الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
إسماعيل بن يَسار
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص643-645
28-12-2015
7934
كان إسماعيل بن يسار من العجم: أصله من آذربيجان و مولده و منشأه في المدينة. و قد كان يسار والد اسماعيل يبيع النّجد و الفرش و يعدّ الطعام الذي يتّخذ للأعراس، و لذلك سمّي «النسائيّ» . و كان يسار مولى لبني مرّة من بني التّيم (تيم قريش) من كنانة.
نشأ اسماعيل بن يسار في أسرة عرفت بقول الشعر: كان أبوه يسار شاعرا، و كان أخوه موسى شهوات شاعرا (1)؛ و كذلك كان ابنه محمّد شاعرا ثم نشأ حفيده عبيد اللّه بن محمد شاعرا (2).
و كان اسماعيل بن يسار طيّب النفس مليح الحديث فكها كثير الهزل و المزاح. و قد كان منقطعا إلى آل الزّبير لأنّه كان مبغضا لبني أمية. و كذلك كان شعوبي اللسان يفضّل العجم على العرب في شعره.
و وفد اسماعيل بن يسار على الوليد بن عبد الملك ثم على هشام بن عبد الملك في الرّصافة و مدحه، و لكن لم يكن له حظّ و لا نصيب عند بني أميّة لشعوبيّته. و كانت وفاة اسماعيل بن يسار نحو سنة 110 ه(728 م) .
اسماعيل بن يسار شاعر مجيد فصيح الألفاظ سهل التراكيب قريب المعاني عذب الشعر، و تكاد تكون خصائصه منقطعة عن خصائص معاصريه من أمثال الفرزدق و جرير، إذ هي من حيث الاغراض و الأسلوب أقرب إلى أن تكون محدثة، و في بعض شعره شبه بشعر عمر بن أبي ربيعة. و أغراضه الغزل و الهجاء و الفخر بقومه الفرس على العرب، و له رثاء و مديح.
المختار من شعره:
-لإسماعيل بن يسار قصيدة يتغزّل في مطلعها فيقول:
ما على رسم منزل بالجناب... لو أبان الغداة رجع الجواب (3)
غيّرته الصّبا و كلّ ملثّ... دائم الودق مكفهرّ السحاب (4)
دار هند، و هل زماني بهند... عائد بالهوى و صفو الجناب
كالذي كان، و الصفاء مصون... لم تشبه بهجرة و اجتناب
ذاك منها إذ أنت كالغصن غضّ... و هي رود كدمية المحراب (5)
- و في هذه القصيدة يفخر بالعجم على العرب:
ربّ خال متوّج لي و عمّ... ماجد مجتدى كريم النصاب (6)
إنّما سمّي الفوارس بالفر... س مضاهاة رفعة الأنساب
فاتركي الفخر، يا أمام، علينا... و اتركي الجور و انطقي بالصواب
و اسألي إن جهلت عنّا و عنكم... كيف كنّا في سالف الأحقاب
إذ نربّي بناتنا، و تدسّو... ن سفاها بناتكم في التّراب
- و له مغامرة شعرية تشبه رائية عمر في بعض وجوهها، منها:
كلثم، أنت الهمّ، يا كلثم... و أنتم دائي الذي أكتم
أكاتم الناس هوى شفّني... و بعض كتمان الهوى أحزم
قد لمتني ظلما بلا ظنّة... و أنت فيما بيننا ألوم
أبدي الذي تخفينه ظاهرا... ارتدّ عنه فيه أو أقدم
أوفي بما قلت و لا تندمي... إنّ الوفيّ القول لا يندم
آية ما جئت على رقبة... بعد الكرى و الحيّ قد نوّموا (7)
أخافت المشي حذار العدى... و الليل داج حالك مظلم
حتّى دخلت البيت فاستذرفت... من شفق عيناك لي تسجم (8)
فبتّ في ما شئت من نعمة... يمنحنيها نحرها و الفم.
حتّى إذا الصبح بدا ضوءه ...و غارت الجوزاء و المرزم (9)
خرجت و الوطء خفيّ كما... ينساب من مكمنه الأرقم (10)
________________________________
1) الشعر و الشعراء 366؛ راجع الاغاني 3:351 و معجم الشعراء 286.
2) معجم الشعراء 346.
3) الجناب (بفتح الجيم و كسرها) : اسم موضع. ليس من الضروري أن يكون الشاعر قد عنى به هنا موضعا معينا.
4) الصبا: ريح الشرق. ملث: دائم. الودق: البرق. مكفهر السحاب: غيم أسود (دلالة على امتلائه بالماء) .
5) رؤد: لين، طري. دمية المحراب: تمثال العذراء عند النصارى.
6) مجتدى: يقصده الناس لجوده. النصاب: الأصل.
7) آية: بعلامة. رقبة: حذر.
8) استذرفت: استفرغت دمعها (؟) . شفق: اشفاق، رحمة. تسجم: تهطل.
9) الجوزاء: صورة (مجموع نجوم في رأي العين) ، و المرزم: نجم تابع للشعرى (الجوزاء و الشعرى من مجموعات النجوم التي تظهر في سمائنا في الصيف) .
10) انساب: زحف خفية. المكمن: المخبأ. الارقم: الحية.