1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

الجوهري صاحب الصِحاح

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج2، ص615-617

29-12-2015

5946

هو أبو نصر إسماعيل بن حمّاد بن نصر الجوهري، ولد في أوائل القرن الهجريّ الرابع في فاراب من بلاد الترك وراء نهر جيحون (و يقال لها الآن أطرار أو أترار) ؛ و لذلك يقال له الفارابي أيضا.

أخذ الجوهريّ عن خاله أبي ابراهيم بن اسحاق الفارابي (توفي سنة 350 ه‍) صاحب ديوان الأدب (و هو كتاب في اللغة يقرب من أن يكون قاموسا) . ثمّ انه جاء إلى بغداد و سمع من أبي عليّ الفارسي و من أبي سعيد السيرافي. و تنقّل بعد ذلك في البدو و الحضر و زار ديار ربيعة (شماليّ العراق) و الحجاز و نجدا يأخذ اللغة عن البدو مباشرة و سؤالا. بعد ذلك عاد إلى المشرق يتكسّب بإقراء القرآن و التدريس و تعليم الخطّ و نسخ الكتب و يؤلّف في أثناء ذلك.

و وسوس الجوهريّ في آخر عمره فصعد إلى سطح الجامع في نيسابور و شدّ إلى ذراعيه مصراعي باب ثم قذف بنفسه من سطح الجامع محاولا أن يطير، و لكنّه سقط فمات سنة ٣٩٨ ه‍ (١٠٠٨ م) في الأرجح.

خصائصه الفنّيّة و المختار من آثاره:

كان أبو نصر الجوهريّ إماما في اللغة و الأدب، ألّف كتاب «تاج اللغة و صحاح (1) العربية» ، و هو قاموس بالمعنى المألوف. و «للصحاح» خاصّتان بارزتان: أولاهما أنّ الجوهري اقتصر في الأكثر على الألفاظ التي «ثبتت صحّتها» عنده، و لذلك سمّاه «تاج اللغة و صحاح العربية» . و الخاصّة الثانية هي ابتكاره لترتيب قاموسيّ عاقل. لقد رتّب الجوهريّ الكلمات في قاموسه على الحرف الأخير في الكلمة. فالبحث عن الكلمة في «الصحاح»

يكون باتّخاذ الفعل المجرّد الثلاثيّ أساسا، ثم يبدأ الباحث عن الكلمة بالبحث عن الحرف الثالث (الأخير) منها (و يسمّى الباب) ثم عن الحرف الأول منها (و يسمّى الفصل) ثم عن الحرف الثاني (الاوسط) . فكلمة «قرب» نجدها في باب الباء-فصل القاف، و «نزل» نجدها في باب اللام-فصل النون. و مشتقّات الفعل الثلاثي تتبعه (نجد نازلة و منزلة و تنزّل مع «نزل») . و لقد اتّبع الجوهري هذا الترتيب لأن الحرف الأخير من الفعل المجرّد أثبت في العادة من سائر أحرفه عند التقلّب في الصيغ المختلفة، فاللام في نزول و نزيل و تنزيل و استنزل و منزل و في تنازل الرجلان أثبت و أظهر من النون و الزاي (و ان كان عندنا نازلة و منزلة-تتراجع فيهما اللام عن مكانها في آخر الكلمة) . و هذا الترتيب مفيد خاصّة في الافعال المعتلّة من مثل وعد، وثق، يقظ فان فيها عدة و موعدا و ميعادا و ثقة و موثقا و ميثاقا و إيقاظ و إيقاظا و استيقاظ؛ فالحرف الأخير فيها أثبت.

_________________________

١) لصحاح اللغة مختصر اسمه «مختار الصحاح» للرازي. و الرازي هذا هو زين الدين محمد بن محمد بن أبي بكر ابن عبد القادر الرازي، من أهل الري، كان من علماء اللغة و النحو و من ذوي الإلمام بعلوم القرآن و الحديث و علوم الأدب و التاريخ و من البارعين في النثر و النظم. و للرازي هذا عدد من التآليف أشهرها «مختار الصحاح» الذي اقترن به اسمه في عالم المعاجم. اختصر الرازي «صحاح اللغة» و جرده من الشواهد، و فرغ (بفتح الراء) من تأليفه سنة 660 ه‍ (1262 م) . و لعل الرازي قد أدرك أواخر القرن الهجري السابع. و قد طبع «مختار الصحاح» في بولاق سنة ١٢٨٢ ه‍ ثم طبع مرارا بعد ذلك. و طبعته وزارة المعارف المصرية (١٣٢٣-1335 ه‍) طبعة أشرف عليها محمود خاطر و الشيخ حمزة فتح اللّه. و قد غير ترتيب هذه الطبعة فجعلت الكلمات على أوائل الحروف كما هذبت فحذف منها الألفاظ البذيئة (راجع «صاحب مختار الصحاح» لأحمد تيمور، م م ع ع ٨:١١ تشرين الثاني ١٩٢٨ م، ص 641-661: ثم الصحاح و مدارس المعجمات العربية، تأليف أحمد عبد الغفور العطار، مصر 1375 ه‍-1956 م، ص ٢٣٧-٢٣٩) .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي