الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو بكر بن الأنباري
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص13-18
26-12-2015
4964
هو أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشّار بن الحسن الانباريّ، ولد في بغداد في الحادي عشر من رجب من سنة 271 ه (885 م) و أخذ طرفا من العلم عن أبيه القاسم بن محمّد (1) كما أخذ النحو عن ثعلب. و قد تصدّر للتعليم باكرا فكان يملي هو في جانب من المسجد (جامع المنصور في بغداد) و يملي أبوه في جانب آخر. و كان ابن الانباريّ يملي من حفظه لا من كتاب. أما وفاته فكانت في التاسع من ذي الحجّة من سنة 328 ه(26-9-939 م) في الأغلب.
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو بكر الانباريّ أديبا عالما باللغة و النحو و تفسير القرآن و بالحديث جامعا لأخبار الناس (2) ثقة في ما يروي و يقول. و لكن بما انه كان يملي من حفظه فقد كانت الكتب التي خلّفها قليلة. و له شيء من الشعر العاديّ.
و لأبي بكر الانباريّ من الكتب: كتاب المشكل في معاني القرآن. رسالة المشكل (ردّ فيها على ابن قتيبة و على أبي حاتم السجستاني: في مشكل القرآن) ، كتاب الردّ على من خالف (هجاء!) مصحف عثمان، كتاب نقض مسائل شنبوذ (في قراءات القرآن) ، كتاب الوقف و الابتداء، كتاب الهاءات في كتاب اللّه عزّ و جلّ (في القرآن) ، كتاب اللامات، كتاب الهجاء، كتاب غريب الحديث. و له في اللغة: كتاب الزاهر في معاني الكلمات التي يستعملها الناس في صلاتهم و دعائهم و تسبيحهم و عبادة ربّهم، كتاب المقصور و الممدود، كتاب المذكّر و المؤنّث، كتاب الاضداد، دقائق التصريف، كتاب أدب الكاتب. و له في النحو خاصّة: كتاب الواضح، كتاب الموضح، شرح الكافي. و له في الأدب و الشعر: كتاب الجاهليّات (السبع الطوال: المعلّقات) ، شرح المفضّليات، كتاب المجالس (الأمالي) ، شعر النابغة، شرح شعر الأعشى، شرح شعر زهير، شرح شعر راعي الابل، النابغة الجعدي، الخ.
المختار من آثاره:
- من كتاب الأضداد لمحمد بن القاسم الأنباري:
. . . هذا كتاب ذكر الحروف التي توقعها العرب على المعاني المتضادّة فيكون الحرف منها مؤدّيا عن معنيين مختلفين. و يظن أهل البدع و الزّيغ و الإزراء بالعرب ان ذلك كان منهم لنقصان حكمتهم و قلة بلاغتهم و كثرة الالتباس في محاوراتهم و عند اتصال مخاطباتهم فيسألون عن ذلك و يحتجّون بأن الاسم منبئ عن المعنى الذي تحته و دالّ عليه و موضح تأويله؛ فاذا اعتور اللفظة الواحدة معنيان مختلفان لم يعرف المخاطب أيّهما أراد المخاطب، و بطل بذلك معنى تعليق الاسم على المسمّى.
فأجيبوا عن هذا الذي ظنّوه و سألوا عنه بضروب من الأجوبة: أحدهنّ أن كلام العرب يصحّح بعضه بعضا و يرتبط أوّله بآخره، و لا يعرف معنى الخطاب منه إلا باستيفائه و استكمال حروفه. فجاز وقوع اللفظة على المعنيين المتضادّين لأنه يتقدّمها و يأتي بعدها ما يدل على خصوصيّة أحد المعنيين دون الآخر، و لا يراد بها في حال التكلّم و الإخبار إلاّ معنى واحد. فمن ذلك قول الشاعر:
كل شيء ما خلا الموت جللو الفتى يسعى و يلهيه الأمل.
فدلّ ما تقدم قبل «جلل» و تأخر بعده على أن معناه: كلّ شيء ما خلا الموت يسير، و لا يتوهّم ذو عقل و تمييز ان «الجلل» هاهنا معناه «عظيم» .
_______________
1) توفي سنة 304 ه(916-917 م) ، راجع الفهرست 75؛ تاريخ بغداد 12:440-441؛ طبقات الزبيدي 228؛ معجم الأدباء 16:316-319؛ إنباه الرواة 3:280؛ بغية الوعاة 380.
2) لأخبارهم و حكاياتهم (راجع النثر الفني لزكي مبارك 1:254-257) .