الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو قطيفة
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص440-441
28-12-2015
4502
هو أبو الوليد عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط من بني أمية ابن عبد شمس؛ و أمه بنت الربيع بن ذي الخمار من بني أسد بن خزيمة.
يبدو أن أبا قطيفة كان شابّا في أيام عثمان بن عفّان (23-35 ه) ، و بلغ أشدّه حينما كان ابن الزبير خليفة قويا في الحجاز، في مطلع خلافة عبد الملك ابن مروان في الشام. و كان أبو قطيفة أمويّ النسب و أمويّ الهوى أيضا، فنفاه ابن الزبير إلى الشام. و قد قال أبو قطيفة في منفاه شعرا كثيرا يتشوّق به إلى المدينة بلغ بعضه إلى ابن الزبير فعفا عنه ابن الزبير و سمح له بالعودة إلى المدينة، و لكنه توفّي فيها وشيكا، قبل سنة 70 هـ (689 م) في الاغلب.
ليس أبو قطيفة شاعرا فحلا و لا شاعرا مشهورا، و لكن لمّا استعرض المغنّون الشعر العربي في أيام هارون الرشيد طلبا لما يوافق الغناء منه اختاروا لأبي قطيفة ثلاثة أبيات كانت في المرتبة الأولى من حيث الموافقة للغناء. أما فيما عدا ذلك فشعر أبي قطيفة رقيق جليّ المعاني، عادي في الاكثر ضعيف أحيانا. و لأبي قطيفة فخر و مديح و هجاء و مجون. على أن أكثر شعره، فيما روى صاحب الاغاني، كان في التشوّق إلى المدينة، في الفترة القصيرة التي نفاه فيها عبد اللّه بن الزبير.
المختار من شعره:
- قال أبو قطيفة يتشوّق إلى المدينة: يذكر مساكن لبني أمية فيها، ثم يفتخر بنفسه (و فيها غناء) :
القصر فالنخل فالجمّاء بينهما... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون (1)
إلى البلاط فما حازت قرائنه... دور نزحن عن الفحشاء و الهون (2)
قد يكتم الناس أسرارا فأعلمها... و لا ينالون حتى الموت مكنوني
- و لمّا نفى ابن الزبير أبا قطيفة عن المدينة قال يتشوّق اليها:
ألا ليت شعري، هل تغيّر بعدنا... قباء، و هل زال العقيق و حاضره (3)
و هل برحت بطحاء قبر محمد... أراهط غرّ من قريش تباكره
لهم منتهى حبّي و صفو مودّتي... و محض الهوى منّي، و للناس سائره (4)
______________________
1 و 2) القصر و النخل و الجماء (أرض لا بناء فيها) كانت لسعيد بن العاص الأموي في المدينة. جيرون: دمشق. و القرائن دور متقاربة كانت لسعيد أيضا هنالك.
3) قباء: موضع قريب من المدينة. العقيق: واد يكثر فيه السيل بعد المطر. و هنالك أعقة في أماكن مختلفة، و المقصود هنا العقيق الذي قرب المدينة.
4) سائره: الباقي منه.