الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو القاسم الزجَّاجي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص444-446
26-12-2015
2732
هو أبو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق النهاونديّ، أصله من الصيمرة، بين ديار الجبل و ديار خوزستان (في الجنوب الشرقيّ من العراق) . كان في أوّل أمره يعمل مع أستاذه أبي اسحاق إبراهيم بن السريّ الزجّاج (ت 321 ه) و كان يخرط الزجاج فاكتسب منه النسبة «الزجّاجيّ» . ثمّ بدا للزجّاج و للزجّاجيّ أن يتركا صناعة خرط الزجاج و يتعلّما النحو، و لذلك عرف كلّ واحد منهما بلقب «النحويّ» أيضا.
أخذ الزجّاجي النحو عن الزجّاج و محمّد بن العبّاس اليزيدي و ابن دريد و أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش الأصغر. ثمّ إنه ذهب إلى مكّة و جاور فيها مدّة ألّف في أثنائها كتاب الجمل ثم جاء إلى حلب و أقام بها مدة ثم جاء إلى دمشق و صنّف فيها. بعدئذ عزم على الذّهاب إلى مصر و لكنّه توفّي في طريقه اليها، في طبريّة (1)، في رمضان من سنة 340 ه(952 م) .
خصائصه الفنّيّة:
أبو القاسم الزجّاجي نحويّ متوسّط المكانة ألّف كتاب الجمل الكبير (في النحو) و طوّله و أكثر فيه من ضرب الأمثلة (2). و مع الإجماع على أن الكتاب قاصر من الناحية العلمية فان الاجماع أيضا واقع على أنه مفيد جدّا من الناحية العملية «ما قرأه أحد إلاّ انتفع به» . و للزجّاجي أيضا كتاب القوافي (الفهرست 80) . و كذلك له كتاب مجالس العلماء جمع فيه عددا كبيرا من المناظرات و المجادلات بين علماء اللغة و علماء النحو (3).
المختار من كتاب مجالس العلماء (ص 272-273) :
- حدّثني محمّد بن يزيد (المبرّد) قال: حدّثني أحد العلماء بالشعر و المتقدّمين فيه أن ابني عبد الملك: الوليد و سليمان اختلفا في امرئ القيس و النابغة. فقدّم الوليد النابغة، و قدّم سليمان امرأ القيس. فذكر ذلك لعبد الملك فبعث إلى أعرابيّ فصيح فذكر له ذلك. فقال (الاعرابي) : أنا لا أقدّم الرجال على أسمائها، و لكنّ أنشدوني لهما و قاربوا بين المعنيين. فقال الوليد: صاحبي الذي يقول:
و صدر أراح الليل عازب همّه...تضاعف فيه الحزن من كلّ جانب
تطاول حتّى قلت ليس بمنقض...و ليس الذي يرعى النجوم بآيب (4)
فقال (الأعرابي للوليد) : ما ينبغي أن يكون في الدنيا أشعر من صاحبك. فقال سليمان: لا تعجل حتّى تسمع صاحبي الذي يقول: (5)
و ليل كموج البحر مرخ سدوله...عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
قال (الأعرابيّ) : حسبك، صاحبك أشعر منك (6). قال سليمان: فاسمع ما بعده. قال: لا أحتاج.
_____________________
1) في طبقات الزبيدي (ص 129) : توفي بدمشق في رجب سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة.
2) راجع وفيات الأعيان 1:497.
3) راجع ثبتا مفصلا لمؤلفات الزجاجي في كتاب «الايضاح» (ص 4-8) .
4) راجع الجزء الأول 180.
5) راجع الجزء الأول 118.
6) كذا في الأصل، و يجب أن يكون الصواب: أشعر من صاحبه.