1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أبو سعيد السيرافي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص515-517

28-12-2015

6399

هو أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه (1) السيرافي، ولد في سيراف (2) سنة 280 ه‍(893 م) في الأغلب و بدأ تحصيل العلم في بلده. و في نحو سنة 300 ه‍ رحل إلى عمان و درس شيئا من الفقه ثم عاد إلى سيراف. ثم إنه انتقل إلى عسكر مكرم و قرأ النحو على أبي بكر المبرمان. و كذلك قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد، و الأصول على محمد بن عمر الصيمري، و تبحّر في النحو على أبي بكر بن السرّاج. و كذلك درس أشياء من الرياضيات و الهندسة و الفلك و المنطق.

و لعل السيرافي دخل إلى بغداد بعيد سنة 310 ه‍ و درس فيها اللغة على أبي بكر بن دريد (توفي سنة 321 ه‍) . و يبدو أن قاضي القضاة أبا محمد بن معروف قد جعل السيرافي نائبه في القضاء في الجانب الشرقيّ من بغداد (في الرّصافة) نحو سنة 318 ه‍ ثم أنابه مكانه في الجانب الشرقي و الجانب الغربي (في الكرخ) . . . . و في سنة 320 ه‍ كانت المناظرة بين السيرافي و بين أبي بشر متّى بن يونس القنّائي المنطيقي في المنطق، و قد خرج السيرافي منها منصورا. و في سنة 340 ه‍ كان جاهه قد عظم و انتشر صيته و وردته المكاتبات من أقطار العالم الإسلامي تخاطبه بالألقاب: إمام المسلمين و الشيخ الفرد و شيخ الإسلام. في هذه الأثناء كان السيرافي يدرّس و يلي القضاء من غير أن يأخذ على التدريس أو على الحكم مالا، بل كان يعيش من كسب يده في نسخ الكتب. و في هذه الفترة كان السيرافي مؤدّبا لأبي اسحاق بن معزّ الدولة (3). و في سنة 364 ه‍ جرت المناظرة بينه و بين أبي الحسن العامري الفيلسوف النيسابوري.

و كان السيرافي تقيّا زاهدا كثير الصوم. أمّا وفاته فكانت في الثاني من رجب سنة 368(3-2-979 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان السيرافي عالما بعلوم القرآن و بالحديث أمينا ثقة، و له علم بالفرائض (تقسيم الإرث) و بالفقه و الكلام و اللغة و النحو و الشعر. و قد كان معتزليّ الرأي إلاّ أنه لم يظهر شيئا من الجدال في ذلك. و هو الذي سهّل تعليم النحو، و شرح كتاب سيبويه فأجاد. و يبدو أنه كان على جانب وافر من المعرفة بالحساب و الهندسة و الفلك.

و كان السيرافي مقتدرا في المناظرة جيّد الأسلوب جامع الرأي قادرا على استمالة السامعين و على إقناعهم.

و للسيرافي كتب منها: شرح كتاب سيبويه (3000 ورقة) ، شواهد كتاب سيبويه، المدخل إلى كتاب سيبويه، ألفات الوصل و القطع، أخبار النحويين البصريين، الوقف و الابتداء، صنعة الشعر و البلاغة، الاقناع في النحو، شرح مقصورة ابن دريد، كتاب جزيرة العرب.

المختار من نثره:

- من مقدّمة كتاب أخبار النحويين البصريين:

بسم اللّه الرحمن الرحيم: كتاب فيه ذكر مشاهير النحويّين و طرف من أخبارهم و ذكر أخذ بعضهم عن بعض و السابق منهم إلى علم النحو. اختلف الناس في أول من رسم النحو فقال قائلون أبو الأسود الدؤليّ؛ و قال آخرون نصر بن عاصم الدّؤليّ؛ و يقال اللّيثي. و قال آخرون عبد الرحمن بن هرمز. و أكثر الناس على أبي الأسود الدؤليّ، و اسمه ظالم بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عديّ بن الدؤل ابن بكر بن كنانة، و كان من سكّان البصرة. و النسبة اليه دؤلي، كما ينسب إلى نمر نمريّ فيفتح استثقالا للكسرة. و يجوز تخفيف الهمزة فيقال دوليّ بقلب الهمزة واوا محضة (4)، لأن الهمزة إذا انفتحت و كان ما قبلها ضمّة فتخفيفها بقلبها و وا محضة، كما يقال في جؤن (5) جون. و قد يقال الديليّ بقلب الهمزة ياء حين انكسرت؛ فإذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما تقول قيل و بيع. . . .

_____________________

1) كان أبوه على المجوسية و كان اسمه بهزاد ثم أسلم فسماه عبد اللّه. و يبدو أن أباه كان مرزبانا (حاكما على مقاطعة) و لذلك نجد في نسبه: . . . . أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه المرزبان. . . .

2) سيراف: بلدة على الشاطئ الجنوبي الغربي من فارس، على خليج البصرة.

3) أصبح معز الدولة أمير الأمراء في بغداد سنة 334 ه‍.

4) كذا في الأصل المطبوع، و الصواب أن تكون محضا لأنها مصدر يقوم مقام النعت، و المصادر لا تؤنث.

5) الجؤنة و الجونة: سلة صغيرة مستديرة مغشاة أدما (جلدا) .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي