1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو حمزة الشاري

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص712-714

28-12-2015

21586

أبو حمزة الشاري (1)ولد أبو حمزة المختار (2) بن عوف بن سليمان بن مالك الأزدي السّليمي (3) في البصرة، و فيها نشأ ثائرا فتّاكا و خطيبا بارعا ثم أخذ بمذهب الإباضية (4). و كان أبو حمزة يأتي في كل عام إلى مكّة في الموسم فيدعو الناس إلى الخروج على مروان بن محمد. و في سنة 128 ه‍(746 م) التقى أبو حمزة بعبد اللّه بن يحيى الكندي الشاري و لحق به إلى حضر موت و بايعه بالخلافة. ثم ان عبد اللّه بن يحيى أعلن خروجه على مروان بن محمد و تسمّى بطالب الحق و بث أتباعه لقتال ولاة بني أمية، في منتصف سنة 129 ه‍.

و بعد أن استولى طالب الحق على اليمن بعث أبا حمزة الشاري إلى الشام لقتال مروان بن محمد، فمر أبو حمزة بالحجاز فشغل مدة بقتال أهل مكة و المدينة حتى قتل على مقربة من مكة، في منتصف سنة 130 ه‍(748 م) .

2-قال الجاحظ (البيان و التبيين 2:122) : «أبو حمزة الخارجي. . . أحد نساك الإباضية و خطبائهم» . و يبدو من خطب أبي حمزة أنه كان ملمّا بالتاريخ عارفا بالفقه ذا بصر بالقرآن. و خطبه تشهد له بالبلاغة و قوّة الحجة و بالبراعة في الخطابة و عظم التأثير في السامعين.

3-المختار من كلامه:

بلغ أبا حمزة الشاري أن أهل المدينة يعيبون أصحابه (أتباعه) بأنهم شبّان صغار السن، فخطب فيهم خطبة طويلة قال في آخرها:

. . . شباب، و اللّه، مكتهلون في شبابهم، غضيضة عن الشر أعينهم، ثقيلة عن الباطل أرجلهم، أنضاء عبادة و أطلاح سهر (5). ينظر اللّه اليهم في جوف الليل منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن، كلما مر أحدهم بآية من ذكر الجنّة بكى شوقا اليها، و إذا مر بآية من ذكر النار شهق شهقة كأنّ زفير جهنّم بين أذنيه. موصول كلالهم (6) بكلالهم: كلال الليل بكلال النهار. قد أكلت الأرض ركبهم و أيديهم و أنوفهم و جباههم، و استقلّوا ذلك في جنب اللّه. حتّى إذا رأوا السهام قد فوّقت، و الرماح قد أشرعت، و السيوف قد انتضيت، و رعدت الكتيبة بصواعق الموت و برقت، استخفّوا بوعيد الكتيبة لوعد اللّه، و مضى الشابّ منهم قدما حتى اختلفت رجلاه على عنق فرسه، و تخضّبت بالدماء محاسن وجهه فأسرعت اليه سباع الارض، و انحطّت عليه طير السماء. فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها في جوف الليل من خوف اللّه، و كم من كفّ زالت عن معصمها طالما اعتمد عليها صاحبها في جوف الليل بالسجود للّه.

_____________________

1) الشاري: أحد الشراة (بضم الشين) من الخوارج لأن الخوارج شروا (بفتح الراء: باعوا) أنفسهم في سبيل اللّه.

2) البيان و التبيين (2:122) : اسمه يحيى بن المختار؛ و في غ (20:99) المختار بن عوف الازدي.

3) نسبة إلى سليمة على وزن «سفينة» .

4) الاباضية: فرقة من الخوارج أتباع عبد اللّه بن اباض (بكسر الهمزة) ، و هم معتدلون في آرائهم الدينية و السياسية يتمسكون بالقرآن و بالسنة. و يقولون ان اللّه يغفر الصغائر من الذنوب و لا يغفر الكبائر. و هم يخالفون أهل السنة و الجماعة في أشياء يسيرة كقولهم بأن عثمان و عليا قد خالفا نهج رسول اللّه و أن القرآن كلام اللّه المخلوق الخ.

5) النضو (بكسر النون) : المهزول، النحيف من التعب و المشقة. الطلح (بكسر الطاء) : المتعب.

6) الكلال: التعب. كلال الليل موصول بكلال النهار: تعبهم (من العبادة) في الليل موصول بتعبهم (من القتال) في النهار.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي