1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

أحمد بن الداية يوسف بن إبراهيم المصري

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص441-444

28-12-2015

6043

هو أبو جعفر أحمد بن يوسف المعروف بابن الداية بن ابراهيم المصريّ كاتب آل طولون، ولد في مصر بعيد سنة 240 ه‍(855 م) و نشأ كاتبا، كما كان والده. و لكنّ صلته وصلة أبيه بأحمد بن طولون لم تكن حسنة. ثم ان أحمد بن يوسف خدم أخلاف أحمد بن طولون: خمارويه بن أحمد و جيشا و هارون ابني خمارويه و شيبان بن أحمد بن طولون و حاسنهم. و كذلك استطاع أحمد بن يوسف أن ينجو من سوء المعاملة التي لقيها الطولونيون و أتباعهم على يد محمّد بن سليمان العبّاسيّ. و لكن يبدو أنه انقطع منذ ذلك الحين عن خدمة الدولة و اعتزل الفسطاط (مدينة مصر القديمة) ليعيش في بعض ضياعه في الأغلب.

و عمّر أحمد بن يوسف و توفّي قبيل سنة 340 ه‍(950 م) .

خصائصه الفنّيّة:

أحمد بن يوسف بن الداية أديب ناثر يسلك مسلك الجاحظ في تنميق مقدّمات الكتب و في الجري على السليقة في متون الكتب، و ربّما أورد اللحن في أثناء نثره حبّا بتقريب الموضوع إلى القارئ على غرار ما كان الجاحظ (2) يفعل في كتاب البخلاء خاصّة. ثم هو كاتب مترسّل قدير. أما شعره فكان قليلا، و المقطوعة التي يوردها لنفسه في كتاب المكافأة (ص 22) تقليد لأبي تمّام.

و أحمد بن يوسف مصنّف له كتب في الأدب و التاريخ و العلوم، منها سيرة أحمد بن طولون، سيرة أبي الجيش خمارويه، سيرة هارون بن أبي الجيش، أخبار غلمان بن طولون، شرح الثمرة (من أقوال بطليموس) ، كتاب المنطق، كتاب النسبة و التناسب، كتاب الصحيفة (فلك) ، كتاب المكافأة، كتاب حسن العقبى.

المختار من آثاره:

- من مقدّمة كتاب المكافأة:

سدّد اللّه فكرك و أحسن أمرك و كفاك مهمّك (3). إنّ أشدّ (؟) على الممتحن في محنته (4) عدوله في سعيه عن مصلحته و تنكّبه الصواب في بغيته. و لكلّ وجهة من الجدوى مأتى تستنزل به عوائدها و يقرّب معه ما استصعب منها يستثيره حسن الرواية و يهدي إليه صالح التوفيق. . . .

و قد كتبت لك في هذه الرسالة أخبارا-في المكافأة على الحسن و القبيح تنعم (تنعّم) الخاطر و تقرّب بغية الراغب-ممّا سمعناه ممّن تقدّمنا و شاهدناه بعصرنا، و باللّه التوفيق.

- من المكافأة على القبيح:

إنّ أحمد بن طولون (5) كان مذعورا من خروج أبي عبد الرحمن العمري (6)، فوافاه الخبر بقتل غلمان أبي عبد الرحمن إيّاه و انتشار أمره (7). ثم صار إليه جماعة تقارب العشرة، و معهم رأس، فقالوا: «نحن غلمان العمريّ، و هذا رأسه!»

فجمع (أحمد بن طولون) الخاصّ و العامّ و أدخلهم إليه، و استحضر قوما استأمنهم إليه و سألهم، فأجمعوا على أنه رأس أبي عبد الرحمن و أنّ الغلمان من خاصّته. فقال أحمد بن طولون لهم: هل كان (العمري) مسيئا إليكم؟ قالوا: لا، و اللّه، فلقد كان محسنا إلينا و مفضلا علينا! قال: فما حملكم على قتله؟ قالوا: طلبنا الحظوة عندك و المكانة منك! فقال (أحمد بن طولون) : قتلتم مولاكم المحسن إليكم بالتطرّب إلى المزيد (8)؟

ثمّ أمر بهم فشقّ عن جماعتهم و أخذتهم السياط حتّى سقطوا، (ثم) ضربوا على رءوسهم بالشّدوخ حتّى ماتوا جميعا. و أمر بدفن رأس عبد الرحمن.

- الروم و العرب:

و حدّثني يوسف بن ابراهيم والدي أنه سمع بطرس يحدّث ابراهيم بن المهديّ:

أنّ نقفور الملك لمّا تأدّى إليه الخبر بوفاة الرشيد جعل ذلك اليوم عيدا للروم. ثم جعل عيدا أعظم منه في اليوم الذي تأدّى إليه وقوع الشرّ بين الأمين و المأمون. ثمّ عيّد عيدا ثالثا في الوقت الذي خرج فيه أبو السرايا (9).

____________________

1) كانت أم يوسف جدة أحمد بن يوسف لأبيه ظئرا (مرضعا و مربية) لإبراهيم بن المهدي أخي هارون الرشيد و مرضعا للمعتصم بن هارون الرشيد. و لذلك كان يوسف بن ابراهيم يعرف باسم ابن الداية. و كان أبو يعقوب يوسف بن ابراهيم المعروف بابن الداية كاتبا و حاسبا و ذا اطلاع على علوم الرياضيات و الفلك. ولد في بغداد سنة 180 ه‍ و توفي في مصر سنة 260 ه‍. ذكر له ياقوت (معجم الأدباء 5:159) من الكتب «أخبار الطب» ، و أضاف محمود محمد شاكر (كتاب المكافأة و حسن العقبى، ص 9 من المقدمة) كتاب الطبيخ و أخبار ابراهيم بن المهدي.

2) راجع ص 307، ثم راجع مطلع كتاب الحيوان.

3) المهم: الذي يشغل بالك. كفاك مهمك: صرف عنك ما يشغل البال.

4) المحنة: الشدة، اختبار الإنسان بأمر لا يحتمله (ماديا أو معنويا) . عدوله: ميله، تركه (بارادته) . التنكب: الحيد عن الطريق الصحيح المستقيم. الجدوى: الفائدة. العوائد جمع عائدة: ما يرجع على الإنسان بفضل أو منفعة أو نتيجة حسنة. حسن الرواية (لأخبار الماضين) .

5) أحمد بن طولون ولاه المأمون على مصر سنة 254 ه‍(868 م) ثم استبد بأمر مصر سنة 266 ه‍، و توفي سنة 270 ه‍(884 م) فخلفه خمارويه ثم جيش (282 ه‍) ثم هارون (283 ه‍) ثم شيبان في 18 صفر 292 ه‍(آخر 904 م) . و بعد أحد عشر يوما (905 م) استولى محمد بن سليمان العباسي على مصر. و قد كان أحمد ابن طولون قاسيا عنيفا في معاملة أنصار العباسيين كما كان محمد بن سليمان شديد القسوة في معاملة الطولونيين و أتباعهم.

6) كان أبو عبد الرحمن سوار العمري من نسل عمر بن الخطاب يسكن، في أيام أحمد بن طولون في صعيد مصر، فخرج (ثار) عليه.

7) انتشر أمره: تفرق، اضطرب، تفرق أتباعه ثم لم يقم فيهم رئيسا يجمعهم.

8) التطرب إلى المزيد: الفرح بأن يزدادوا خيرا فوق ما كان لهم من قبل.

9) أبو السرايا ثار في الكوفة و البصرة في أوائل خلافة المأمون، سنة 199 ه‍(814 م) و جعل يدعو إلى آل علي، ثم قتل وشيكا، سنة 200 ه‍.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي