوا نحو: جؤنة و بؤس و ثؤلول، و ان انفتح ما قبلها كتبت إلفا نحو: رأس و فأس و فأل، و ان انكسر ما قبلها كتبت ياء و ذلك نحو: بئر و ذئب و بئس الرجل زيد. فإن كانت مفتوحة و انفتح ما قبلها كتبت ألفا نحو سأل و بأر و زأر. و إن انضمّ ما قبل المفتوحة كتبت واوا نحو جؤن و يؤذّن. . . . فإن انضمّت الهمزة حشوا و انضمّ ما قبلها كتبت واوا و ذلك (نحو) : شؤون و عؤود (؟) و تؤمّل. و كذلك إذا انفتح ما قبل المضمومة كتبت واوا أيضا و ذلك نحو: لؤم الرجل و ضؤل جسمه. و لا يقع قبلهما في هذا الموضع الكسرة لأنّه ليس في كلام العرب خروج من كسر (إلى ضمّ) بناء لازما. فان كانت الهمزة المتوسّطة مكسورة كتبت ياء على كل حال، انفتح ما قبلها أو انكسر أو انضمّ. فالمفتوح ما قبلها نحو سئم و حئر، و المكسور ما قبلها نحو بئس و سئم و حئر (5)، و المضموم ما قبلها نحو سئل و رئد أي أفزع. . . .

- من كتاب الخصائص: باب القول على اللغة و ما هي؟

أمّا حدّها فإنّها أصوات يعبّر بها كلّ قوم عن أغراضهم. هذا حدّها. و أمّا اختلافها فلما سنذكره في باب القول عليها: أ مواضعة هي أم إلهام (6)؟ و أمّا تصريفها و معرفة حروفها فإنّها فعلة من لغوت، أي تكلّمت. و أصلها لغة ككرة و قلة وثبة كلّها لاماتها واوات (7) لقولهم: كروت بالكرة و قلوت بالقلة، و لأنّ ثبة من مقلوب «ثاب- يثوب» . و قد دللت على ذلك و غيره من نحوه في كتابي في سر الصناعة. و قالوا (في الجمع) : لغات و لغون ككرات و كرون. . . .

_________________

١) وفيات الاعيان 1:563. -اذا اعتبرنا صلة ابن جني بالمتنبي في بلاط سيف الدولة فيجب ان تكون ولادته أسبق على سنة ٣٣٠ كثيرا.

٢) أوائل عام ١٠٠٢ م. و في تاريخ الكامل لابن الأثير (9:67) سنة ٣٩٣ ه‍.

3) كذا في الأصل المطبوع، و الصواب: في الكلمة، أو في الكلمة نفسها.

4) حشوا: في وسط (بفتح السين) الكلمة. طرفا: في آخر الكلمة.

5) ليس في القاموس رسم يوافق بئس و سئم و حئر بكسر الحرف الأول و الثاني فيها.

6) اتفق الناس على الكلمات التي يتفاهمون بها أم أن اللّه هو الذي ألهم الإنسان الكلام؟

7) لام الفعل: الحرف الأخير من الفعل نحو «قلو» ، فان الواو هي لام الفعل لأنها تقابل اللام في «فعل» . و كذلك الراء في «نصر» مثلا تقابل اللام في «فعل»

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي