الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أحمد بن فارس
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص592-595
28-12-2015
2809
هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن حبيب القزويني الهمذاني الرازي اللغوي، ولد في همذان أو قزوين نحو سنة 306 ه (٩١٨ م) أو بعدها بقليل. و يبدو انه زار بلادا كثيرة.
بدأ أحمد بن فارس تلقّي العلم على أبيه (و كان أبوه لغويا) ثم أخذ أكثر علمه عن أبي الحسن عليّ بن ابراهيم بن سلمة بن حرب القطّان القزويني (توفي سنة 345 ه) ، كما قرأ على أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب و على أحمد بن طاهر بن المنجّم. و أقام ابن فارس زمنا في خدمة ابن العميد (ص 500) فمال عنه الصاحب بن عبّاد (ص 561) ، فلمّا توفّي ابن العميد (360 ه) تقرّب ابن فارس من الصاحب بن عبّاد فرضي عنه الصاحب و قرّبه. و بعد سنة ٣٧٣ هـ (٩٨٣ م) دعي ابن فارس إلى الريّ ليقرأ عليه مجد الدولة أبو طالب بن فخر الدولة بن أبي الحسن ابن بويه.
و مات ابن فارس في الريّ في صفر سنة 395 ه(أواخر 1004 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان أحمد بن فارس فارسيا و لكنّه ردّ على الشعوبية ردّا شديدا. و كان بارعا في علوم كثيرة كارها للفلسفة اليونانية و يرى إعجاز القرآن فوق كلّ شيء، كما كان معجبا بالشعر العربي لا يرى لأمّة من الأمم مثله.
و ابن فارس لغويّ ثقة مشهور و أديب كبير و له تصانيف كثار (1) منها الصاحبي في فقه اللغة، جامع التأويل في تفسير القرآن، سيرة النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم، أصول الفقه، كتاب حلية الفقهاء، المجمل (في اللغة) ، مقالة في أسماء أعضاء الإنسان، شرح رسالة الزّهري إلى عبد الملك بن مروان، كتاب قصص النهار و سمر الليل، الخ (2). . .
و لابن فارس شيء من الشعر الجيّد و رسائل أنيقة و مقامة و عدد من مسائل الفقه على سبيل المعاناة و المعاياة، و قد اقتبس ذلك منه الحريري صاحب المقامات. و كانت له آراء في النقد أيضا.
المختار من آثاره:
قال ابن فارس في الحكمة:
إذا كنت في حاجة مرسلا... و أنت بها كلف مغرم
فأرسل حكيما و لا توصه... و ذاك الحكيم هو الدرهم
- اسمع مقالة ناصح... جمع النصيحة و المقه (3)
إيّاك و احذر أن تبيـ...ـت من الثقات على ثقه
- من نثره: من مقدّمة الصاحبي:
- ان «بعض علمائنا ذكر ما للعرب من الاستعارة و التمثيل و القلب و التقديم و التأخير و غيرها من سنن العرب في القرآن فقال: و لذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية و الرومية، و ترجمت التوراة و الزبور و سائر كتب اللّه عزّ و جلّ بالعربية، لأن العجم لم تتّسع في المجاز اتّساع العرب. أ لا ترى أنك لو أردت أن تنقل قوله جلّ ثناؤه: و إمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء، لم تستطع أن تأتي بهذه الألفاظ مؤدّية عن المعنى الذي أودعته حتّى تبسط مجموعها و تصل مقطوعها و تظهر مستورها فتقول: ان كان بينك و بين قوم هدنة و عهد فخفت منهم خيانة و نقضا فأعلمهم أنّك قد نقضت ما شرطته لهم و آذنهم بالحرب لتكون أنت و هم في العلم بالنقض على استواء. . .
- مقدمة معجم مقاييس اللغة:
أقول، و باللّه التوفيق: إنّ للغة العرب مقاييس صحيحة و أصولا تتفرّع منها فروع. و قد ألّف الناس في جوامع اللغة ما ألّفوا، و لم يعربوا في شيء من ذلك عن مقياس من تلك المقاييس و لا أصل من الأصول. و الذي أومأنا إليه باب من العلم جليل، و له خطر عظيم. و قد صدّرنا كلّ فصل بأصله الذي تتفرّع منه مسائله حتّى تكون الجملة الموجزة شاملة للتفصيل، و يكون المجيب عمّا يسأل عنه مجيبا عن الباب المبسوط بأوجز لفظ و أقربه. و بناء الأمر في سائر ما ذكرناه على كتب مشهورة عالية تحوي أكثر اللغة. فأعلاها و أشرفها كتاب أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد المسمّى كتاب العين. . . . و منها كتابا أبي عبيدة في غريب الحديث و مصنّف الغريب. . . . و منها كتاب المنطق. . . . لابن السكّيت. و منها كتاب أبي بكر ابن دريد المسمّى الجمهرة. فهذه الكتب الخمسة معتمدنا في ما استنبطناه من مقاييس اللغة، و ما بعد هذه الكتب فمحمول عليها و راجع إليها، حتّى إذا وقع الشيء النادر نصصناه إلى قائله، إن شاء اللّه.
- من مقدّمات الفصول (و هو ما يسمّيه ابن فارس أصولا تتّخذ مقاييس) :
*أبّ: اعلم أنّ للهمزة و الباء في المضاعف أصلين: أحدهما المرعى و الآخر التهيّؤ. . . .
*بور: الباء و الواو و الراء أصلان: أحدهما هلاك الشيء و ما يشبهه من تعطله و خلوّه، و الآخر ابتلاء الشيء و امتحانه. . . .
*جزأ: الجيم و الزاي و الهمزة أصل واحد هو الاكتفاء بالشيء. . . .
_________________________
١) راجع مناقشة الخلاف في عمود نسبه و في موطنه في «التعريف بابن فارس» لعبد السلام محمد هارون، في «معجم مقاييس اللغة» .
٢) هنالك ثبت (بفتح الثاء و الباء) مفصل بتآليفه في «الصاحبي» (تحقيق مصطفى الشويمي،١١-١٩) ؛ راجع أيضا ثبت هذه التآليف في مقدمة «معجم مقاييس اللغة» (بتحقيق عبد السلام محمد هارون) .
٣) المقة: الحب و المودة.