الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو الفضل الميكالي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص116-118
26-12-2015
3588
هو الأمير السيّد العالم أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد الميكاليّ من أهل الجاه و الرئاسة في نيسابور، سمع من الحاكم أبي أحمد الحافظ و أبي عمرو بن حمدان ثم انه كان يعقد مجلسا يملي فيه. و كان يقرّب العلماء و الأدباء، اختصّ به أبو منصور يحيى بن يحيى الكاتب؛ و مدحه أبو عبد المجيد بن أفلح الغزنوي (تتمّة اليتيمة 2:14،81) ، و كان الثعالبي وثيق الصلة به كثير الإطراء له. رأيناه مرّة في فيروز آباد و مرّة اخرى (390 ه-1000 م) في بغداد بعد أن كان في الحجّ (يتيمة الدهر 1:210) . و كانت وفاته يوم عيد الاضحى (10 من ذي الحجّة) 436(28-6-1045 م) .
كان أبو الفضل الميكاليّ أديبا بارعا و كاتبا مترسلا و شاعرا محسنا رقيقا. و كان ممّن يلتزمون السجع و الموازنة و الصناعة اللفظية قلّما يفارقون ذلك، إلاّ أنه كان في نثره أقلّ تكلّفا منه في شعره. و أكثر نثره فصول جميلة و رسائل إخوانية. أما فنون شعره فهي الغزل و الوصف و الرثاء و الحكم و الشكوى؛ و له شيء من المداعبات. و شعره و نثره عذبان رقيقان جدّا.
مختارات من آثاره:
- قال في الليل و الغزل (لاحظ لزومه ما لا يلزم في القافية: كواكبه-كواك به:
لقد راعني بدر الدجى بصدوده... و وكّل أجفاني برعي كواكبه (1)
فيا جزعي، مهلا! عساه يعود لي... و يا كبدي، صبرا على ما كواك به
- و قال في ترك شرب الخمر:
عيّرتني ترك المدام و قالت... هل جفاها من الكرام لبيب
هي تحت الظلام نور، و في الأكبا... د برد، و في الخدود لهيب
قلت: يا هذه، عدلت عن النصـ...ـح، أما للرّشاد فيك نصيب (2)
إنّها للسّتور هتك، و بالألبا...ب فتك، و في المعاد ذنوب (3)
- و قال في السيف:
خير ما استعصمت به الكفّ يوما... في سواد الخطوب عضب صقيل (4)
عن سؤال اللئيم مغن، و في العظـ...ـم مغنّ، و للمنايا رسول (5)
- و لأبي الفضل الميكالي من الفصول المختارة:
أيام ظلّ العيش رطب، و كنف الهوى رحب (6) و شرب الصبا عذب؛ و ما لشرق الأنس غرب.
- أيّامي معك بين غرّة و لمعة، و عيد و جمعة-ما هو الاّ نجم طلع من سمائك، و معنى اشتقّ من أسمائك.
- و لأبي الفضل الميكالي من رسائله الاخوانيّات:
وصل كتاب مولاي و سيّدي أبدع الكتب هوادي و أعجازا (7)، و أبرعها بلاغة و إعجازا؛ فحسبت ألفاظه درّ السحاب أو أصفى قطرة و ديمة (8)، و معانيه درّ السخاب (9) أو أوفى قدرا و قيمة. و تأمّلت الأبيات فوجدتها فائقة النظم و الرصف، عبقة النسيم و العرف. . . .
________________________
1) بدر الدجى: الحبيب الذي يشبه البدر في الليالي المظلمة. رعي الكواكب: مراقبتها (السهر من العذاب في الحب) .
2) عدل: مال، انحرف.
3) الألباب (جمع لب) : العقول. المعاد: الآخرة، يوم القيامة.
4) استعصمت به الكف: تحصنت به و حصنت صاحبها. الخطوب: المصائب، الأزمنة الصعبة. العضب السيف.
5) مغن: يدفع الحاجة (الفقر) عن الانسان. مغن: له صوت (يكسر العظام) . المنايا جمع منية. الموت.
6) الكنف: الجانب. رحب: واسع.
7) الهادي: العنق. العجز (بضم الجيم) : مؤخر الجسم. أبدع الكتب (الرسائل) هو ادي (مقدمات) و أعجازا (خواتم) .
8) الدر (بفتح الدال) : خروج اللبن من ضرع الناقة و سقوط المطر من السحاب. الديمة: الغيمة الممطرة.
9) الدر (بضم الدال) ، الجوهر، اللؤلؤ. السخاب (بالخاء) : قلادة (عقد) تتخذ من السك (بضم السين: طيب يعجن و يعمل منه حبوب تجفف ثم تنظم عقودا) و القرنفل (زهر طيب الرائحة) ؛ و السخاب هنا القلادة عامة. أوفى: أثقل، أكثر، أرجح. العرف: الرائحة الطيبة.