الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو زيد القُرَشِي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص300-302
28-12-2015
4061
وصل إلينا مجموع قيّم من الشعر القديم اسمه «جمهرة أشعار العرب» ، ذكر مؤلّفه في المقدّمة أن اسمه أبو زيد محمد بن أبي الخطّاب القرشيّ. ثم هو يقول مرّة بعد مرّة (1): «فمن ذلك ما حدّثنا به المفضّل بن محمّد الضبّيّ» (2)؛ أو يقول (ص 14) : «حدّثنا سنيد بن محمّد الازدي عن ابن الاعرابي عن مالك بن أنس عن هشام عن عروة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلم. . .» مما يدلّ على أن أبا زيد القرشي هذا يجب أن يكون من أحياء النصف الثاني من القرن الهجري الثاني، و على أنه من أهل الكوفة في الغالب.
على أننا إذا نظرنا إلى المجموع من جانب آخر، بدا لنا أمر آخر: ان أبا زيد هذا قد قسم مجموعه سبعة أقسام جعل كلّ قسم منها سبع قصائد، و هذا ترتيب جاء إلى العرب من اليونان و لم يصبح مألوفا قبل أواسط القرن الرابع للهجرة.
على أنّ ثمّت ملاحظة جانبية مهمّة هي أنه جعل القسم الأول (المعلّقات) ثماني قصائد، ثم جعل القسم الثاني (المجمهرات) ستّ قصائد فيها معلّقة عبيد بن الأبرص فتكون المعلّقات عنده تسعا و يكون هو قد أغفل الحارث ابن حلّزة.
و يبدو لي أن أبا زيد هذا يجب أن يكون، و هو لا يزال في مطلع شبابه، قد أدرك المفضّل بن محمّد الضبّيّ، و الضبّيّ في أخريات أيامه، ثم عاش إلى أواسط القرن الهجري الثالث. و مع ذلك فان مشكلة زمانه تظلّ بلا حلّ صحيح.
خصائصه الفنّيّة:
جمهرة أشعار العرب قسمان: مقدّمة في استعراض شيء من تاريخ الشعر و من نقده، ثم تسع و أربعون قصيدة مختارة: المعلّقات، المجمهرات، المنتقيات، المذهبات، المراثي، المشوبات، الملحمات. و جميع هذه القصائد من الشعر القديم (الجاهلي و المخضرم و الأمويّ) .
و مقدّمة جمهرة أشعار العرب طويلة تبلغ ثماني و أربعين صفحة تتكلّم عن صلة لغة القرآن بلغة الشعر الجاهلي و على أنّ ما في القرآن من الكلام كلّه عربيّ. فإذا نحن وجدنا في القرآن لفظ الإستبرق و رأينا أنه في الفارسية استبره، فما ذلك إلاّ من المقاربة بين اللفظين، و ليس معناه أن الكلمة القرآنية استبرق دخيلة غير عربية خالصة. ثم يتكلّم الجامع في المقدّمة على أول من نطق بالشعر و يفيض في الكلام على أشعار الجنّ. ثم يذكر رأي النبي عليه السلام في الشعر. و أخيرا يعرض رأي النقاد في نفر من أصحاب المعلّقات.
المختار من مقدمة جمهرة أشعار العرب:
-هذا كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية و الإسلام الذين نزل القرآن بألسنتهم و اشتقّت العربية من ألفاظهم، و اتّخذت الشواهد في معاني القرآن و غريب الحديث من أشعارهم، و أسندت الحكمة و الآداب إليهم، تأليف أبي زيد محمد بن أبي الخطّاب القرشي، و ذلك أنه لمّا لم يوجد أحد من الشعراء بعدهم إلاّ مضطرّا إلى الاختلاس من محاسن ألفاظهم و هم مكتفون بمعرفتهم عن سواهم. . . .
و لم يزل النبيّ صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم يعجبه الشعر و يمدح به فيثيب عليه و يقول: هو ديوان العرب. و في مصداق ذلك حدثنا سنيد بن محمّد الأزدي عن ابن الاعرابي عن مالك بن أنس عن عروة عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم: ان من الشعر لحكمة و ان من البيان لسحرا. . . .
قال الذين قدموا زهيرا على امرئ القيس هو (زهير) أشعر العرب. . . . لأنه لا يعاظل بين الكلامين و لا يتتبّع وحشيّ الكلام و لا يمدح أحدا إلا بما فيه. . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) جمهرة أشعار العرب، المطبعة الرحمانية بمصر 1345 ه-1926 م، ص 1،12،17، 18،26.
2) ان المفضل بن محمد الضبي الكوفي الراوية المشهور توفي سنة 178 ه.