الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو مِسحل الأعرابي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص223-225
28-12-2015
3243
لقبه أبو مسحل (1) و كنيته أبو محمّد؛ أمّا اسمه فهو في الأصحّ: عبد الوهّاب بن جريش (2)؛ و قد كان أعرابيا (بدويّا) من بني ربيعة بن عبد اللّه بن أبي بكر من بني عامر بن صعصعة من بني تميم. و كانت مساكن قومه في نجد.
و الذي يروى أن أبا مسحل أخذ اللغة و النحو و قراءة القرآن عن الكسائي الكبير (ت 189 ه) ثم صحبه مدّة طويلة و كان من جملة أصحابه، كما كان يروي (اللغة و النحو) عن عليّ بن المبارك الأحمر (ت 194 ه) . و في الرواية أن أبا مسحل انتقل مع أبيه من البادية إلى بغداد و سكنها. فاذا نحن علمنا أن الكسائيّ جاء إلى بغداد في أيام الخليفة المهديّ (158-169 ه) ، فيجب أن يكون مولد أبي مسحل قبيل سنة 150 ه.
و في الرواية أيضا أن أبا مسحل «قدم بغداد وافدا على الحسن بن سهل» (3) ثم نال عنده حظوة. و في بغداد كان أبو مسحل يجلس للناس في مسجد السويقة فيقرأ عليهم القرآن أو يقرءون عليه اللغة، و قد كانت بينه و بين الأصمعيّ (ت 216 ه) في أثناء ذلك مناظرات كثيرة يلمح منها أن أبا مسحل كان أصغر من الاصمعيّ سنّا. و لقد كان من الذين قرءوا على أبي مسحل أبو العباس ثعلب (ت 291 ه) . من كلّ هذا نرى أن وفاة أبي مسحل لا يجوز أن تكون قد تقدّمت على 225 ه، و أن أبا مسحل يجب أن يكون قد أسنّ كثيرا.
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو مسحل كوفيّ المذهب، و كان أكثر اشتغاله باللّغة (كما كان شأن الكوفيين عامّة) . ثم كان يهتمّ بقراءة القرآن و بالنحو أيضا، و لكنّه لم يشتهر كثيرا. و قد روي له شيء من الشعر.
قال الدكتور عزّة حسن (4): «لم يصل إلينا (ممّا ألّف أبو مسحل) إلاّ كتاب النوادر (5)، و هذا كتاب في اللغة، و المادّة فيه تمثّل لغة البادية في الجاهلية و صدر الإسلام في ألفاظها و عباراتها و أمثالها و أساليبها تمثيلا جيّدا. و الكتاب بمجموعه أثبت و أوسع نصّ (6) لغويّ وصل إلينا عن (7) المرحلة الأولى لجمع اللغة و تدوينها. . . و هو يعدّ بذلك مثالا جيّدا للخطّة البدائية التي اتّبعها الرّواة و العلماء في بادئ الأمر لجمع اللغة و تدوينها» .
المختار من آثاره:
- يقال: شطّ النهر و شاطئه و عبره و بينه وجيزه و جيزته و ضفّه و ضفّته (8) و ضيفه و حافته (بفتح الفاء غير مشدّدة) و جدّه و جدّته و جدّه، و ذلك في معنى ناحيته. و يقال: فلان كفيلي و صبيري و جريّي و زعيمي و حميلي و قبيلي و أذيني. و كلّ هذا بمعنى واحد.
-و له شعر يندب فيه شبابه:
ألا ليس من هذا المشيب طبيب... و ليس شباب بأن عنك يئوب (9)
لعمري، لقد بان الشباب؛ و إنّني... عليه لمحزون الفؤاد كئيب
و ليس على باكي الشباب ملامة... و لو أنّه شقّت عليه جيوب (10)
أقول لضيف الشيب، لمّا أناخ بي... جزاؤك منّي جفوة و قطوب (11)
حرام عليه أن ينالك عندنا كرامة برّ أو يمسّك طيب (12)
_____________________
1) المسحل في القاموس (3:394) : المنحت و المبرد (بكسر الميم فيهما) و الميزاب لا يطاق ماؤه (أي ما كان الماء المنصب منه كثيرا جدا) و المنخل (بضم الميم) و فم المزادة (بفتح الميم: وعاء من جلد للماء) و اللجام، ثم جانب اللحية، أو أسفل العذارين (بكسر العين) إلى مقدم اللحية، و الحبل المفتول، ثم اللسان و الخطيب البليغ و الماهر بالقرآن و (الرجل) الغاية في السخاء، و الجلاد الذي يقيم الحدود، و الساقي النشيط، و الشجاع و الثوب النقي (المصنوع) من القطن.
2) ورد خلاف في اسمه و اسم أبيه (راجع كتاب النوادر) المقدمة، ص 5.
3) الحسن بن سهل (ت 236 ه) تولى الوزارة للمأمون في مرو (202 ه) ثم دخل بغداد مع المأمون (204 ه) .
4) كتاب النوادر، المقدمة، ص 13.
5) الفهرست 88.
6) اقرأ: أثبت النصوص و أوسعها.
7) اقرأ: من.
8) في القاموس (3:166) بفتح الضاد، و قد تكسر الضاد.
9) بان: بعد، ذهب (إلى غير رجعة) . آب: عاد.
10) الجيب: جانب العنق من الثوب. شق الجيب (على الميت) كناية عن شدة الحزن.
11) أناخ: نزل، حل (من غير أمل بالارتحال أو الانتقال) . القطوب: تقلص عضلات الوجه دلالة على التكره.
12) مس الرجل طيبا (رائحة طيبة) : دهن شعره أو بعض بدنه بالطيب تزينا و فرحا بالحياة.