الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو دلف العجلي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص233-234
28-12-2015
5227
هو أبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس من بني عجل بن لجيم من بني بكر بن وائل، و من أهل الكرج (القاموس 1:204) ، و هي بلدة بين أصبهان و همذان من شرقيّ بلاد فارس. و قد كان مغاليا جدّا في التشيّع (وفيات الاعيان 2:174 س) .
كان أبو دلف من أوّل أمره سريّا كريما شجاعا ذا وقائع مشهورة و صنائع مأثورة. و قد كان من قوّاد المأمون ثم من قوّاد المعتصم، و اشتهر في حرب بابك الخرّميّ مع القائد التركي حيدر بن كاووس الأفشين (1)، و كان صديقا له ثم غضب الأفشين عليه و أراد قتله و لكن أنقذ.
مدح أبا دلف نفر من الشعراء منهم أبو تمّام و العكّوك و بكر بن النّطّاح (2)و الخريمي (3)و غيرهم. و قد كان جوادا في اجازتهم و في عطاء غيرهم حتى ركبته الديون. و مرض أبو دلف في آخر أيامه و ثقلت حاله ثم توفّي في سنة 225 ه أو 226 ه(839 م) ، و قيل سنة 228 ه.
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو دلف مصنّفا له من الكتب كتاب البزاة و الصيد، كتاب السلاح و كتاب سياسة الملوك و غيرها (وفيات 2:172) . و كذلك كان من أصحاب الصنعة في الغناء يضع الألحان للأشعار و يغنّي غناء حسنا. (غ 8: 248) .
و أبو دلف شاعر مجيد حسن البديهة حاضر الجواب، و شعره في الغزل و الحماسة و الوصف.
المختار من شعره:
-قال أبو دلف في الغزل و الحماسة، و في شعره شيء من نفس عنترة:
بنفسي، يا جنان، و أنت منّي... محلّ الروح من جسد الجبان (4)
و لو أني أقول مكان روحي... خشيت عليك بادرة الزمان
لإقدامي إذا ما الخيل حامت... وهاب كماتها حرّ الطعان
- و له أيضا في النسيب و الحماسة:
ليلتي بالسرادن... كلّلت بالمحاسن
و جوار أوانس... كالظباء الشوادن (5)
بدّلت بالممسّكا... ت ادّراع الجواشن (6)
- و له في الشيب:
في كلّ يوم أرى بيضاء طالعة... كأنّما أنبتت في ناظر البصر
لئن قصصتك بالمقراض عن بصري... لما قطعتك عن همّي و عن فكري
- و قال أبو دلف العجلي (ديوان المعاني 1:91) في الحماسة:
و كن على الدهر فارسا بطلا... فإنما الدهر فارس بطل
لا بدّ للخيل أن تجول بنا ... و الخيل أرحامنا التي نصل
فمرّة باللجين ننقلها... و مرّة بالدماء تنتقل (7)
حتى ترى الموت تحت رايتنا.. تطفأ نيرانها و تشتعل
- و لأبي دلف قصيدة في الحماسة يقول فيها (البيان و التبيين 2:217) :
ألبسيني الدرع قد طا... ل عن الحرب جمامي (8)
__________________________
1) في غ 8:250 خيذر (بالخاء و الذال المعجمتين) . الأفشين بكسر الهمزة و الشين.
2) طبقات ابن المعتز 219،220-226.
3) البيان و التبيين 1:111-112.
4) بنفسي، يا جنان: أفديك، يا جنان، بنفسي. و في رواية: أحبك، يا جنان.
5) الجواري جمع جارية: الفتاة الصغيرة. الأوانس: اللواتي يؤنس بهن من غير ريبة. الشوادن جمع شادن: الظبي الصغير.
6) تبدلت (فضلت) بالممسكات (التطيب بالمسك) ادّراع (لبس) الجواشن (الدروع) ، أي فضلت الحرب على الحياة المترفة.
7) نسابق على الخيل مرة (نلهو) حتى يتكاثر الزبد (الأبيض) كاللجين (الفضة) عليها، و نحارب عليها مرة حتى تكتسي بالدم.
8) الجمام: الراحة، ترك بذل الجهد.