1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

الباخرزي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج3، ص170-174

29-12-2015

2469

هو الشيخ أبو القاسم (و قال بعضهم: أبو الحسن) عليّ بن الحسن بن عليّ ابن أبي الطيّب الباخرزي، نسبة الى باخرز (و هي ناحية من نيسابور بخراسان) ، السنخيّ نسبة إلى النسخ إحدى قرى خراسان.

درس الباخرزي في أوّل أمره في بلده ثمّ سمع الحديث و قرأ الفقه في نيسابور و حضر على عبد اللّه بن يوسف الجوينيّ الفقيه (ت 438 ه‍) . بعدئذ غلبت عليه محبّة الأدب و الانشاء.

كان بين الباخرزيّ و بين أبي نصر محمّد بن منصور الكندريّ معرفة و زمالة في تلقّي العلم في نيسابور-و قد اتّفق للباخرزيّ أن هجا الكندريّ-فلمّا وزر الكندريّ للسلطان طغرل بك السّلجوقي (447 ه‍ -1055 م) استدعى الباخرزيّ الى بغداد و جعله يختلف الى ديوان الرسائل. ثمّ تقلب الباخرزي في عدد من مناصب الدولة. و مدح الخليفة القائم بأمر اللّه (422-467 ه‍) . و عاش حينا في البصرة.

و أخيرا عاد الباخرزي الى باخرز حيث قتل في مجلس أنس في ذي القعدة من سنة 467(حزيران-يونيو 1075 م) و ذهب دمه هدرا.

الباخرزيّ شاعر مكثر مطبوع مجيد في المقطّعات أكثر من إجادته في القصائد، يطبع شعره أحيانا على غرار جرير. و فنونه المدح و الغزل و شيء من المجون و الخمر. و للباخرزي كتاب «دمية القصر و عصرة أهل العصر» (1) (في شعراء القرن الهجريّ الخامس) ، و هو تتمّة لكتاب الثعالبي «يتيمة الدهر» . و لعلّ مما حمله على تأليف هذا الكتاب أن أباه كان جارا للثعالبي في نيسابور.

مختارات من آثاره:

-قال الباخرزي يصف قسوة الشتاء و يصف الماء يقذف به في الجوّ الشديد البرد علوّا فيجمد حالا ثم يسقط على الأرض بردا (العودان: عود الغناء و عود الطيب) :

كم مؤمن قرصته أظفار الشتا... فغدا لسكّان الجحيم حسودا

و ترى طيور الماء في وكناتها... تختار حرّ النار و السفّودا (2)

و اذا رميت بفضل كأسك في الهوا... عادت عليك من العقيق عقودا

يا صاحب العودين، لا تهملهما... حرّك لنا عودا و حرّق عودا

- و قال الباخرزيّ في الغزل:

ألا سقيت أطلال ليلى، و إن عفت... مغاني غوانيها و ولّى زمانها (3)

توفيت اللذّات في عرصاتها... لذاك بكت نوّاحة و رشانها (4)

و عهدي بها من قبل حمرا جمالها... و خضرا مراعيها و بيضا حسانها (5)

فطورا بلثم الناي يعنى زنامها... و طورا بضرب العود يغرى بنانها (6)

و تحسو عصير السيل أغصان دوحها... فتهتزّ سكرا و الطيور قيانها (7)

- من مقدّمة دمية القصر (طريقة تأليفها) :

. . . . و لهذا الشأن لا أزال أهبّ على كلّ بقعة مذكورة، و أحطّ رحلي من كورة الى كورة-و قد ولّيت وجهي شطر الفضلاء الوجاه، و بسطت حجري لالتقاط درّ الشفاه (8). . . . . فلله سلّم فيه ارتقيت، و أعيان بهم التقيت، و نجوم بأيّهم اقتديت اهتديت (9)؛ و ان لم يتيسّر الوصول اليها و الفراغ منها إلاّ و قد وخط القتير و طلع النذير و انضمّ الخيط الأبيض من الفجر الى الخيط الأسود من الشعر؛ فخلّى الفود مشتعلا و الفؤاد مشتغلا (10) و أضاف الذود الى الذود فصارت إبلا (11)، و ذلك في شهور سنة أربع و ستين و أربعمائة. . . .

و هذا حين أسوق صدر الكتاب الى العجز. . . و كنت على ألاّ أزاود الثعالبيّ في يتيمته و لا أزجّه في كريمته الاّ ما تجذّبت شؤون الأحاديث اليه فأفرغ كلامي عليه. . . . فكرّرت في كتابي هذا أسماء قوم من أعلام العلوم الذين هم أسنمة الأدب و غواربه، و منهم مشارق الشعر و فيهم مغاربه ممّن رأيته و كان لقاؤه لعيني كحلا أو سمعت به فكانت أخباره لسمعي تحلا (12) (!) . . . . و اذا أنا كنزت على شعراء العصر جريدة فريدة ثم انتهيت الى مكانهم منها فأسقطت شذورهم من النظام، و طفرت الى من وراءهم طفرة النّظام لم آمن أن يقال هذا رجل ضيّق العطن قصير الشطن (13) قليل الثبات كثير الوثبات يتخطّى رقاب الأحياء الى رفات الأموات. . . . .

فإن اتّفق من هذا الجنس شيء فلا مشاركة الا في اثبات الاسم، و الشرط ألاّ أعيد الاشعار التي تجمّلوا بها في كتبهم، و ان أعدّت ذكر الشاعر الذي تكثّروا به في صحفهم (14). . . . .

و لا أخلي اسم كلّ فاضل من إشارة الى سبب من أسبابه، و إيماء الى نسب من أنسابه. اللهمّ الاّ أقواما ما عثرت بأساميهم في الدفاتر فاشتبهت عليّ أغفالهم و لم تفتح على يدي أقفالهم (15). و العذر فيه أن الحداة لم تتغنّ بأشعارهم و الرياح لمّ تهبّ بأخبارهم و الليالي لم تطنّ بأسمارهم (16). . . و قد فهرست أسامي الفضلاء، ثمّ فرّقت عليها نظري أرؤسا و أقلاما (لعلّها: أقداما) و جعلت طبقاتها المرتّبة أقساما. ثمّ أخرجت أقسام طبقات الاسماء على عدد طباق السماء (17)، فلكلّ مقام مقال، و لكلّ طبقة رجال، و هم أزواج ثلاثة: منهم السابقون الاولون، و منهم اللاحقون المخضرمون، و منهم المحدثون العصريون. . . . .

و قد سمّيت الكتاب «دمية القصر و عصرة أهل العصر» . . . .

- أسلوبه في سياقة التراجم: (ص 91-92) :

حمد بن فورجّة: هو في الصنعة من الفحول، و التنبيه على فضله طرف من الفضول. و شعره فرخ شعر الأعمى، أعني شاعر معرّة النعمان، و إن كان هذا الفاضل منزّها عن معرّة العميان (18). . . . . و من أبكار معانيه قوله:

ما شانني حبس، و لا ضرّني... ما جرّ من حادث إقتاري (19)

جرّبني الدهر بأحداثه... تجربة الياقوت بالنار (20)

___________________

1) سبعة أقسام: شعراء البدو و الحجاز-شعراء الشام و ديار بكر و آذربيجان و الجزيرة و بلاد المغرب-فضلاء العراق-شعراء الري و (منطقة) الجبال-فضلاء جرجان و استراباد و دهستان و قومس و خوارزم و ما وراء النهر- شعراء خراسان و قهستان و سجستان و غزنة-طبقة من أئمة الادب لم يجر لهم في الشعر رسم.

2) تجد الطيور ترتجف في وكناتها (جمع وكنة بضم فضم: عش الطائر في جدار) ترتجف من البرد و تتمنى أن لو تشك بالسفود و تشوى على النار.

3) مغاني غوانيها: مساكن نسائها الجميلات.

4) العرصة (بفتح ففتح) : الباحة العراء (بغير بناء) . -لما ذهبت الأيام التي كنا نألف فيها اللذات في تلك الاماكن، حزنت و رشانها (بكسر الواو، و هي جمع ورشان بفتح ففتح: ساق حر: نوع من الحمام) .

 

5) حمرا جمالها الخ (كناية عن الخصب و النعيم) .

6) زنام (بضم الزاي) زمار حاذق كان لهارون الرشيد. بنان أصابع-تصدح تلك الورشان (بكسر الواو) صوتا يشبه تزمير زنام (تأمل الموازنة بين زنام الزمار و بين زنمتي الأذنين للمقابلة بين لثم الناي و بين تقريبه الناي من جانب الفم) . و بنان: مغن (غ 9:302 الخ) .

7) تشرب دوحها (أشجارها الكبيرة) من صفوة ماء السيل (تشبيها له بالخمر) فتتمايل أغصانها مع ريح الشتاء (كأنها سكرى) ، و تغني الاطيار على أغصانها (بعد انقضاء المطر) كأنها قيان (نساء حسان مغنيات في مجلس خمر) .

8) حط رحله: قطع سفره، استقر في بلد بعد بلد في أثناء السفر. الوجاه ليست في القاموس بالمعنى الذي قصده الباخرزي (راجع 4:295) . المقصود الوجوه أو الوجهاء. الحجر: الحضن (ما بين فخذي الانسان اذا جلس) .

9) بأيهم اقتديت اهتديت: كل (شاعر) استمليت بعض شعره هو مطلوبي (اقتباسا من حديث للرسول: أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم) .

10) و خط (استوى) القتير (الغبار، كناية عن الشيب) -أصبح الشعر الابيض في رأسي مساويا للشعر الاسود في المقدار. النذير: (الشيب) ينذر (يهدد) بقرب الموت. انضم الخيط الابيض (الشعرة البيضاء) من الفجر الى الخيط الاسود من الشعر. الاستعارة بعيدة، و لعل المقصود: زاد الشيب في رأسي. خلى (ترك، جعل) الفود (الشعر في جانب الرأس، و هو يتأخر في الشيب عادة. فاذا شاب الفود فمعنى ذلك أن جميع شعر الرأس قد شاب) . مشتعلا (ملتهبا كالنار) ، قد عمه الشيب. اشتغل الفؤاد: أخذته الهموم (لقرب الاجل و انقطاع عمل الحياة) .

11) الذود: بضعة جمال. و في المثل: من الذود الى الذود إبل (-بإضافة بضعة جمال الى بضعة جمال يصبح لك قطعان ابل كثيرة-يقصد أنه جمع كتابه «دمية القصر» قليلا قليلا حتى تم) .

12) صدر الكتاب (أوله) و عجزه (آخره) : أصبح الكتاب جاهزا من أوله إلى آخره. و كنت على (قصدت) أ لا أزاود الثعالبي في يتيمته (أ لا أجعل كتابي أكبر من كتابه بأن أضم الشعراء الذين ضمهم هو ثم أضم اليهم جماعة آخرين) . لا أزجه (أطعنه) في كريمته (كتابه القيم) ، أي أسرق منه. . . . إلا ما جاء من ذلك عرضا فاتفق أن ذكرت في كتابي مثل ما ذكر في كتابه. تحلا (؟) لعلها نحلا (بضم النون مجانسة كحلا) : عطية.

13) أسقطت شذورهم (الشذور قطع صغيرة من الذهب توضع واحدة منها بين كل حبة و حبة من حبات اللؤلؤ في العقد) : تركت الذين ليس لهم الا قليل من الشعر. النظام (الخيط الذي تجمع به حبات العقد) . طفرت: قفزت (تركت) . طفرة النظام: الطفرة قضية من قضايا الفلسفة الرياضية وردت عند زينون الايلي (ت 430 ق. م) تقول: اذا كانت المسافة بين نقطتين تتألف من نقاط غير متناهية، فكيف يمكننا أن نقطها في زمن متناه؟ و الجواب: إننا حينما نسير لا نمس جميع النقاط التي يتألف منها الخط الذي نتبعه في سيرنا، بل نطفر (نثب، نقفز عن نقاط من غير أن نمسها) . و قد تكلم أبو اسحاق ابراهيم النظام (ت 231 ه‍) في هذه القضية حتى أصبحت جزءا من عقيدته الفلسفية. يقصد المؤلف: لم أضم في كتابي جميع الشعراء الذين في زماني؛ و لكني جمعت عددا من أشعار الاحياء و لم آخذ شيئا لأحد من الأموات (الذين سبقوا زمني) . العطن: مبرك الابل. ضيق العطن: قليل المال (قليل المادة الأدبية) . قصير الشطن (الحبل) : لا يستطيع أن يستقي من الآبار (لم يستطع أن يملأ كتابا بشعر للأحياء فأضاف اليه شعرا من دواوين الشعراء الذي ماتوا) .

14) احيانا أذكر اسم شاعر ورد في كتاب يتيمة الدهر للثعالبي و لكن أذكر له أشعارا جميلة لم تذكر في اليتيمة.

15) ما عثرت بأساميهم في الدفاتر (في الكتب المؤلفة) . اشتبهت علي أغفالهم (أسماؤهم المرموز بها اليهم، نحو: أبو الفرج-أبو الفرج الأصفهاني، أبو الفرج بن النديم، ابو الفرج بن هندو الخ؛ العسكري-الحسن العسكري، أبو أحمد العسكري، أو هلال العسكري) .

16) الحداة (سائقو الابل) لم تتغن بأشعارهم: لم تنتقل أشعارهم (من بلد الى بلد فتصل الي) . الرياح لم تهب بأخبارهم، الليالي لم تطن بأسماهم: لم يشتهروا.

17) طباق السماء سبعة. راجع أقسام الدمية السبعة، ص 171، الحاشية.

18) شاعر معرة النعمان: ابو العلاء المعري. المعرة: العيب.

19) الإقتار: الفقر.

20) الياقوت لا يحترق بالنار (!)

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي