الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو الفرج بن هندو الكاتب
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص88-90
26-12-2015
3206
هو الاستاذ أبو الفضل أبو الفرج عليّ بن الحسين 4بن هندو، كان من أسرة عريقة من أهل الريّ.
و لعلّ الاسم هندو يوحي بأنّ سلفا قريبا له كان قد جاء حديثا من الهند الى الريّ ثم اعتنق الاسلام و دخل في خدمة الدولة.
قرأ ابن هندو علوم الأوائل على أبي الحسن الوائلي في نيسابور ثم على أبي الخير بن الخمّار (1). و كان أحد كتّاب الإنشاء في ديوان عضد الدولة (معجم الادباء 13: 136) . ثمّ انه اتّصل بالصاحب بن عبّاد (ت 385 ه) و صحبه مدّة. و كذلك جاء الى بغداد في أيام الوزير فخر الملك أبو غالب بن خلف (2) و مدحه.
و لمّا تولّى منوجهر بن قابوس بن وشكمير الملك في الريّ، سنة 403 ه (1012-1013 م) ، مدحه ابن هندو. و لم يكن منوجهر ممّن يهشّ للأدب و الشعر فلم يفهم القصيدة و لا أثابه عليها فقال ابن هندو أبياتا في الشكوى يلمح فيها تعريض بمنوجهر، فهرب الى نيسابور. غير أننا رأيناه، سنة بضع و أربعمائة في جرجان؛ و يبدو أنه بقي فيها حتّى توفّي سنة 420 ه (1029 م) .
أبو الفرج بن هندو كاتب منشئ مترسّل و أديب شاعر و من المهتمين بعلوم الاوائل (الفلسفة و ما كان يتّصل بها) . و شعر ابن هندو فصيح سهل و وجداني عذب أكثره في الوصف و الغزل. و كذلك كان مؤلّفا له: مفتاح الطبّ-الرسالة المشوّقة الى المدخل الى علم الفلك-الكلم الروحانية في الحكم اليونانية-الأمثال المولّدة- الوساطة بين الزناة و اللاطة.
مختارات من شعره:
- كان في ابن هندو ضرب من السّويداء، و كان لا يقبل على الخمر فقال:
قد كفاني من المدام شميم... صالحتني النهى و ثاب الغريم (3)
هي جهد العقول سمّي راحا... مثل ما قيل للدّيغ سليم (4)
إن تكن جنّة النعيم ففيها... من أذى السكر و الخمار جحيم (5)
- و قال في الغزل:
حللت و قاري في شادن... عيون الأنام به تعقد
غدا وجهه كعبة للجمال؛ و لي قلبه الحجر الأسود
- و قال في الشكوى و التجلّد، و قد ظنّ في قوله هذا تعريض بمنوجهر لأن منوجهر كان يلقّب بفلك المعالي.
يا ويح فضلي أما في الناس من رجل... يحنو عليّ أما في الأرض من ملك
لأكرمنّك، يا فضلي، بتركهم... و استهيننّ بالأيّام و الفلك
- و قال (من إفراد الظلال للبيروني) (6):
لنا ملك ما فيه للملك آلة... سوى أنّه يوم السلام متوّج
أقيم لإصلاح الورى و هو فاسد... و كيف استواء الظلّ و العود أعوج
___________________
1) في فوات الوفيات (2:57) : علي بن الحسن العامري و أبو الخير بن الحمار (لعل الاخيرة خطأ مطبعي) .
2) جاء في الفترة الغامضة من تاريخ الوزارة في الدولة العباسية.
3) النهى: العقل. ثاب: رجع، عاد. الغريم (؟) -لعلها: العديم (المعدوم، المفقود) الذي كان قد ذهب يشرب الخمر (أي عقلي) .
4) جهد-اجهاد: تعب. اللديغ: الذي لدغته حية أو عقرب، و كان العرب يسمونه السليم تفاؤلا بأنه سيشفى و يسلم.
5) الخمار: أثر الخمر في الرؤوس.
6) ؟