الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو دَهَبل الجمحي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص564-566
28-12-2015
6014
هو أبو دهبل وهب بن زمعة بن أسيد من بني جمح من كعب بن لؤيّ بن غالب من أهل مكّة، و أمّه من بني هذيل.
كان أبو دهبل جميلا له جمّة يرسلها فتصل إلى منكبيه. و قد كان سيدا من أشراف قومه كريما. و كانت له أرض بمصر يزورها.
و أبو دهبل شاعر عفيف بالإضافة إلى أهل زمانه، و قد كانت له مغامرات: أحبّ امرأة من قومه اسمها عمرة و نظم فيها شعرا كثيرا، ثم كانت له قصّة مع عاتكة بنت معاوية جرّت وراءها ذيولا طوالا. و كذلك كانت قصة مع امرأة شامية انتهت بزواج.
كان عبد اللّه بن الزبير قد ولّى عبد اللّه بن عبد الرحمن بن الوليد، و يعرف بابن الأزرق، على بلد باليمن اسمه الجند، فوفد عليه أبو دهبل مادحا فوجد منه جفوة فمضى إلى عمارة بن عمرو بن حزم، و كان واليا على حضرموت من قبل ابن الزبير أيضا. ثم إنه عاد إلى ابن الازرق و أكثر من مدحه، و يبدو انه بقي في ذلك الحين مدة طويلة في اليمن.
و بعد أن عاد أبو دهبل من اليمن وفد على سليمان بن عبد الملك بمكّة، سنة 81 ه(700 م) في الأغلب، فلم يحسن سليمان وفادته و عاتبه في عداوته الماضية لبني أمية و انقطاعه إلى ابن الزبير. فاعتذر أبو دهبل عن ذلك كله، فعفا عنه سليمان و لكن أقطعه أرضا في اليمن إبعادا له عن الشام و الحجاز. و يبدو أن أبا دهبل توفّي في اليمن و شيكا بعيد سنة 96 ه(715 م) ، في أيام سليمان ابن عبد الملك.
أبو دهبل الجمحي أحد شعراء قريش الخمسة المشهورين بدأ بقول الشعر منذ أواخر أيام الامام عليّ. و هو شاعر حسن التشبيه عذب الشعر محدث الخصائص له تصرّف في فنون الشعر من فخر و مدح و هجاء و رثاء و طرد و غزل، و شعره في الغزل أكثر و أجود.
المختار من شعره:
- قال أبو دهبل الجمحي يمدح الرسول (حماسة أبي تمّام 2:261- 262) :
إنّ البيوت معادن فنجاره... ذهب، و كلّ بيوته ضخم (1)
عقم النساء فلم يلدن شبيهه... ان النساء بمثله عقم
متهلّل بنعم، بلا متباعد... سيّان منه الوفر و العدم (2)
نزر الكلام من الحياء، تخاله... ضمنا و ليس بجسمه سقم (3)
- و قال في مقتل الامام الحسين و التعريض ببني أمية:
تبيت سكارى من أميّة نوّما ...و بالطّفّ قتلى ما ينام حميمها (4)
و ما أفسد الإسلام إلا عصابة... تأمّر نوكاها و دام نعيمها (5)
فصارت قناة الدين في كفّ ظالم... إذا اعوجّ منها جانب لا يقيمها (6)
- و له في الغزل (حماسة أبي تمام 2:107-108، غ 7:143) :
أ أترك ليلى ليس بيني و بينها... سوى ليلة، إنّي إذا لصبور (7)
هبوني امرأ منكم أضلّ بعيره... له حرمة، ان الذمام كبير (8)
و للصّاحب المتروك أعظم حرمة... على صاحب من أن يضلّ بعير
عفا اللّه عن ليلى الغداة فإنّها... إذا وليت حكما عليّ تجور
- و قال في عمرة (من قصيدة طويلة) :
تطاول هذا الليل ما يتبلّج... و أعيت غواشي عبرتي ما تفرّج (9)
و بتّ كئيبا ما أنام كأنّما... خلال ضلوعي جمرة تتوهّج
فطورا أمنّي النفس من عمرة المنى... و طورا، إذا ما لجّ بي الحزن، أنشج (10)
لقد قطع الواشون ما كان بيننا... و نحن إلى أن يوصل الحبل أحوج
_________________________
1) النجار: الاصل. ضخم: عظيم، شريف. البيوت: القبائل، مجامع النسب.
2) متهلل: مشرق الوجه: مسرور. بنعم: إذا قال نعم. بلا متباعد: يبتعد عن قول «لا» . الوفر: الغنى. العدم: الفقر.
3) ضمن: سقيم.
4) سكارى: فاعل «تبيت» . نوما (حال من «تبيت») : نائمين، غافلين عن أمر الأمة. الطف: موضع قرب الكوفة كان فيه مقتل الحسين. حميمها: صديقها، محبها.
5) تأمر (نصب نفسه أميرا) نوكاها (الحمقى من أفرادها) .
6) أ أترك (زيارة ليلى) . . . سوى (مسير) ليلة.
7) أضل: أضاع. حرمة: حق في الحماية. الذمام: حق الصداقة و الصحبة.
8) ما يتبلج: ما يبيض فجره، ما ينقضي هذا الليل. غواشي عبرتي: دموعي التي تنهمر بكثرة. أعيت: أعياني (استحال علي) أن أمنع هطولها. ما تفرج: لا تهدأ، لا ينتهي بكاي.
9) امني النفس: أعللها، أعدها. النفس هنا مفعول به أول، المنى مفعول به ثان.
10) نشج: رفع صوته بالبكاء.