الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
البُعيث المجاشعي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص731-732
29-12-2015
7776
البُعيث المجاشعي (1)هو أبو مالك أو أبو يزيد خداش بن بشر بن خالد من بني مجاشع بن تميم؛ و أمّه أصفهانية (و قيل من سجستان) يقال لها مروة أو وردة (و قيل بل كانت تسمّى فرتنا، كما ورد في شعر جرير؛ و لكن من المحتمل أن يكون جرير قد كنى بفرتنا-في معرض هجائه للبعيث-عن المرأة الفاجرة، و تلك كناية معروفة في القاموس) ، و لذلك كان يقال له: ابن حمراء العجان.
و كان البعيث من أهل البصرة دخل في الهجاء بين الشعراء و هاجى جريرا مدة طويلة و أعانة الفرزدق (الكامل 16) . و قد توفي في البصرة نحو سنة 134 ه (751 م) في الاغلب بعد أن أسنّ.
ذكر الجاحظ (2) أن الكميت و البعيث و الطرمّاح كانوا شعراء خطباء، و كان البعيث أخطبهم؛ أما في الشعر فعدّه ابن سلاّم (3) رأس الطبقة الثانية من الاسلاميّين (بعد جرير و الفرزدق و الاخطل) ، و وصفه بأنه فاخر الكلام حرّ اللفظ. و أكثر شعر البعيث الهجاء.
المختار من شعره:
- و من البارع الفصيح في بخل المعشوق قول البعيث (ديوان المعاني 1:277) :
أزارتك ليلى و النجوم خواضع... و قد بهر الليل النجوم الطوالع
فأعطتك آيات المنى، غير أنها... كواذب إن حصّلتها و خوادع
على حين ضمّ الليل من كلّ جانب... جناحيه، و انقضّت نجوم ضواجع (4)
و أعجلها عن زورة لم أفز بها... من الصبح حاد يزعج الليل ساطع
- و قال البعيث يهجو جريرا:
إذا أيسرت معزى عطيّة و ارتعت... تلاعا من المروّت أحوى جميمها (5)
تعرّضت لي حتى صككتك صكّة... على الوجه يكبو لليدين أميمها (6)
أ ليست كليب ألأم الناس كلّهم... و أنت إذا عدّت كليب لئيمها
- و له أيضا في هجاء جرير:
كليب لئام الناس، قد يعلمونها... و أنت إذا عدّت كليب لئيمها
أ ترجو كليب أن يجيء حديثها... بخير، و قد أعيا كليبا قديمها
-جاء في البيان و التبيين (1:204) : قال البعيث الشاعر و كان أخطب الناس: إنّي، و اللّه، ما أرسل الكلام قضيبا خشيبا، و ما أريد أن أخطب يوم الحفل إلا بالبائت المحكّك (7).
_______________________
1) تمييزا له من البعيث الهاشمي (راجع الأمالي 1:199) .
2) البيان و التبيين 1:45،204،374،3:11،4:84.
3) طبقات الشعراء 121.
4) الضواجع جمع ضاجع: النجم المائل الى المغيب. -صار آخر الليل.
5) الجميم: العشب. الاحوى: الاصفر اليابس. المروت: أرض لا يجف ثراها (لأنها مستنقع) و لا ينبت مرعاها (بما يكفي لأن ترعاه الماشية) . التلاع: مساقط الماء. عطية: والد جرير. - يقول الشاعر عن معزى أهل جرير أنها أبدا جائعة و أن جريرا و أهله مهتمون دائما بالبحث عن مراع لها. فاذا رعت هذه المعزى عشبا قليلا يابسا و شعر جرير بشيء من الراحة و الفراغ تعرض لي (بدأ يهجوني) .
6) صك: ضرب. كبا الفرس: سقط على وجهه. الاميم: الذي أصيب رأسه بشق.
7) قضيبا: مقتضبا (ناقصا) . خشيبا: فجا لم يصقل. يوم الحفل: يوم اجتماع الناس. البائت: الذي بات صاحبه يجبل الرأي فيه. المحكك: المنقح، المهذب.