1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو بكر الصولي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص438-441

26-12-2015

7049

هو أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد اللّه بن العبّاس بن محمّد بن صول تكين، كان في نحو سنة 260 ه‍(874 م) في بغداد شابّا صلب العود يتردّد على حلقات نفر من الأعلام منهم (1)أبو العبّاس المبرّد (ت 385 ه‍) و أبو العبّاس ثعلب (ت 291 ه‍) ؛ و قد اجتمع الصولي بالبحتري الشاعر في مجلس المبرّد سنة 276 ه‍(889 م) .

برع الصوليّ في علوم العربية فأصبح إماما في اللغة و الأدب و الأخبار يأخذ عنه الرواة و الأدباء. ثمّ اتّخذه الخلفاء مؤدّبا لأبنائهم و كاتبا و نديما لهم: نادم من الخلفاء المكتفي و المقتدر و الراضي، بين سنة 289 و سنة 329 ه‍ (902-940 م) .

ثم عرف عن الصولي ميل على آل البيت[عليهم السلام] فضاقت به الحال في بغداد فهجرها إلى البصرة حيث عاش معتزلا متخفّيا إلى أن مات في سنة 335 ه‍ (946-947 م) ، و قد أسنّ.

خصائصه الفنّيّة:

أبو بكر الصولي راوية و لغويّ و أديب مصنّف ثم هو بارع في الغناء و لعب الشطرنج. و من كتب أبي بكر الصولي: كتاب الأوراق في أخبار الخلفاء و أشعارهم، أدب الكاتب، أخبار أبي تمّام، أخبار البحتري، كتاب الوزراء، أخبار ابن هرمة، أخبار أبي عمرو بن العلاء، أخبار اسحاق الموصلي أخبار السيد الحميري الشاعر، أخبار القرامطة، الخ (2).

المختار من نقده:

- قال أبو بكر الصوليّ في أبي تمّام و البحتري (أخبار البحتري 60-61، 148،149،152) :

قيل للبحتريّ: الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمّام. فقال: و اللّه، ما ينفعني هذا القول و لا يضرّ أبا تمّام. و اللّه، ما أكلت الخبز إلاّ به، و لوددت أنّ الأمر كما قالوا؛ و لكنّي، و اللّه، تابع له، لائذ به، آخذ منه؛ نسيمي يركد عند هوائه، و أرضي تنخفض عند سمائه.

قال الصولي: و هذا من فضل البحتريّ أن يعرف الحقّ و يقرّ به و يذعن له، و اني لأراه يتبع أبا تمّام و معانيه حتى يستعير مع ذلك بعض لفظه فلا يقع إلاّ دونه، و يعود في بعضه طبعه تكلّفا و سهله صعبا. . . و لا أعرف أحدا بعد أبي تمّام أشعر من البحتريّ و لا أغضّ كلاما و لا أحسن ديباجة و لا أتمّ طبعا. و هو مستوي الشعر حلو الألفاظ مقبول الكلام، يقع على تقديمه الإجماع. و هو مع ذلك يلوذ بأبي تمّام في معانيه. فأيّ دليل على فضل أبي تمام و رئاسته يكون أقوى من هذا؟

و من تبحّر شعر أبي تمّام وجد كلّ محسن بعده لائذا به، كما أن كلّ محسن بعد بشّار لائذ ببشّار و منتسب اليه في أكثر احسانه.

و لو لا أنّ بعض أهل الأدب ألّف في أخذ البحتري من أبي تمّام كتابا لكنت سقت كثيرا (من) مثل ما ذكرنا، و لكنّني أكره إعادة ما ألّف، و أجتنب أن أجتذب من الأدب ما ملك قبلي.

-أبو تمّام و ابن أبي عيينة (أخبار البحتري 165-166) :

و كان أبو تمّام يبصر الشعر كلّه و ينقده، و يفضّل الجيّد منه و ان كان على غير مذهبه. و لا أعلم شاعرين أشدّ تباينا و لا أبعد شبها من أبي تمّام و ابن أبي عيينة المطبوع: فان أبا تمّام يصنع الكلام و يخترعه، و يتعب في طلبه حتى يبدع، و يستعير و يغرب (3) في كل بيت إن استطاع. و ابن أبي عيينة لا يصنع من هذا شيئا، و يرسل نفسه في شعره على سجيّته، و يخرج كلامه مخرج نفسه بغير كلفة؛ و ربّما اختلّ معناه و لان لفظه. و أبو تمام لا يسقط معناه البتّة و إنما يختلّ في الوقت لفظه. فإذا استوى له اللفظ فهو الجيّد من شعره النادر الذي لا يتعلّق به. و قد أحكمت وصفه في رسالة أحتجّ فيها عنه، و عملت بعقبها شعره. و كان ابن أبي عيينة عند أبي تمّام، مع هذا التباعد بينهما، شاعرا مجيدا:

حدّثني أبو الحسن الكاتب قال: حدّثني عليّ بن العباس الروميّ (4) قال: حدّثني أبو يوسف الدقاق قال: كنّا مع أبي تمّام و بين يديه أشعار المحدثين يختار منها، فلما بلغ إلى شعر أبي عيينة هذا قال: و هذا كلّه مختار!

___________________

1) في معجم الأدباء (19:110) و وفيات الأعيان (2:328) أن أبا بكر الصولي أخذ عن أبي داود السجستاني (ت 257 ه‍) أيضا.

2) راجع ثبتا بكتب أبي بكر الصولي للدكتور صالح الأشتر (أخبار البحتري 22-26) .

3) يغرب: يأتي (بالمعنى) الغريب، البعيد، الجميل.

4) ابن الرومي (ص 340 و ما بعدها) .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي